المشكلة في التربة أنشئت بقرار سياسي يستهدف تعز

2019-11-19 18:48:05




يرى فؤاد الشدادي قائد مقاومة الحجرية أن المشكلة في التربة أنشئت ووجدت بقرار سياسي، داعيا القيادة العليا للقوات المسلحة بمحاسبة من تسبب بوجود وحدات عسكرية في مسرح اللواء 35 مدرع وأصدر قرارات متناقضة ساهمت بتطور الأزمة، مؤكدا أن هناك قوى تستهدف تعز من خلال تحويلها لساحة صراع حول المصالح الاقليمية عبر أدوات هذه القوى في الداخل.
وفي الحوار الصحفي الذي أجراه ”الرصيف برس” مع القائد الشدادي يكشف الشدادي عن تفاصيل قضية مقتل مرافقي المحافظ متهما قيادة تعز بالتلاعب بالقضية بهدف تمييعها، مؤكدا أن الانفلات الأمني في التربة جاء بعد تغيير مدير الأمن السابق العقيد عبدالكريم السامعي الذي أثبت جدارته في فرض الأمن والإستقرار.. فإلى الحوار. .



* لو نبدأ من استقالتكم من عضوية اللجنة المكلفة بحل الاشكالات في التربة، والتبريرات التي أوردتموها في الاستقالة، وكذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار استقالة العضو الآخر علي الأجعر المتزامنة تقريبا مع استقالتكم..؟


** في البداية نشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم لهذه القضية ومعرفة المزيد عنها، وأود أن أشير إلى أننا كنا متفقين أنا والأستاذ علي الأجعر أن نوقع على تقرير قد أعديته قبل عشرة أيام عندما وجدت التلاعب والمماطلة من اللجنة وحينها كان الأستاذ علي قد طلب مني أن أتريث وأصبر وأترك له الفرصة لمحاولة إقناع بقية أعضاء اللجنة للخروج بتنفيذ ما اتفقنا عليه وأقريناه ولكنه اقتنع ووصل إلى طريق مسدود معهم، فطلبت منه أن يطلع على التقرير ويطرح ملاحظاته وتعديلاته عليه وأن يوقع بجانبي حتى يكون للتقرير فاعلية واستجابة، ونفرض على القيادة الأخذ به أو تشكيل لجنة ترجح وتطابق بينهما، فأتفقنا أن أرسله له ليطلع عليه ويوقع عليه، فأخذ التقرير معه إلى البيت للمراجعة والتوقيع عليه وفي اليوم الثاني طلب مني الدخول إلى تعز للضرورة، فقلت له نلتقي بعد الظهر وعملت له رسالة أننا في الطريق إلى تعز فقال إنه تعبان وأجلنا لليوم الثالث ورجعت من الطريق فإذا بي أتفاجأ في الليل أنه قدم استقالته منفردا برغم أنه ذكر لي أنه سوف يستقيل، فقلت له نضيف استقالتنا في نهاية التقرير ونعتبره مسببا للاستقالة مع بعض إلا أنني تفاجأت باستقالته على وسائل التواصل الاجتماعي وأنا غير مصدق لأننا متفقون أننا سنلتقي، وعندما تأكدت منه قال الاستقالة صحيحة فصدمت من الخبر وعاتبته على هذا التصرف خاصة وهو من أخرنا هذه الفترة كلها فسبقنا بإعلان استقالته منفردا، وأنا قدمت تقريري مصحوبا بالاستقالة منفردا في اليوم الثاني هذا فيما يخص الاستقالات وكيف تمت.
أما أسباب الاستقالة فهي عدة أسباب أبرزها مماطلة قيادة المحور بتنفيذ أوامر وزارة الدفاع ومحافظ المحافظة بسحب بقية أطقم المحور والمجاميع المسلحة من التربة، وكذلك عدم التوجيه بتسليم الطقم أداة الجريمة وتسليم بقية المتهمين، وكذلك التلاعب الواضح والتهرب من قبل رئيس اللجنة وبقية الأعضاء من تنفيذ القرارات التي نتخذها في إجتماعاتنا، وذهاب اللجنة إلى اجتهادات ومحاولات إرضاء طرف على حساب طرف.


* هل نستطيع أن نقول إن تشكيل اللجنة كان يهدف لامتصاص الغضب الشعبي من جريمة مقتل مرافقي المحافظ، ومحاولة من المحور لتمييع القضية وتهريب المتهمين وحمايتهم ؟

** فيما يخص الهدف من تشكيل اللجنة وأبعادها فهذا شيء بديهي عند السلطات أن تشكل لجنة لأي قضية تحدث تؤدي إلى استفزاز وإثارة الشارع لإمتصاص الغضب الشعبي، والمثل يقول إذا أردت تمييع قضية شكل لها لجان، ولكن هذا يعود إلى مدى قدرة أعضاء اللجنة على معالجة القضايا وجديتهم في حلها.


* ما هي المعلومات المتوفرة لديك عن مصير المتهمين بقتل مرافقي المحافظ؟ ومن يقدم لهم الحماية؟

** المتهمون هم في الشبكة بالتربة وتم تسليمهم بنظرنا برغم أن قرار اللجنة الامنية وقرارنا كان نقلهم إلى تعز، ولكن عندما رأينا هناك معارضة من أولياء الدم ومن المجتمع بنقلهم إلى تعز تجاوزنا القرار وضغطنا على المحور وقائد المحور بأن يوجه بتسليمهم إلى الشبكة فاستجاب للضغوط ووجه بذلك وعملنا بما يخدم مصلحة القضية وتم تسليمهم إلى سجن الشبكة بنظر النيابة والأمن الخاص وهم أفراد تابعون للمحور.


* على أي أساس بنيتم موقفكم المطالب بإرسال المتهمين إلى تعز بينما الجريمة وقعت في التربة، وما أسباب عدولكم عن هذا القرار. .؟

** نحن اجتمعنا مع اللجنة الأمنية قبل نزولنا بيوم فكان قرار اللجنة الأمنية بإدخال المتهمين إلى تعز بحجة أنه لا يوجد هناك جهة آمنة لإيداعهم فيها، وفي اليوم الثاني اجتمعت اللجنة مع قائد المحور وحدد موعد النزول بعد الظهر إلى التربة، وبعد خروج أعضاء اللجنة من المحور علمت أن هناك استياء شعبي وتذمر واعتراض على إدخال المتهمين إلى تعز، وعلى الفور رجعت إلى قائد المحور بمفردي أقدم له إعتذاري عن المهمة الموكلة إلينا في اللجنة وشرحت له الأسباب واعتراضي على بعض قرارات اللجنة الأمنية التي من ضمنها ايصال المتهمين إلى تعز، فقال لا بد من خروجك وعند إصراره اشترطت أن يتم تسليم المتهمين إلى التربة جهة الاختصاص المكاني فوافقنا عليه، وعلى ضوء ذلك تحركنا وفي منتصف الطريق من تعز للتربة أبلغت أعضاء اللجنة بهذه الخطوة التي قمت بها بدون علمهم وهي تسليم المتهمين إلى التربة.


* في الحديث عن المتهمين قلت إنه تم تقديمهم للشبكة بنظركم ونظر النيابة، بينما أولياء الدم يؤكدون أن المتهميين الرئيسيين لا زالوا طلقاء وبحماية بعض القيادات العسكرية ..؟؟

** نحن لا نعرف المتهمين حتى نحددهم ولكن أداة الجريمة هي التي تحددهم وقياداتهم هي الضامنة ومسؤولة عنهم، نحن طالبنا قيادة المحور بتوجيه أركان حرب اللواء الرابع العقيد ناجي الشطاف بتسليم جميع المتهمين الذين كانوا عنده كإجراء تحفظي ولا نعلم كم عددهم، وبعد أن اتضح أن الذين كانوا على متن الطقم وعددهم عشرة وهم قد دخلوا تعز وبعد الضغط على قيادة المحور طلبوا منا الدخول لأخذهم، فوجهنا قائد القوات الخاصة بتجهيز عشرة أطقم وفورا جهز خمسة عشر طقم لإيصالهم وتم تأمين الخط لهم على طول الطريق، وأثناء وصولهم إلى تعز لأخذ المتهمين تفاجأنا بأن المتهمين هم الذين جاؤوا بهم إلى عند اللجنة وليسوا الذين جاؤوا من تعز، فأنزلناهم إلى الشبكة بصحبة العقيد ناجي الشطاف والضابط صخر النابهي ومدير الأمن والأخ ماجد الزنقل الذي تكلف مع قائد المنطقة الأمنية بالقوات الخاصة بإيصال المتهمين من تعز، وأثناء وصولنا إلى الشبكة وتسليم المتهمين خرج الضابط الغزالي قائد المجاميع المتبقية في التربة الذي خرج مع الحملة مع ستة أفراد وعلى أساس أنه الضامن لإيصال المتهمين والذي بدوره أبدى استعداده لإيصال أي متهم من أفراده يتم طلبه، وبعد أن تم إيداع العشرة المتهمين الشبكة عملنا محضر وقيدنا أسماءهم ووقعنا على المحضر أنا ومدير الأمن ورئيس اللجنة والأخ العقيد ناجي الشطاف، وبعد ذلك اتضح أن هناك أربعة متهمين بحسب بلاغ أولياء الدم والذين كانوا في الحافلة، وبعد فترة جاؤوا أولياء الدم يشتكون من وجود المتهمين في شوارع التربة وهم يشاهدونهم كل يوم مع الطقم أداة الجريمة وهذا هو أساس خلافنا مع اللجنة والمحور والذين لم يلتزموت بما وعدنا به أولياء الدم بتسليم جميع المتهمين والطقم أداة الجريمة.


* برأيك ما الهدف الذي سعى له وأراد تحقيقه الطرف الذي استهدف مرافقي المحافظ؟ وما الرسالة التي أرادوا ايصالها للمحافظ بشكل خاص ولأبناء التربة بشكل عام من هذا الاستهداف؟


** لا أعتقد أن وقوع هذه الجريمة الهدف منها هي إيصال رسالة بقدر الورطة والمأزق الذي وقعت فيه هذه القوى من خلال دخولها في قفص الاتهام في جريمة بشعة ومشهودة، وهذه نتيجة بقاء الأطقم التابعة للمحور في التربة وبقية المجاميع المسلحة بدون استثناء، وإذا لم يتم سحبها واستمرت المكابرة عند قيادة المحور وقيادة الألوية والكتائب فإن الوضع في التربة قابل للإنفجار في أي لحظة.



* هل نستطيع أن نقول أن إثارة المشاكل في التربة والذي بدأ مع تشكيل لواء عسكري جديد بعيدا عن المعايير العسكرية وزراعته داخل مسرح عمليات اللواء 35 مدرع هو عمل ممنهج يهدف لاستهداف الحجرية من قبل طرف معين؟ وما قراءتك لأهداف هذا الاستهداف؟

** المشكلة في التربة أنشئت ووجدت بقرار سياسي وللأسف هذا الأمر زاد من تصاعد حدة التوتر واتساع الفجوة بين القادة العسكريين وخلق فرقة في أوساط أفراد الجيش، وهو توجه القيادة العسكرية العليا وتناقضاتها بالقرارات وعلى مرآى ومسمع من القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يستطيع أن يفصل هذه المشكلة بقرار ويحاسب من تسبب بوجودها والهدف من التواجد في مسرح عمليات اللواء 35 مدرع ومن أصدر القرارات المتناقضة التي سببت كل هذا الصراع، وسحب الأفراد من اللواء 35 مدرع وتوزيعهم على عدة ألوية، وسحب الأرقام العسكرية وغيرها من الممارسات، وإلى الآن هناك أفراد تم نقلهم من اللواء 35 مدرع إلى اللواء الرابع ولم يستلموا مرتباتهم منذ سنة ونصف ومن ضمنهم أفرادنا، وعددهم أكثر من 35 فرد لم يستلموا مرتباتهم.
الاستهداف ليس للحجرية وحسب بل لمحافظة تعز التي جعلوها ساحة صراع مصالح اقليمية وعبر أدواتهم في الداخل وما نشاهده من حرب بين رفقاء السلاح وحشد أكبر قوة بالعتاد والعدة على المناطق المحررة والتي كان آخرها القوة العسكرية الضخمة التي تم حشدها إلى البيرين وراح ضحيتها الشهيد القائد فاروق الجعفري وعشرات الشهداء من رفقاء السلاح في معركة لم تشهدها جبهات العدو منذ أربع سنوات لأن أجندتها إقليمية وقاداتها هم الأدوات المنفذة.



* ما أسباب الانفلات الأمني الذي تشهده التربة اليوم؟ وكيف يمكن وضع حلول ومعالجات من شأنها بسط الأمن من جديد في التربة التي تميزت خلال الأعوام السابقة بأنها من أكثر المناطق أمنا في تعز؟

** الانفلات الأمني في التربة جاء بعد تغيير مدير الأمن السابق العقيد عبدالكريم السامعي الذي أثبت جدارته في فرض الأمن والإستقرار وضبط مرتكبي الجريمة ووضع حد لانتشارها وهذا ما لمسه المواطن، ولكن عندما يكون هناك توجه معين وحسابات خاصة تضمحل كل تلك الجهود وتصطدم أمام المشاريع الصغيرة والحسابات الضيقة.
ولإعادة الأمن والسكينة للتربة خاصة ولتعز عامة لابد من إستيقاظ الحكومة من سباتها ممثلة برئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ابن تعز لتحمل مسؤوليته قبل أن يكون رئيس الوزراء فإنه ابن المحافظة، ويجب عليه وضع حد لما يحدث في تعز من عبث، ويكفي صمت الحكومة والقيادة العليا لما يحدث في تعز خلال فترة السنوات الماضية..



* باعتبارك ابن الحجرية وقائد مقاومتها، ولك حضورك السياسي والاجتماعي والخدمي فيها..
ما الذي يميز الحجرية لتتحول إلى منطقة صراع بهذا الشكل الذي نشاهده اليوم؟

** لأنها - أي الحجرية - منبع الثوار والأحرار والثروة البشرية ونخبة المثقفين والمبدعين والفن والأدب والبيوت التجارية وفيها من الحصون والقلاع التاريخية ما يجعلها تتميز بحضارتها العريقة حيث كانت تسمى قديما في النقوش السبئية "معفرن" أي مخلاف المعافر وفي عصر الدولة الرسولية كانت قاعدة حكم للملك المظفر الذي جعل من حصن الجاهلي مركز لقاعدة حكمه، والحصون والقلاع المتبقية كانت بمثابة مواقع دفاعية متقدمة ولذلك كانت مستهدفة ولا تزال من قبل القوى والأنظمة الرجعية والقبلية.



* هل ترى أن إتفاق الرياض والمتغيرات التي سيحدثها سيؤثر على الوضع في تعز، وسيجعل القوى التي تحكم تعز اليوم تراجع سياساتها؟ وهل سينعكس ذلك أيضا على الأوضاع في الحجرية؟

** اتفاق الرياض من حيث المبدأ لا يختلف عن اتفاق السلم والشراكة كلاهما جاء نتيجة لقوى وجدت على الأرض مدعومة من دول اقليمية ودولية مناوئة للشرعية، هذه القوى منقلبة أو متمردة على الشرعية، وفي ظل شرعية هشة مسلوبة الإرادة، ومن لا يمتلك الارادة لا يمتلك القرار.
لكنه - أي الاتفاق - من وجهة نظري سوف يحدث تغيرات على المستوى الداخلي في أداء الشرعية بوجود توازن قوى داخل الشرعية نفسها تعمل على التخفيف من هيمنة القوى التي ظلت متحكمة بالشرعية ومستفردة بالقرار طوال الفترة السنوات الماضية، وهذا سيجعلها تعيد حساباتها، وسيكون له دور ايجابي أقل ما يكون وضع حد للحروب الداخلية وعودة الشرعية والحكومة إلى عدن لممارسة عملها بدلا من بقائها خارج البلاد، وهذا الوضع سينعكس على تعز والحجرية وكل المناطق المحررة.


تابعونا علي فيس بوك