القليل من العقلانية او الصمت ليس عار

09/11/2023 18:07:41



فقط الأمر يحتاج الى قليل من العقلانية والتركيز والخروج من قوالب صدئه وغير صالحة لكل زمان ومكان. فلسطين لن تعود سقطت في 48 و67 و73 وتسقط كل يوم أكثر وأكثر حتى اننا لانعلم السقوط الى أين وصل ولكنها تجاوزت الحضيض بعيدًا عن الشعبوية الثورية.. -التفكير بواقعية بعيدًا عن العاطفية هو الأنجع والسبيل الى التحرير-..

القلوب معلقة بالدعاء كوسيلة أخيرة لتدمير أسرائيل !! والعودة الى الجذور والأصول في مسألة العرب ومن هم العرب في ظل تبادل للتأنيب في ظل عجز وخذلان من لا ندري ؟ .. توزيع تهم بين العرب في أختبار DNA العروبة!.. وتحشييد الاصوات والاجساد في شوارع البلاد العربية والإصرار على أن قتل الف أو الفان من اليهود نصر مؤزر رغم الالآف الذين تقطعوا اربً اليوم وغدًا وقبل أمس تحت المنازل وفوقها والكثير منهم الى المجهول في رحلات الى البرزخ زرافات وفرادا دونماء مصير معلوم. ندعم حركات التحرر والانتفاضة ضد الإحتلال في جميع اصقاع المعمورة.. ولكن هل كان هناك من تفكير ولو قليل في الارتداد العكسي الذي يستغل قانون الدفاع عن النفس؟! وهل يكون التصر بأن دعاته محاصرون ويقتلون في ظل سكون وصمت إمبريالي شنيع ومجحف؟!

الحقيقة الواضحة وليست المرةفقط أن غزة حاليًا تتعرض لمحرقة وإبادة جماعية بعد فصل عنصري هو الأشد في فتكه وفجاجته وضعف حججه...

الطفل والمرأة الأعزل والمقاتل الرهينة والمحايد وحتى الجاسوس كلهم عرضة للموت تحت الأنقاض وفوقها بين جوع وخوف..

بقي التسليم بفشلنا حتى في محاولة التعاطف المعنوي.. علينا فقط أن نقف أمام عُرينا بكل تسليم وصراحة؛ عري لا يتجرد من حقيقة واحدة ؛هي أننا لانستطيع عمل شيء وأننا فقط ضوضاء وصخب في غرفة مغلقة.

فلسطين في الحقيقة لاتنتظر دعوات المساجد والتبرعات أو حتى عبور الحدود والقتال..
غزة بالتحديد يساعدها إيقاف عجلة التدمير لوهلة تكفي لإراقة بعض الدموع، وإفراز مشاعر الصدمة والتبلد التي لم تلتقط أنفاسها، محشورة بين التنديدات على الشوراع وفي فضاء السوشال ميديا ودهاليز قاعات الإجتماعات.
الصمت ليس عار فقط
ولكنه الوسيلة الوحيدة التي نستطيع خدمة فلسطين بها صمت أمام العالم يجبرهم على التكلم وإيقاف الحرب..صمت هو نتاج خيبات وكبوات وإستغلال مقيت لجهودنا وقضية عرب لم تعد للعرب فيها رصاصة ولا دواء ولاملف إنساني او سياسي فقط مرتهنة الى أستغلال خارجي وداخلي حزبي وطائفي يسعى بالقضية والأمة العربية الى أقتتال أشد وانكاء من سابقة لاحت بوادرة على حدود سيناء، والأردن، في وسط هيمنة فارسية على محيط الخليج العربي، وأوروبية على دول إفريقيا، وما الحاصل في غزة إلا حدث مكرر وإنعكاس لرؤية مطورة من حيث البعد والأهداف التي شكلتها البيئة المضطربة وتسعى لها الامبريالية العالمية.

مخرج الطوارئ الوحيد هو البحث عن سلام ولو كان مخجل!! والركون الى هدوء نسبي يجمع شتات العرب وافكارهم المبعثرة بين البين والبين وأخذ الأمور بتروي وابتعاد عن عنتريات غير مسبوقة التخطيط لإكمال مهزلة العقدين الأخيرين؛ هي التفرد بهم على حدا كما حدث مع القذافي وصدام حسين، وعبدالناصر، الصمت حينها كان سيكون سلاح فتاك سر قوته في التخطيط بصمت ومكر وحنكة؛ فالسياسة كرة القدم يسيطر على ملعبها من تمكن من ترويضها ومراوغة الخصوم وأحراز اهادفه وهو يبادلهم الروح الرياضية.


تابعونا علي فيس بوك