"مناحم بيجن اليمن" وصف يعبر صادق ودقيق يعبّر عن خبث ولؤم السياسي اليمني الغويط في الدهاء "عبدالكريم بن يحي الإرياني" أشهر وزير خارجية في تاريخ الجمهورية العربية اليمنية وهو الوصف الذي أطلق على الإرياني في أزمة وحرب 1993-1994 على الجنوب وتختزنه ذاكرة محرر "شبوة برس" من فم ونطق "زعيم الحركة الإسلامية العالمية في اليمن الشيخ عبدالله صالح الناصري المشرقي ـ الشبواني" الذي أجاد وأحسن التوصيف لعبدالكريم الإرياني.
محرر "شبوة برس" تلقى التقرير التالي للباحث السياسي والعسكري العميد "ثابت حسين صالح" وننشر نصه:
بعد إعلان الوحدة بين الدولتين في 22 مايو 1990م كانت وزارة الخارجية من نصيب العربية اليمنية وتولاها الدكتور عبدالكريم الارياني، المعروف بمكره ودهائه ومراوغاته.
اثناء أزمة الشريكين اقترح الارياني حلا "إمساك بمعروف أو تسريح باحسان"...
لكنه سرعان ما غير رأيه بعد تمكن قوات صنعاء من اقتحام عدن فقال "لقد ابتلعنا الجنوب ولم يبق علينا سوى هضمه".
نشطت وزارة الخارجية لصالح الشمال وتم تهميش العناصر الجنوبية فيها ناهيك عن قلة عددهم اساسا وبنسبة لا تكاد تذكر، وانحاز المندوب الدائم في الأمم المتحدة لليمن عبدالله الاشطل (شمالي الأصل)، انحاز لنظام صنعاء رغم إنه وصل إلى منصبه هذا على حساب دولة الجنوب حيث كان مندوبها أصلا.
مع ذلك وفي معمعان الأزمة والحرب تمكنت الدبلوماسية الجنوبية وبدعم قوي من الأشقاء وخاصة السعودية والامارات، استطاعت استصدار قرارين لمجلس الأمن الدولي رقمي 924 و 931 إضافة إلى بيانات قمة ابهاء لدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة أبها السعودية وجامعة الدول العربية، وكاد الاعتراف الدولي بعودة دولة الجنوب يتحقق لولاء الموقف الأمريكي في مجلس الأمن وموقف صدام حسين والملك حسين وامير قطر والصفقات السرية التي عقدتها صنعاء وخارجيتها على حساب ثروات الجنوب.
نحتاج إلى عشرات المقالات للحديث عن واقع تلك الفترة وما بعدها.
وعلى الرغم من كل ذلك استطاعت الدبلوماسية الجنوبية والجهود الطوعية للجنوبيين في الخارج من مواكبة مسيرة النضال في الداخل وايصال الصوت الجنوبي، وابقائه حيا نشطا، في مواجهة المجهود الضخم لنظام صنعاء الذي عمل على تغييب الصوت الجنوبي وتشويه الحقائق وممارسة الكذب والتدليس على الرأي العام والمحافل العربية والدولية.
انتقل علي سالم البيض إلى أوروبا عام 2009 وفي ذكرى إعلان الوحدة المشؤومة وأعلن نيته السعي لفك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية -التي يمثلها باعتباره رئيسها عند توقيع الوحدة- والجمهورية العربية اليمنية مطالبا الدول العربية والعالم بتأييد مطالبه لإعادة الدولة الجنوبية باعتبار أن الوحدة السلمية انتهت بعد حرب 1994 وتحولت إلى احتلال.
والحق يقال أن أصوات الجنوبيين في ميادين النضال في الداخل كانت هي من منحت الجنوبيين في الخارج العزيمة والصبر والثقة في تنشيط الدبلوماسية الجنوبية الشعبية عن طريق الجاليات الجنوبية في الخارج وكذلك مكونات الحراك الجنوبي والمتلقيات والنشطاء الجنوبيين في صنعاء وفي الخارج غير آبهين بالمخاطر الأمنية والإدارية عليهم.
وشكلت حرب 2015 وبفضل انتصار الجنوب ودعم التحالف العربي شكلت محطة مهمة ونقلة نوعية للدبلوماسيية الجنوبية التي أصبحت أمرا واقعا في التعامل مع الإقليم والعالم بشأن قضية الجنوب، ورويدا رويدا أخترقت الحواجز وفتحت النوافذ والأبواب المغلقة لإيصال صوت وارادة شعب الجنوب.
للموضوع بقية بإذن الله.
(*) – المجرم مناحم بيجن من أخبث رؤساء الوزارات في إسرائيل ومرتكب مذبحة دير ياسين ضد الفلسطينيين 9 ابريل 1948 وصرح بعدها عن الجريمة قائلا: اذا لم يكن هذا النصر في دير ياسين ، ليس من الممكن أن تكن هناك دولة إسرائيل..... (شبوة برس)".