يرتبط اتباع نظام غذائي صحي لدى العديد من الأشخاص بشعور “الحرمان”، مما يؤدي إلى إحساس بالاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على تناول الأطعمة اللذيذة التي يحبونها بحرية. في هذا السياق، قدمت عالمة النفس كيمبرلي ويلسون، في حديثها مع مجلة “نيوزويك” الأميركية، رؤية جديدة حول كيفية تدريب عقولنا للتكيف مع نمط حياة صحي.
تشير ويلسون إلى أن عاداتنا الغذائية تتشكل غالبًا منذ سن مبكرة، مما يجعل تغيير هذه العادات تحديًا كبيرًا. حيث تقول: “كلما طالت مدة تخلِّيك عن عادة ما، قلَّ تفكير عقلك فيها”. هذا يعني أن العقل يميل إلى البحث عن السهولة والراحة، وبالتالي فإن مقاومة التغيير قد تكون طبيعية في البداية.
تحتاج عملية تغيير العادات الغذائية، خصوصًا الراسخة منها، إلى طاقة وجهد كبيرين. فإذا كنت تجد صعوبة في الالتزام بتغييرات جديدة، فهذا لا يعني أنك غير مهتم أو كسول، بل يدل على أن عقلك يعمل بجد من أجل التكيف.
نصائح لتغيير العادات الغذائية
تجنب الضغوط: توصي ويلسون بعدم بدء نظام غذائي صحي في أوقات الصعوبات الشخصية أو المشاكل الصحية، مثل اضطرابات النوم أو التغذية. هذه الضغوط يمكن أن تعيق جهودك وتؤدي إلى نتائج عكسية.
تتبع التقدم: من المهم متابعة التقدم الذي تحرزه في التغييرات الغذائية. فملاحظة التأثيرات الإيجابية على وزنك وصحتك الجسدية والعقلية يمكن أن تعزز من ثقتك بنفسك وتساعدك في المضي قدمًا.
تُظهر الأبحاث أن اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة يمكن أن يُحسن الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل. كما تشير دراسة أُجريت العام الماضي إلى أن التغذية الجيدة قد تُضيف ما يقرب من 10 سنوات إلى عمر الفرد.
إن تحقيق التغيير في العادات الغذائية يتطلب الصبر والالتزام. من خلال فهم طبيعة العقل والاستعداد لتتبع التقدم، يمكن لأي شخص تحقيق أهدافه في الحصول على نظام غذائي صحي ومتوازن دون الشعور بالحرمان.