تبخرت كل الدعوات النشاز والبيانات الأنفعالية التي اصدرها الاخوان امام سيل التأييد والترحيب والأستبشار القبلي الواسع بالمحافظ العواضي، حيث تبنت طلائع كافة نخب وقبائل محافظة الجوف مواقف مُشرفة ومؤيدة لقرار مجلس القيادة الرئاسي، وتفاعلت أيجابياً مع عودة المحافظ العواضي للعمل مؤقتاً من القصر الجمهوري في الوديعة.
لقد أثبتت مواقف القبائل والنخب في الجوف بأن كل البيانات والخطابات التي اصدرتها بعض الشخصيات المحسوبة على بعض القوى السياسية طوال المرحلة الماضية كانت مجرد ظاهرة صوتيه لا وجود لها في الواقع، وحاولت استغلال ماكنتها الاعلامية في التشويش على الموقف الحقيقي للقبائل.
يمتلك المحافظ العواضي الكثير من عوامل القوة التي جعلته متماسكاً طوال هذه الفترة، لكنه لا يريد استخدام عوامل قوته لتنفير تلك القوى التي تحاول ارباك المشهد، وذلك من واقع إدراك المحافظ بأن أمامه وأمام كل القوى الوطنية الفاعلة مهاماً وواجبات وطنية على رأسها تحرير المحافظة وهذا هو الهدف الأساسي من تعيينه، وليس كما يتوقع البعض ممن يذهبون الى تفسير تعيين العواضي محافظاً للجوف بتفسيرات سطحية وهامشية الهدف منها تأجيج الشحناء ضد المحافظ، وبعضها موجهاً لتصفية حسابات مع بعض القوى.
من يتابع حملة التأييد القبلي والسياسي الموجه من أبناء الجوف للمحافظ العواضي، سيدرك جيداً ان دولة الاخوان العميقة هي من تتولى اصدار البيانات المعاكسة لرغبات ومواقف ابناء الجوف، وهي من تحاول اختطاف المشهد معتمدة على ما بيديها من إمكانيات القوة والمال المُكتسب من رديات فسادها المتعاظم منذ ثمانية اعوام من سيطرتها على الشرعية وقرارها ومواردها، الى جانب إستحواذها على دعم التحالف للجيش الوطني وللشرعية ككل طوال الفترة الماضية.
هذه المواقف التي يتبناها قيادات حزبية تنتمي الى جهة سياسية معروفة، لا تُمثل اي نُسبة بين ابناء محافظة الجوف، واصبحت محل رفض اغلب ابناء المحافظة الذين لا هم لهم سوى من يتولى ترتيبهم وتوجيههم وقيادتهم للتحرك وإنجاز معركة الخلاص الوطني لتحرير الجوف ومنها تحرير صنعاء وكل ما تبقى تحت سيطرة الحوثيين، وهذا ما يأملونه وينتظرون تنفيذه الى جانب المحافظ العواضي.
*من يحضى بالأغلبية محافظ الجوف ام محافظ مأرب؟
بمعايير المعارضة والتأييد قد نجد ان المحافظ العواضي يحضى بتأييد السواد الأعظم من ابناء محافظة الجوف، وبالمقابل فأن ثلاثة ارباع ابناء محافظة مأرب وقبائلها اصبحوا يرفضون المحافظ العراده ولم يعد لهم اي ثقة به، لاسيما بعد ان تخلى عن دعم مقاومة القبائل وهو ما تسبب بسيطرة مليشيات الحوثي على اغلب مساحة مأرب، وسقوط معاقل قبائلها الوازنة في مراد والجدعان والعبدية وماهلية والجوبة ومجزر ومدغل ورغوان تحت سيطرة الحوثيين، وهو ما تعتقده قبائل هذه المديريات بأنه يأتي نتيجة تماهي محافظ مأرب اللواء سلطان العراده مع أجندة الاخوان الذين حولوا المناطق المحررة من مأرب الى مسرحاً للكر والفر الموجه بحقد لإبتزاز قيادة التحالف، وذلك ضمن مشروع التخادم (الاخواني-الحوثي) وهو تخادم ممتد منذ 2019م بأشراف وتوجيه مما بات يُعرف بـ (لجنة تنسيق مسقط).
وأمام هذه المقارنة وبهذا المعيار الواضح يبدو المحافظ العواضي ذو رصيداً مُشرّفاً وصاحب صفحة وطنية بيضاء، إذ أرتبطت مرحلة قيادته لمحافظة الجوف سابقاً بالانتصارات وتحقيق المكاسب ولم يحصل ان تم الأنسحاب من شبر واحد أمام مليشيات الحوثي خلال فترة قيادته للمحافظة، وذلك بالرغم من حالات الأستهداف المتكرر الذي تعرض لها، ولولا إنسحاب من أتوا بعده مما تم تحريره بجهود الرجال المخلصين، لما اصبح لزاماً على التحالف والرئاسي إعادة العواضي الى واجهة المشهد في الجوف، وهي إعادة أعتمدت على رصيد الرجل وفي إطار خطة لإستعادة ما سقط او تم الأنسحاب منه في الجوف، وليس لعودته اي اهداف أخرى مما قد يتخيلها بعض المتقوقعين حول مصالحهم الخاصة، واولئك المرتبطون بإجندة أسيادهم العابرة للحدود الوطنية والقومية.