يتطلع الشعب اليمني في الجنوب والشمال إلى انفراجة وحل ينهي الحرب و مشروع القتل والدمار التي دشنتها مليشات الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران على مؤسسات الدولة والشعب اليمني في العام 2014.
ويعاني الشعب اليمني على مدى ثمان سنوات العيش بين واقعين مختلفين وصراع يمثله محور الشر والدمار إيران وذراعها في اليمن مليشات الحوثي وعلى المحور الآخر الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والتحالف العربي الداعم لها لمواجهة الانقلاب ومشروعها التدميري .
وأوضحت الحرب جملة من المفارقات بين المشروعين فمليشيات الحوثي التي تتقمص وتزعم الدفاع عن الشعب فرضت الحصار وقصفت أحياء المدنيين وقتلت النساء والأطفال، بالمقابل استجاب الإخوة الاشقاء للنداء وقدموا الدعم لتحرير العاصمة عدن وعدد من المحافظات والمناطق وتأمينها ومحو مخلفات الحوثي.
هيمنت مليشات الحوثي على المساعدات ووزعوا لأنصارهم وباعوا بعضها بذريعة المجهود الحربي ومنعوا دخول أخرى واحرقوها وبادرت دول التحالف العربي بإطلاق جسر جوي وبحري وبري لتقديم الغداء والدواء للمتضررين في عموم اليمن لتخفيف المعاناة.
جسدت المليشات مشروع الموت والى جانب القصف العشوائي والقنص قاموا بزراعة الألغام والعبوات الناسفة بأشكال الطبيعة لقتل الأبرياء في المنازل والشوارع
وتثبت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وذراعها في اليمن التفنن بالقتل والإجرام وتكرس يوما عن يوم مسيرة القتل والانتهاكات بحق الشعب اليمني شمالا وجنوب وتمارس خرق القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بما فيها الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والبرتوكولات واتفاقيات حقوق الانسان .
وتشير التقديرات الرسمية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أن أكثر من 8 آلاف مدني قتلوا جراء الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي منذ بدء الحرب في البلاد نهاية العام 2014. ووفق تصريحات لجهات حكومية ومراكز متخصصة في نزع الألغام،وحسب مؤسسة الصحافة الإنسانية 2022، أن الحرب والألغام أدت إلى أكثر من 9 ألف من الضحايا المصابين والمعاقين من النساء والأطفال وكبار السن والرجال في ثمان محافظات يمنية هي عدن لحج أبين الضالع تعز الحديدة مأرب الجوف.
وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بزراعة أكثر من مليون لغم في مناطق واسعة من البلاد.
وتبذل الفرق الوطنية لنزع الألغام جهود كبيرة في لإنقاذ المواطنين كما بادر الأشقاء في دول التحالف إلى اطلاق مشاريع ومبادرات لنزع الألغام والتوعية من خطرها وعملوا على معالجة الضحايا وفي مقدمتها مشروع مسام من قبل المملكة العربية السعودية الذي استطاع منذ بدايته في العام 2018 من نزع اكثر من 300 الف لغم وعبوة ناسفة ومواد متفجرة.
وكرست مليشات الحوثي انتهاكاتها التي طالت المناهج التعليمية حيث عملت على حشوها بفكر طائفي كما فرضوا الملازم ووظفوا التعليم لتجنيد الأطفال والتعبئة وتفخيخ عقل الطفل .
وحسب تقرير منظمة سياج لحماية الطفولة يونيو 2021
إن نصف مليون طفل تم تجنيدهم خلال العام 2021م من قبل جماعة الحوثي وجرى التجنيد في ستة آلاف مخيم صيفي.
وذكر التقرير إن تأثير التجنيد على الطفولة يتمثل بإشراك أعداد كبيرة من أطفال المراكز الصيفية في جبهات القتال المستعرة حاليا وان استغلال منشآت التعليم لأهداف عسكرية جريمة حرب لا تسقط بالتقادم وان اطفال اليمن هم الأكثر عرضة لكافة الانتهاكات المحرمة دوليا ووطنيا إضافة إلى أن الاطفال المشاركون في الجبهات يتركون مدارسهم تحت تأثير الحشد الطائفي والمذهبي المدمر وسيستمر أثر هذا التجريف لعقود قادمة.
وقدمت دول التحالف الوطني العربي العديد من الدعم الذي اسهم بقرار الحكومة الشرعية لاستئناف العملية التعليمية وذلك من خلال القيام بصيانة وتأهيل المدارس مئات المدارس و وبناء عشرات المرافق التعليمية إضافة إلى تمويل العديد من برامج تأهيل الاطفال الذين جندتهم المليشات والعمل على دمجهم في التعليم .
واقتحمت مليشات الحوثي مرافق صحية وأدت حربهم إلى إغلاق وتوقف مستشفيات ومراكز صحية وتسببوا بوفاة الكثير من المرضى جراء الوباء وانعدام الدواء، ومازال يعيش المواطن المعاناة وتأتي جهود الاشقاء لتخفيف الضرر وعمل معالجات حيث أدى الدعم السريع والعاجل من قبل التحالف إلى إعادة حيوية قطاع الصحي وفتح المرافق لتقديم خدمات الرعاية الصحية ولكن تظل الحاجة إلى الحسم مطلب شعبي للتحرير من مخلفات الحرب والتدهور الذي يعانيه المواطن في مختلف الجوانب