كثفت خلال الأيام القليلة الماضية خلية إخوانية ممولة من سلطنة عمان في اليمن أنشطتها ضد مجلس القيادة الرئاسي وتوجهاته في توحيد القوى الوطنية لمواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية.
بالتزامن مع تصريحات علي سالم الحريزي الموالي للإخوان وذراع سلطنة عُمان في محافظة المهرة الحدودية ضد التحالف العربي بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي، ينشط القيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يتزعم خلية مسقط في تعز عبر ما يسمى المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الذي أصدر بيانا مؤخرا يعبر فيه عن تحفظه بشأن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. رافق ذلك تحركات عسكرية على الأرض لمليشيا الحشد الشعبي الذي أنشأها المخلافي جنوبي محافظة تعز.
ونقلت جريدة الشارع المحلية، عن مصادر مطلعة القول، إن التحركات الجديدة لـ “خلية مسقط” جاءت عقب لقاء عقده المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يترأسه عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح مع تنفيذي حزب الإصلاح في محافظة تعز.
وأوضحت المصادر، أن خلية مسقط شنت هجوما إعلاميا واسعا على افتتاح فرع للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في مدينة تعز وسعت جاهدة لإغلاقه، غير أنها لم تتمكن من ذلك.
وأفاد أحد المصادر، أن هناك ترتيبات لتشكيل مكتب سياسي باسم المقاومة الشعبية أو المجلس الأعلى للمقاومة برئاسة حمود المخلافي وعضوية عبدالعزيز جباري وصالح الجبواني بدعم من مسقط. وإن الغرض منه إفشال مجلس القيادة الرئاسي في مساعيه لمواجهة مليشيا الحوثي.
وكشف المصدر، عن تحركات على الأرض لبعض القيادات الموالية للمخلافي وعقدها لقاءات مكثفة في تعز.
وأوضح المصدر، أن المخلافي أنشأ في المناطق الجنوبية لمحافظة تعز ثلاثة ألوية تحت مسمى ألوية الدعم والإسناد، غير أن أغلب مجندي هذه الألوية غير متواجدين في المعسكرات وتوقفت رواتبهم منذ فترة.
وذكر، أنه يجري حاليا تجميع هؤلاء المجندين من أجل تسليمهم المرتبات ولإجراء عرض عسكري بمشاركة محور طور الباحة الذي جرى تشكيله خارج نطاق وزارة الدفاع بقيادة القيادي الإخواني أبو بكر الجبولي وبدعم قطري عماني.
وأشار المصدر، إلى رفص المخلافي تواجد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في مدينة تعز. ورفضه أيضا أن تكون الحدود الجغرافية لقوات محور البرح التابعة للقوات المشتركة المطار القديم مع الحجرية وجبل حبشي.
وبيَّن المصدر، أن المخلافي، يملك أكثر من 50 طقما عسكريا وأن تحركاته في تعز مؤخرا تأتي بالتنسيق مع أحداث المهرة لإرباك المشهد السياسي الجديد الساعي لتوحيد القرار والقوات العسكرية لخوض معركة محتملة مع مليشيا الحوثي.
كما لفت المصدر، إلى تمويل المخلافي معسكرات في شبوه، وأن ما يصرفه على هذه المعسكرات من أموال أضعاف ما يصرفه لمعسكراته في تعز.
في غضون ذلك، أثار قادة وإعلاميون من جماعتي الإخوان والحوثي شائعات، خلال اليومين الماضيين، تتحدث عن اقتحام قوات أجنبية منزل الشيخ القبلي المدعوم من مسقط علي الحريزي في محافظة المهرة.
وعادة ما تقوم هذه الجماعات باستغلال عواطف البسطاء عبر بث شائعات عن تدخلات القوات الأجنبية لحشد المقاتلين والأتباع.
كما توحد الخطاب الحوثي مع خلية مسقط الإخوانية بخصوص المهرة، ودعت قيادات في الجماعتين إلى الحشد وتحرير المحافظة المحتلة كما زعموا.
وسخر ناشطون من هذه الروايات الحوثية الإخوانية المكررة والأسطوانة المشروخة، موضحين أن المهرة تحكمها قوات أمنية وعسكرية من أبنائها ولا وجود لقوات أجنبية فيها، وكل ما يحصل هو تهيئة الأوضاع لتحرك إخواني حوثي داخل المحافظة لإرباك التحالف والمجلس الرئاسي.
وعقب تزايد هذه الشائعات أصدرت الشرطة العسكرية في محافظة المهرة بيانا نفت فيه اقتحام أي منزل في المحافظة.
وقال البيان، إن ما تناولته وسائل إعلام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي حول اقتحام بعض المنازل مجرد أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة. ومحاولات فاشلة للإساءة لدور الشرطة العسكرية وجهود قيادتها ومنتسبيها في حماية الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به المحافظة.
وأوضح البيان، أن قوات الشرطة العسكرية كانت يوم الخميس الفائت، في مهمة أمنية بتوجيهات من محافظ المحافظة عبر العمليات المشتركة لحماية وفد خلال زيارته التفقدية لميناء نشطون، ثم كورنيش الغيضة، وعقب عودة الوفد من الكورنيش كان متجها إلى المطار إلا أنه أخطأ الطريق الصحيح دون قصد ولم تتم مداهمة لأي منزل كما أُشيع.
وأكد البيان، أن قيادة الشرطة العسكرية لا تتعامل إلا مع قيادتي السلطة المحلية بالمحافظة ومحور الغيضة ولا تنفذ أي مهمة إلا بتوجيهاتهما فقط، وأنها على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي توجيهات وفي أي وقت.
كما عبر البيان، عن الأسف البالغ لمثل هذه الأساليب التي وصفها بـ الرخيصة والفبركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الإعلام الفاقد المهنية وميثاق الشرف الإعلامي الذي يسيئ لدور الأجهزة الأمنية والعسكرية وجهودها وتضحياتها في تثبيت دعائم الأمن الاستقرار في المحافظة. على حد تعبيره.
وتفيد المعلومات، أن مسقط عملت خلال الفترة الماضية على تجنيس قيادات حزبية إخوانية وزعماء قبائل مهرية وأغدقت عليهم الأموال والهبات لكسب ولائهم. وهو ما ظهر لاحقا من سلوك تلك الشخصيات المعادية للتحالف العربي بقيادة السعودية المساند للشرعية في مواجهة ذراع إيران الحوثية في اليمن.
وتحتضن السلطنة في قصورها قيادات حوثية، إضافة إلى شخصيات سياسية يمنية كانت جزءً من الشرعية وموالية لجماعة الإخوان.
ويركز الإعلام الإخواني الموالي لمسقط وقطر على تشويه التحالف العربي والحديث عن نهب الثروات واحتلال المناطق وهو الأمر الذي يروج له الإعلام الحوثي.
كما تقدم عُمان دعما للحوثيين سياسيا ودبلوماسيا، من خلال استضافة وفودهم في مسقط. إضافة إلى تقديمها تسهيلات للحوثيين وجماعة الإخوان عبر تهريب شحنات من الأسلحة والمعدات العسكرية التي ضُبط الكثير من هذه الشحنات قبل وصولها إلى وجهتها الأخيرة.
وتؤكد تقارير دولية، أن عمان أصبحت ناقلا للدعم العسكري الإيراني، لمليشيا الحوثي، في اليمن، بما في ذلك تهريب منصات صواريخ باليستية للحوثيين، عبر أراضيها.
وتمكنت قوات الأمن في محافظة المهرة من ضبط شحنات مهربة من سلطنة عمان من بينها قطع غيار للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وكان تقرير فريق الخبراء الدوليين الصادر في أواخر يناير الفائت والمقدم إلى مجلس الأمن تطرق إلى عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر المنافذ البرية بين اليمن وسلطنة عُمان.
وقال: “ثمة أدلة على أن مكونات منظومة الأسلحة الحوثية وغيرها من المعدات العسكرية لا يزال يمد بها برا قوات الحوثيين أفراد وكيانات موجودون في عُمان”.