ويقول الباحث البيئي بمحمية سيوة الطبيعية علي المراكبي، إن نبات الطلح يعد "حجر الزاوية في كافة الأنظمة البيئية الصحراوية بمصر، لا سيما في المحمية، فضلا عن كونه مصدرا جينيا مهما"، ووصفه بـ"نظام بيئي متكامل داخل المحمية".
وأضاف المراكبي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا النبات يعد أكبر نوع بري يتبع العائلة القرنية، ويمكن تصنيفه على أنه شجرة أو شجيرة لها شكل المظلة المميز، بفروع بنية وملتوية نوعا ما وتكسوها أشواك طويلة ومستقيمة، أما الأزهار فلونها أبيض إلى كريمي، والأوراق مركبة، والثمرة لولبية وملتوية وتشبه القرن، ويتراوح طولها بين 10 و12 سنتيمترا.
ويوضح المراكبي أن الطلح ينتشر بصورة طبيعية في أماكن عديدة بمصر مثل شبه جزيرة سيناء، وجبل علبة بالصحراء الشرقية، وفي محمية سيوة الطبيعية يوجد بالقطاع الشرقي منها، وتحديدا في منخفض تبغبغ الذي يقع على بعد 90 كيلومترا شرقي واحة سيوة.
الاستخدامات التقليدية
وحسب الباحث، فإن ثمة رابطا يجمع سكان الصحراء مع هذه الشجيرة لأهميتها في حياتهم، إذ تدخل في عدد من العلاجات التقليدية، حيث تستخدم أوراقها ومادة الصمغ التي تنساب من سيقانها كدواء لبعض أمراض العين، كما يستخدم المحلول المائي لهذا الصمغ في علاج أمراض الجهاز التنفسي، ومسحوق القلف كمطهر للجروح، فيما تفيد البذور في علاج الإسهال، وفقا للمعتقدات الشعبية لدى أهالي الصحراء.
ومن جهة أخرى، تمثل الشجرة مصدر طعام وظل لمعظم الحيوانات آكلة العشب في الوديان والصحاري مثل الغزلان، وتعد بالنسبة لها "الغذاء والمأوى".
خطر الانقراض
لكن المراكبي يوضح أن أشجار الطلح تتعرض إلى تهديدات وتحديات، أبرزها الجفاف والرعي الجائر، وكذلك التعديات الكثيرة التي يتعرض لها النبات مثل اجتثاثه بهدف استخدامه في أغراض منزلية وغيرها.
وفي سبيل حماية نبات الطلح من الانقراض، تقود إدارة محمية سيوة الطبيعية حملة لتوعية الأهالي بأهمية هذا النوع، وهو ما ظهر مردوده مؤخرا بإبلاغ سكان المنطقة عن أي تعديات على أشجاره، حسبما يقول الباحث البيئي لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويلفت إلى أن "الاهتمام بنبات الطلح بدأ مع المرحلة الثانية من مشروع التعاون المصري الإيطالي الذي انطلق في مطلع الألفية، حيث عمل فريق المشروع حينها على ترقيم أشجار الطلح ومتابعتها، وإعداد خريطة لتوزيعها بهدف معرفة الأخطار التي تهددها".
وختتم المراكبي حديثه بالإشارة إلى أن إدارة المحمية تنوي خلال الفترة المقبلة العمل على إعادة إكثار وزراعة نبات الطلح، لحمايته من الانقراض.