قال الكاتب والصحفي اليمني، زكريا الكمالي، إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أمام اختبار حقيقي وخيارين لا ثالث لهما بشأن التعاطي مع الأزمة اليمنية.
وأضاف في مقال له بعنوان "الغطرسة الحوثية"، أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، إما تغيير الآليات في التعاطي مع الأزمة اليمنية وعدم مهادنة الأطراف والرضوخ لشروطهم المسبقة، أو المشاركة في تشييع اليمن رسمياً إلى مثواه الأخير.
مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة حسمت مسألة تعيين الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ مبعوثاً رابعاً إلى اليمن، بعد حصولها على الضوء الأخضر الصيني.
وقال الكمالي، إن ترحيب جميع أطراف النزاع وحلفائهم الإقليميين واللاعبين الدوليين، بقرار تعيين السويدي مبعوثا لليمن أمر جيد، ولكن الرسائل المفخخة التي حملتها غالبية بيانات الترحيب، لا تبعث على الطمأنينة.
مضيفًا: "البيانات الصادرة عن الأطراف الداخلية، والتي حرصت فيها على إظهار نوع من الدبلوماسية في الترحيب بالمبعوث الجديد وإبداء الاستعداد، ولو شكلياً، للتعاون معه، كان لافتاً فيها حضور الغطرسة الحوثية، واستخدام الخطاب المتعالي مع المبعوث الجديد منذ اللحظة الأولى".
وتابع قائلًا: "غداة تحديد أولى أولوياته (المبعوث الأممي الجديد) والتي تم حصرها برفع الحظر عن دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وعن الرحلات إلى مطار صنعاء، قال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، إن تعيين مبعوث جديد "لا يعني شيئاً"، ما لم يكن هناك إعلان صريح بوقف الحرب ورفع الحصار، وإنه لا جدوى من أي حوار قبل فتح المطارات والموانئ".
مؤكدًا أن التعنت الحوثي الذي أفشل مهمة المبعوثين السابقين، لايزال يتربّص بالمبعوث الجديد، ويجرّ اليمن إلى نفق مظلم ومجاعة وشيكة بعد انهيار الريال إلى 1050 أمام الدولار الواحد في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
وأشار الكمالي، إلى الرسائل المبطنة التي بعثتها الحكومة الشرعية عببر قنوات غير رسمية للمبعوث الجديد، مؤكدا أن إحدى تلك الرسائل تحذير رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، للمجتمع الدولي من المساس بـ"الشرعية" المتمثلة بشخص الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال الصحفي الكمالي، إن الشرعية الشرعية تبدو متوجسة مما يُحاك في كواليس المجتمع الدولي من طبخة واحتمال إطاحة القرار 2216 (2015) وطي صفحة الرئيس هادي، ولذلك سارعت لإطلاق تحذيرات تقول إن "المساس بالشرعية أو إطاحتها قبل الوصول إلى توافقات وطنية، هي دعوة للذهاب باليمن إلى المجهول والانتهاء بالبلاد إلى دولتين أو أكثر".
ولخص الكاتب، أن كل هذه الكمائن التي ترسمها مليشيا الحوثي الإنقلابية والحكومة الشرعية للمبعوث الجديد، تؤكد أنه لا يمكن أن يرى اليمنيون عجلة السلام تدور في بلادهم على المدى القريب، في ظلّ المؤشرات الأولية من طرفي الصراع.