الألغام الحوثية، آله موت لم تكف على الدوران منذ ستة سنوات وحتى اللحظة، إذ تسببت ألغام مليشيات الحوثية بمآس لا حصر لها، لأهلي محافظة الحديدة بالساحل الغربي إذ فتكت بالأرواح، يتمت الأطفال، رملت وأثكلت النساء، أقعدت آلاف على كرسي الإعاقة الدائمة، قذفت مشاعر الرعب والفزع في النفوس المدنيين الأبرياء وشردت الآف الأسر.
(علي فتيني عبيد زهاري) من أبناء منطقة الجبلية بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة، متزوج وله أربعة من الأطفال، لقي علي حتفه منذ عامين تقريبا، بصحبة أبيه إثر انفجار لغم من مخلفات المليشيات الحوثية.
تتحدث (فتحية جمال مسطور) بحرقة وكأنها لتو فقدت زوجها قائلة: خرج زوجي إلى عمله طلباً للرزق الحلال كي يؤمن لقمة عيش كريمة لأطفاله الأربعة، ولكنه فقد حياته بعد انفجار لغم حوثي، كما شردنا من منزلنا مع أطفالنا.
عادت جميلة بشريط الذكريات عامين إلى الوراء لتسرد تفاصيل دقيقة عن حادثة فقدان زوجها : كان أهل القرية يصرخون بأصوت عالية أن زوجي انفجر به لغم، ثم ذهبنا إلى المكان فوجدناه قد فارق الحياة.
وتنهي حديثها بحسرة وحزن وحيرة قائلة: أجبرتنا المليشيات على مغادرة منازلنا إلى مخيمات النزوح، وأعيش الآن في المخيم للنازحين بمعية أطفالي اليتامى.
علي فتيني ليس الوحيد الذي لقي حتفه وشردت أسرته إثر لغم من مخلفات مليشيات الحوثي، فهنالك الآف من المواطنيين الأبرياء العزل لقوا ذات المصير في شتى قرى ومدن محافظة الحديدة بالساحل الغربي.