قال مركز بروكينغز للسلام، أن تفكك اليمن إلى دويلات صغيرة يضع عددا من التحديات أمام الولايات المتحدة الامريكية.
وخلص في مقال نشره موقع مركز بروكينغز كتبه غريغوري دي جونسين الباحث بمعهد السياسة الخارجية بمركز الشرق الأدنى للسياسات، إلى أن تفكك اليمن يضع عددا من التحديات أمام أمريكا، إذ إنها لن تعترف بجميع أمراء الحرب والجماعات المسلحة المختلفة التي تسيطر على الأرض في البلاد، ولكن ولأسباب متنوعة، من مكافحة "الإرهاب" إلى المخاوف الإنسانية ومخاوف اللاجئين إلى ممرات الشحن في البحر الأحمر، سيتعين عليها التعامل مع العديد منها.
ولفت الى أن اليمن بعد ست سنوات من الحرب انقسم إلى درجة أنه من غير المرجح أن يعود دولة واحدة.
وأشار الى أن اليمن لن يعود إلى التقسيم بين الشمال والجنوب قبل عام 1990، وبدلا من يمن واحد أو اثنين، فالآن هناك دويلات صغيرة ومناطق يسيطر عليها عدد متزايد من الجماعات المسلحة، وكل منها لها أهداف ومسارات مختلفة.
ونوه بأن الدول والهيئات التي تقود جهوداً لإحلال السلام وإنهاء الحرب الدائرة في اليمن، لا تدرك حقيقة وجود مجموعات مسلحة تسيطر على مناطق مختلفة في البلاد تمتلك مقومات إفساد أي اتفاق سلام لا يتوافق مع مصالحها.
وأفاد الكاتب بأن أيا من هذه الجماعات المسلحة المختلفة لا تتمتع بالقوة الكافية لفرض إرادتها على بقية البلاد، لكنها تمتلك تقريباً ما يكفي من الرجال والذخيرة للعمل لإفساد أي اتفاق سلام وطني تشعر أنه لا يعالج مصالحها بشكل كاف.
ويرى جونسين أن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو حقيقة أنه كلما استمر القتال، زاد احتمال ظهور المزيد من الجماعات المسلحة.
وتابع "إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، مع حقيقة أن اليمن لديه اقتصاد يتقلص باستمرار، فإن مجموعات أكثر فأكثر ستتقاتل في المستقبل على موارد أقل وأقل".
كما أن القرار الذي اتخذه هادي بتقسيم البنك المركزي عام 2016، جعل لليمن اقتصادين منفصلين، إذ يتم تداول الريال بسعر في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وسعر آخر في عدن.
ولفت الكاتب إلى أن (أصحاب) جهود السلام المختلفة لا يبدو أنهم يدركون ذلك.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ بين الرياض و مسقط لبدء جولة محادثات جديدة مع الحوثيين بشأن المبادرة السعودية للسلام، في وقت تتواصل فيه المعارك في جبهات محافظات مأرب والجوف وتعز والحديدة بين الجيش اليمني المسنود بالمقاومة الشعبية ومقاتلات التحالف العربي، والمليشيا الحوثية.