يافع نيوز – سكاي نيوز.
أعاد جنوح السفينة “إيفر غيفن”، وهي واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم بطول 400 متر وحمولة 224 ألف طن، في قناة السويس وتسببها في تعطيل ثم تعليق حركة المرور في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، الحديث عن أهمية الممرات المائية التي تعتبر شرايين التجارة العالمية.
وجنحت السفينة “إيفر غيفن” بعدما اختل توجيهها وسط رياح عاتية وعاصفة ترابية، مما يهدد بتعطيل شحنات عالمية لأيام، بحسب تصريحات رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وتوقف المرور في الممرات المائية هو حدث متكرر لعدة أسباب، بعضها يعود لجنوح السفن، والبعض الآخر قد يرجع لأسباب طبيعية أو وبائية.
ففي شهر أكتوبر الماضي، تسببت جائحة كورونا في تعطيل العمل بقناة بنما، واضطرت السفن المحملة بالبضائع إلى جميع أنحاء العالم، الانتظار عدة أيام للمرور عبر القناة، بسبب تفشي الفيروس بين عمال القناة.
كذلك شهد يناير الماضي، تعليق السلطات التركية لمرور السفن عبر مضيق “البوسفور”، الذي يصل الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، وذلك بسبب كثافة الضباب.
حادث طبيعي
بحسب الباحث الاقتصادي، محمد محمود عبد الرحيم، فإن قناة السويس لا تزال أهم الممرات المائية في العالم، وقد كشف حادث السفينة وأكد هذه الأهمية، حيث ارتفعت أسعار خام برنت بنحو 3 في المئة ووصلت إلى 62.7 دولارا للبرميل، وصعدت أسعار خام تكساس بأكثر من 3 في المئة حيث وصلت إلى حوالي 59 دولارا للبرميل.
وأضاف عبدالرحيم، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الأهمية الرئيسية لقناة السويس ترجع لمرور حوالي 12 في المئة من التجارة العالمية عبرها، علما أن طولها يبلغ نحو 200 كيلو متر، وعرضها عند مستوى سطح المياه 52 مترا، وعمقها 7 أمتار ونصف المتر.
وأشار إلى أن الحادث طبيعي جدا، ويمكن أن يحدث في أي ممر أو قناة مائية في العالم، وأن هيئة قناة السويس مؤسسة كبيرة وضخمة وتمتلك العديد من المؤسسات ومن ضمنها “مركز أبحاث هيئة قناة السويس” في الإسماعيلية، وهو متخصص في الأبحاث والدراسات الفنية والأعمال والاستشارية بمجالات التصميم والتطوير للقنوات الملاحية، وتخطيط الموانئ والمرافئ وتصميم المنشآت البحرية ودراسات حماية الشواطئ.
أبرز الممرات المائية
وتسيطر الممرات المائية على 61% من إنتاج العالم من البترول والسوائل النفطية الأخرى (58.9 مليون برميل في اليوم)، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وفي هذا التقرير يرصد لكن موقع “سكاي نيوز عربية”، أهم الممرات المائية في العالم.
مضيق هرمز
يعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويمر عبره نحو خمس إنتاج العالم من النفط، أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا، في حين بلغ الاستهلاك نحو 100 مليون برميل يوميا عام 2018، وفق شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية.
ويعبر المضيق يوميا ما بين 20 و30 ناقلة، بحمولة تتراوح بين 16.5 و17 مليون طن، بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة.
وإضافة إلى النفط الخام، فإن 22 في المئة من السلع الأساسية في العالم (الحبوب وخام الحديد والإسمنت) تمر عبر المضيق.
مضيق مالاقا
يقع مضيق مالاقا ما بين جزيرة سومطرة في إندونيسيا، وشبه جزيرة ماليزيا، وسنغافورة، ويربط بين المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ، وهو أقصر طريق بحري بين الشرق الأوسط والأسواق الآسيوية المتنامية، لا سيما الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
ويحتل المضيق المرتبة الثانية في أكثر نقاط الاختناق البحرية ازدحاما في العالم، ويعد نقطة الاختناق البحرية الأساسية في آسيا، وتنتقل عبره حوالي 16 مليون برميل نفط يوميا، ويشكل النفط الخام ما بين 85 و90 في المئة من إجمالي تدفقات النفط التي تمر عبره سنويا، وتشكل المنتجات البترولية الأخرى النسبة المتبقية.
كذلك يعتبر مضيق مالاقا ممرا بحريا مهما لنقل الغاز الطبيعي المسال من منطقة الخليج العربي والموردين الأفارقة، إلى دول شرق آسيا التي يتزايد طلبها على هذا النوع من الغاز، وأبرزها اليابان وكوريا الجنوبية.
مضيق باب المندب
يحتل مضيق باب المندب موقعا استراتيجيا بين الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، وتحديدا بين جيبوتي وإريتريا في إفريقيا واليمن في آسيا، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ويصل ما بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.
ويصل عرض المضيق لحوالي 18 ميلا في أضيق نقاطه، مما يحد من حركة الناقلات في قناتين بعرض ميلين لمرور الشحنات الواردة والصادرة.
لكن على الرغم من ذلك، يعبر المضيق حوالي 3.8 مليون برميل نفط يوميا نحو أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
وإلى جانب كونه ممرا رئيسيا لشحنات الطاقة العالمية، يمر عبر مضيق باب المندب أكثر من 50 مليون طن من المنتجات الزراعية.
البسفور والدردنيل
مضيقا البوسفور والدردنيل هما مضيقان تركيان يربطان بين آسيا وأوروبا، يمر منهما نحو 2.4 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية يوميا، ويعدان من طرق تصدير النفط الأساسية من روسيا ومنطقة بحر قزوين إلى غرب أوروبا وجنوبها.
يبلغ طول مضيق البوسفور 17 ميلا، ويربط بين البحر الأسود في الشمال وبحر مرمرة التركي. أما مضيق الدردنيل، فيبلغ طوله 40 ميلا ويصل بحر مرمرة ببحر إيجة والبحر المتوسط.
قناة بنما
تقع قناة بنما في أميركا الوسطى، وتربط بين المحيط الهادئ والبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، ويبلغ طولها حوالي 50 ميلا، ويضيق عرضها عند أضيق نقاطها إلى حوالي 110 أقدام فقط، لذلك لا تعبرها إلا سفن ذات أبعاد محددة لا يزيد وزنها عن 80 ألف طن، ولا يزيد عرضها عن 108 أقدام.
تعبر القناة حوالي 13 ألف سفينة سنويا، تحمل ما يقارب 204 ملايين طن من البضائع، لأنها تتيح اختصار نحو 12500 كيلومتر من رحلة السفن التي تنتقل من نيويورك على الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى سان فرانسيسكو على الساحل الغربي.
وعلى الرغم من أن البترول والمنتجات البترولية مثلت 27 في المئة من السلع الأساسية التي عبرت قناة بنما، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، في عام 2016، فإن هذه القناة ليست طريقا مهما لعبور الشحنات العالمية من البترول ومنتجاته، إذ شكلت حركة شحنات البترول والمنتجات البترولية المتجهة شمالا (من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي) 9 في المئة فقط من إجمالي المنتجات التي انتقلت عبر القناة.
مضيق جبل طارق
يفصل مضيق جبل طارق بين جنوب إسبانيا وشمال غرب إفريقيا، ويربط بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ويمثل أهمية كبيرة للدول الأوروبية التي لا تملك موانئ على البحر المتوسط، ولذلك يشهد حركة ملاحية كثيفة، إذ تعبره يوميا نحو 150 سفينة، ما عدا القوارب الصغيرة والغواصات.
ويمر عبر المضيق 5 في المئة من تجارة البترول العالمية، وتشكل ناقلات البترول ثلث السفن التي تعبر المضيق بما يعادل نحو 18 ألف ناقلة في السنة.