بقلم – علي ثابت القضيبي
* الدرس الأول : وقف جنوبنا بصلابة ضد الغزو الحوثي لأراضيه ، والملاحم القتالية التي إجترحها الجنوبيين في الميادين فاقت التصور ، وأصدق تعبير لها تُجسدهُ قوائم الشهداء والجرحى المُتخمة بالأسماء ، وكنا مخلصين صادقين جداً في تعاطينا مع أخوتنا في التحالف ، ولكسر شوكة إيران في المنطقة ، والحديث يطول حول كل هذا .
* خلال ذلك وبعده ، فقد خرج بعبع الإرهاب مكشراً عن أنيابه من جراب الحاوي الإخواني ، والمصيبة أنّ الإخوان المتأسلمين هنا ، من المفترض أنهم شركاء في هذه الحرب ضدّ الحوثي / إيران ، كما التحالف دعمهم ايضاً بسخاءٍ ، ولكن جنوبنا بقيادة أمنه ، قوّض بعبع الإرهاب وكسر شوكته ، وزجّ جحافل من الإرهابيين في غياهب السجون ، ومن تبقى منهم تشرّد في الأصقاع ، أو توارى في الجحور المظلمة ، ورغم الضربات المؤلمة الى حدٍ ما التي أوقعوها في جغرافيتنا الجنوبية .
* لكن مسلسل العبث في جغرافيتنا المحرّرة لم يتوقف ، وهي التي كان من المفترض أن يُضرب بها المثل بعد التحرير في النّماء والإستقرار وتحسين الخدمات و … و … ، وحتى يكون هذا حافزاً لبقية المحافظات المحتلة من الحوثي لتستبسل وتتحرّر ، ولكن …. ، والسبب لأن السلطة الشرعية بذاتها هي من رسم منهاج وسيناريو العبث هذا ، وكان عرّابوه هم كهنة الإخوان في رأس هرم السلطة ، وهم من تحكّم بقراراتها ، والتحالف ظلّ صامتاً ، وربما مؤيداً من وراء الكواليس ! ولاتفاصيل إضافية بهذا الصّدد .
* وفي درسٍ جانبي ، وإن لم يكن بعيداً عن المُقرّر الذي إختطّهُ جنوبنا لإثبات حُضوره في المشهد ، كان ميلاد مجلسنا الإنتقالي الجنوبي في ٤مايو ٢٠١٧م ، والمولود خرج عملاقاً ضخماً بإلتفاف جماهير جنوبنا حوله ومعه ، وهذا مثّل الكابوس الذي أطار النوم من عيون الإخوان وقضّ مضجعهم ، هم ومن يلتفّ معهم ضد جنوبنا .
* بالطبع قائمة عبث وخُبث ومكائد السلطة والإخوان بحق جنوبنا ، وهذه لاتتسع لها المجلدات وتفاصيلها ، والغاية هي تركيع جنوبنا ومجلسه الإنتقالي ، وكان صمودنا أسطورياً إزاء كل هذا ، ولكن عندما يتفاقم العبث ، ويصل الى اللقمة والإذلال و … و … ، كان الخروج الغاضب لشعبنا الجنوبي يوم الثلاثاء ١٦مارس الجاري ، وإجتياح قلاع وحصون السلطة في المعاشيق ، وهذا الشعب على إستعداد تام لتكرار ذلك ، ودكّ أي قلاع أو تحصينات ربما تقف في طريقه ، أو في طريق ٱماله وتطلعاته المشروعة .
* هذا هو الدرس الثاني من شعبنا الجنوبي ، ودلالاته تتجسّد في قوة إرادة شعبنا وإستماتته في رفض الظلم بأي صورة ، ورفضه الخضوع للباغيين أياً كانوا ، وإستعداده الكبير للتضحية بالأرواح في سبيل الكرامة والحرية ، لأنّ لصمته وصبره حدودٌ ولاشك ، كما لن نركع إلا لخالقنا وحسب ، وأعتقد أن الكل هنا وهناك ، قد إستوعبوا خلاصة هذا الدرس جيداً وفحواه ، وهو الدرس الذي سيحفر لنفسه موقعاً بارزاً في جدران ذاكرة من يتعمد النسيان ، وأياً كان ، أليس كذلك ؟!
✍ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .