صحف بريطانية : مأرب جائزة ثمينة للحوثيين لتحسين شروط التفاوض

2021-02-16 23:10:03




 

سلطت الصحف البريطانية الضوء على التصعيد الأخير في المعارك في اليمن، وأبرزها معركة مأرب المستمرة منذ نحو أسبوع بين الجيش ومليشيا الحوثي.

 

صحيفة "الإندبندنت" البريطانية نشرت مقالا للكاتب لبورزو داراغاهي تحت عنوان "مع تصاعد الحديث عن سلام في اليمن، زادت وتيرة الحرب".

 

ويقول الكاتب إنه " في الوقت الذي يكافح فيه الدبلوماسيون لإيجاد صيغة لإنهاء الصراع المسلح المستمر منذ ست سنوات في اليمن، فإن المعارك على الأرض تزداد حدة".

 

لافتاً الى شن المتمردين الحوثيون هجمات على الأراضي السعودية في الأيام الأخيرة، مما أظهر زيادة في الجرأة، وفق المقال، فيما واصلت القوات بقيادة السعودية الضربات الجوية للإبقاء على الحصار.

 

ويقول محللون إن تفاقم الصراع في الأسابيع الأخيرة، يشير على الأرجح إلى أن الأطراف المتصارعة تسعى لتحسين أوضاعهم الميدانية قبل أي محادثات.

 

ويرى بيتر سالزبري، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، أنه "عندما تتحرك نحو وقف إطلاق النار أو تتجه نحو نوع من عقد الصفقات، تحاول الأطراف زيادة التكلفة على الجميع وتحسين موقفها".

 

وقال سالزبري "إذا استولى الحوثيون على مأرب، فإنهم يغيرون ديناميكية الصراع بأكمله، لذا فهذه جائزة لا تصدق بالنسبة لهم وربما تكون أكثر قيمة من أي تسوية سياسية يمكنهم الحصول عليها اليوم".

 

في حين اعتبرت صحيفة " العرب " الصادرة من لندن بأن تصعيد المتمردين الحوثيون استهدافَهم لمواقع سعودية ، يأتي في مسعى لدفع الرياض إلى القبول بسيطرتهم على مأرب المدينة الإستراتيجية المليئة بالنفط والغاز، ما يمكنهم من السيطرة على الشمال اليمني وتجميع الأوراق المؤثرة قبل الشروع في التفاوض بشأن الحل النهائي للأزمة.

 

ودفعت هذه الحسابات الحوثية الطيران السعودي إلى التدخل لوقف تقدم المتمردين في مواقع حيوية محيطة بمأرب كما شنت القوات الموالية للحكومة اليمنية هجمات مضادة لصد الهجوم الحوثي.

 

وقالت الصحيفة بأن أوساط يمنية ترى بأن الهدف من تكثيف الهجمات على مواقع سعودية وتوسيعها إلى استهداف مطار جدة هو الضغط على الرياض من أجل وقف تدخل الطيران السعودي في مأرب لمنع تقدم الحوثيين وتوفير غطاء للقوات اليمنية المدافعة عن المدينة الإستراتيجية.

 

وأشارت هذه الأوساط إلى أن الرسالة الحوثية إلى السعودية واضحة؛ “أعطونا مأرب نتوقف عن قصف مطاراتكم ومواقعكم المدنية”.

 

لكن هذه الأوساط تستبعد أن تقبل السعودية بهذا الابتزاز، معتبرة أن الرياض تعرف جيدا أن الحوثيين لن يتوقفوا عن هجماتهم مهما حققوا من مكاسب؛ كونهم ينفذون أجندة إيرانية هدفها الرئيسي تهديد الأمن القومي السعودي، وأن الطريقة الوحيدة لإجبارهم على وقف الهجمات هي الخيار العسكري، خاصة أن الأمر محدود زمنيا، وهم يقاتلون لتحصيل مكاسب سريعة قبل أن تبدأ الولايات المتحدة بفرض التسوية السياسية على الجميع.

 

وتمثل مأرب نقطة قوة للمتمردين في حال سيطروا عليها، ليس فقط بسبب مخزونها النفطي وإنما أيضا لموقعها الإستراتيجي الذي يربط بحضرموت والجنوب ويسهم في حماية صنعاء، فضلا عن أن السيطرة عليها قد تكون خيارا أسهل من خط تعز، وهي تمثل ركيزة رئيسية بالنسبة إلى الحوثيين في حال تم تطبيق نظام الأقاليم، وحولت الجماعة المناطق التي تسيطر عليها إلى إقليم شمالي يضم أبرز المدن والنقاط الحوثية.

 

وينظر إلى المدينة على أنها “محمية سعودية” استثمرت فيها المملكة بشكل كبير لجعلها نقطة الاستقطاب الوحيدة للأعمال في البلد الغارق في الحرب ، وروجت المملكة للمدينة سعيا لتحويلها إلى نقطة جذب رئيسية للاستثمارات والمشاريع العمرانية وغيرها.

 

ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم بإن الهجمات الحوثية تهدف كذلك إلى الضغط على الرياض لتكون أكثر تحمّسا لخطة وقف إطلاق النار، كما تهدف إلى تحصيل أكثر ما يمكن من المغانم الميدانية لتوظيفها في الحصول على مكاسب سياسية.

 

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن الجماعة المتمردة تحاول تحقيق استفادة قصوى من حالة الارتباك في الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الملف اليمني والظهور بمظهر الطرف القوي بعد ست سنوات من الحرب، وهو ما قد يشجع إدارة جو بايدن على التعامل مع الحوثيين كشريك رئيسي في الحل القادم كما تعاملت معهم إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

 

وأضافوا أن هناك هدفا آخر للتصعيد الحوثي مرتبطا بالملف الإيراني ومحاولة ابتزاز المجتمع الدولي والإدارة الأميركية الجديدة، للعودة إلى المفاوضات بشأن الملف النووي دون شروط، خاصة ما تعلق بدور إيران الإقليمي وضرورة التزامها بعدم استهداف حركة تصدير النفط والملاحة الدولية، فضلا عن وقف تدخلاتها في دول مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.


تابعونا علي فيس بوك