على العكاز المعدني يتكئ المواطن عبد الله علي أمير، خمسيني العمر، كي يتمكن من المشي؛ كون احدى قدميه لم تعد قادرة على أداء مهمتا التي وجدت من أجلها، نتيجة اصابتها برصاصة أطلقها أحد هواة القنص وسفك الدم من مليشيات الحوثي، قبل أعوام.
يسكن عبد الله علي، في منزل متواضع في قرية موشج التابعة لمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، ولديه ثلاث من البنات وخمسة من الاولاد بالإضافة الى زوجته، أصيب بطلق ناري في قدمه اليمنى من فوهة بندقية قناص حوثي ترصد له اثناء ما كان يرعى الأغنام ويحرث مزرعته.
يقول عبدلله بلسان مثقلة بالألم: خرجت الصباح من المنزل انا وأولادي لرعي الأغنام، وثمة عنصر حوثي قام بالتسلل وأطلق على النار في قدمي. ويتابع باستياء وتساؤل محير: الحوثيون يزرعون لنا العبوات الناسفة والألغام، وما ذنبنا نحن المواطنين حتى يفعلوا بنا هذا الشي.
ويضيف، تم اسعافي الى مستشفى الخوخة الميداني ومن ثم نقلوني الى مستشفى أطباء بلا حدود واجروا لي عملية، لكنني الان معاق، وكل اكلنا وشربنا نحصل عليه مما تجود به لنا الأغنام، ولا أملك شي آخر.
ولم تكن حادثة قنص المواطن عبد الله هي الوحيدة في الساحل الغربي، فهناك الاف المواطنين ممن قُتِلوا بآلة الموت الحوثية منذ وقبل اعلان الهدنة الاممية ومثلهم تعرضوا للإعاقة ولا يملكون ثمن علاجهم، ويتقاسمون مع أطفالهم البؤس وشظف العيش، وخيارهم الوحيد هو مكابدة الصعاب ومواجهة صروف الدهر حتى الموت.