أريد أن أتحدث يا الله

2020-11-17 21:56:10



بقلم – ريم النهدي. أريد أن أطلق سراح الكلمات، أن أتنفس الصعداء و أن أقف خاوية الفكر لا ألوم و لا أؤلام.. هناك ما يمزق هذه النفس الضعيفة إلا بك يا الله، هناك ما تنظر إليه هذهِ العينين القاصرة فتعمى بسببها و هناك العديد من الأمور التي يُصعب البوح بها حتى على هيئة إشارات! هناك التيه يا الله، و التساؤلات التي تطرح نفسها و تضرِب ببقايا الفكر عرض الحائط” كيف، لمَ، متى و *إلى أين*؟! إلى أين يا الله؟! أيُ منعطف، أيُ مسار؟! إلى القاعِ أم الدون؟! إلى الهاويةِ أم الجحيم؟! إنها الرائحة الأشدُ كرهًا لي يا الله، التي تصيب رئتيّ بداء الدرن و تسرطن خلايا الأمل! ذاك اللون يا الله، الكابوس الذي أراهُ في الأرجاء الذي تختلط بهِ أيدينا بالسرِ أو العلانية، بالجهلِ أو بالعلم. تلك الأرواح الأسيرة العابدة للوحوشِ المهندمة ، تلك الأرواح التي نرتبط بها بالطوعِ أو بالقوة و التي لا دخل لها بها! أريد أن أخوض تجربة الحرية يا الله، التي نسمع عنها بسرية.. التي نخشى الحديث عنها، فتوأد بداخلنا يا الله ذاك الحلم تحت سماءٍ واحدة و أرضٍ ثابتة يا الله، متى أحياه؟ و اللون الأسود بسهرةٍ بيضاء، متى ألقاه يا الله؟! إنها الأيام يا الله، بخفتها لا ثقلها بسرعتها لا بطئها بإنجازاتها التي تقف على قدمٍ و عكاز لا ساق… إنها السياج، التقسيم و الحدود الفاصلة الأوراق الكبيرة و الصغيرة في تضاريس شجرةٍ واحدة! إنها الحياة يا الله بتقلباتها الثابتة بإيجازها الممل و تفاصيلها الشاقة بعناء الكلمة و هناء الحرفِ بها و بإنهاكِ الحِرف و أصحابها إنها الحياة التي رددت منذُ بدئها: *لا رضيتُ عنكم و لا بوركتم بي!* التي خُلقت بنا حتى تُنهنا قبل أن ننتهي يا الله! أُريد أن أخرجها مني يا الله.. قبل أن تصنع مني تاريخًا حافلًا مبروز ببروازِ الروح الطليقة و حاضر تحتفي به العبودية من كل جهةٍ و بندقية!
تابعونا علي فيس بوك