تتزايد جرائم مليشيات الحوثي بحق المدنيين في محافظة الحديدة أكثر وأكثر، كلما مر على سيطرتها فترة أطول من الزمان، ومعها يرتفع عدد الوفيات ومعدل الإعاقات، وتتدفق موجات النزوح وتتسع رقعة الأيتام والأرامل، ولا حصاد سوى مزيدٍ من المآسي.
عائلة الشهيد (هبى علي ناصر رقيني)؛ هي مأساة واحدة – فقط – من بين آلآف العائلات التي تخطفت آلة القتل الحوثية أرواح مُعيلها لمجرد أنه أصبح فريسة لإرهاب المليشيات المتعطش لسفك الدماء.
إذ قام الحوثيون باغتيال (هبى) مُعيل العائلة برصاص قناصة أمام منزله في قرية الباب، بمديرية الدريهمي، بلا سبب ودون ذنب يذكر، غير أنه كان هدفًا سهلًا لإنعاش الجريمة، وامتدت آثار تلك الرصاصة الغادرة لتيتم أطفاله الخمسة، وتضيف زوجته إلى قائمة الأرامل، وضاعفت معاناة وضعهم المعيشي الصعب.
وبقلب ممتلئ بالحزن على فراق زوجها، وبنبرة فاترة تقول نوال يحيى محمد: زوجي استشهد وهو في قرية الباب؛ عندما قامت المليشيات الحوثية بقنصه بالرصاص.
وتضيف نوال بكثير من الوجع والمرارة، كنتُ أبكي بعد استشهاد زوجي، وأقول في نفسي: لمن تركنا، ولمن ترك أولاده: خلود وفردوس ونايف وافدا وخولا ومن سيهتم بامورهم وسيوفر حاجياتهم بعد أن فقدوا والدهم؟
ونزحت نوال بمعية أولادها وبقية عائلة زوجها إلى قرية المركوضة وسط ظروف معيشة قاسية؛ نتيجة القصف والقنص العشوائي والهستيري الذي تنفذه مليشيات الحوثي على منازلهم باستمرار.