بإعاقة دائمة، وبنصف جسدٍ يعيش (توفيق محمد عبد الله)؛ بساقين مبتورتين، يمشي حبوًا كطفلٍ خُلِق بلا قدمين، يتكئ على يديه، ويرمي بكل ثقله عليهما، فيرتفع قليلًا؛ ليتقدم مسافة تقارب الخطوة إلى الأمام، يداه تبدوان كحديدتين قائمتين غُرستا بالأرض، وجسده بينهما مرجيحة يمتطيها البؤس و يحركها الألم.
المواطن (توفيق) من أبناء حي المسنا، في مديرية الحالي، متزوج وأب لثلاثة أولاد، لم تتوقف مأساته عند الأضرار الجسدية – فقط -، بل تعدّت إلى النفسية والذهنية،إذ إنه فقد علقه لهول الصدمة وقوة الفاجعة، لعدم قدرته على تقبل كل تلك الخسائر دفعة واحدة، إثر انفجار لغم زرعته المليشيات الحوثية في منزله.
يتحدث (أمين محمد عبد الله) شقيق (توفيق)، عن المأساة التي حدثت لأخيه قائلًا: “أخرجتنا المليشيات الحوثية قسرًا من منازلنا، وبعد عودتنا للمنزل تفاجأنا بأنه ملغم، ولكننا لم نعلم بوجود اللغم في المنزل إلا بعد فوات الأوان”!
ويضيف أيمن بحزن عميق، قائلًا: “أخي محمد أحد ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في المنازل، فقد انفجر به لغم في منزله فقد على إثره قدميه كلتيهما”.
ويُردف أيمن القول بلهجة مملوءة حسرة: “توفيق ليس الضحية الوحيدة للألغام الحوثية من أسرتنا، بل هنالك ثلاثة ضحايا؛ فأخي الثاني انفجر به لغم – أيضًا – خسر بسببه إحدى قدميه، أمّا الأخ الثالث، فقد انفجر لغم حوثي بزوجته فتك بروحها فقارقت الحياة على إثره مباشرة”.
آلاف المواطنين في محافظة الحديدة بالساحل الغربي يكابدون المعاناة نفسها التي صنعتها الألغام الحوثية، ولم تتوقف حتى اللحظة، وقد فتكت الألغام بحياة كثير من الأهالي، وسببت إعاقات دائمة لآخرين، وما تزال تهدد حياة وسلامة جميع المواطنين باستمرار.