كثيرة هي الجرائم الإنسانية التي نسمعها بين الحين والآخر والتي ترتكبها مليشيات الحوثي الإجرامية بحق المدنيين في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الحديدة على وجهة الخصوص، منذ انطلاق الهدنة الأممية، وتسببت في زيادة معاناه أهاليها وتفاقم اوضاعهم المعيشية.
فبين قصف وقنص الحوثيين والاختطاف والتعسفات يعيش سكان محافظة الحديدة، ومن حالفهم الحظ ولم تسكن أجسادهم الشظايا والرصاص وافلت من المليشيا فانهم لا يستطيعون الهرب من ألغام وعبوات الموت الحوثية التي زرعتها في الطرقات العامة والفرعية وفي المزارع والمتنفسات والبحار، حتى انه لم يعد هناك مكان آمن للعيش في المناطق التي تدخلها المليشيات.
قرية الجريبة التابعة لمديرية الدريهمي جنوب الحديدة هي إحدى القرى التي كانت مسرح لإجرام المليشيات كغيرها من القرى التي طالتها جرائم الحوثيين واسرة الشهيد عبدالله ابراهيم واحدة من مئات العائلات التي دفعت ثمن أثقل كاهلهم.
في منزل متوضع مبني من اللبن وسعف النخيل، تعيش أسره الشهيد عبدالله، واغلى ما تملكه في المنزل هو مكينة خياطة؛ بل إنها مصدر قوت يومهم بعد أن استشهد زوجها واخيها بالغام مليشيات الحوثي.
بصوت شاحب يملئة الحزن والحسرة تروي خديجة احمد دنح زوجة الشهيد عبدالله ابراهيم وهي أم لسبعة أولاد : ذهب زوجي عبدالله ابراهيم إلى مزارع النخيل ثم انفجر به لغم زرعته مليشيات الحوثي ليفقدني زوجي ومعيل أولادي السبعة.
وتتابع خديجة حديثها المليشيات الحوثية هي من قتلت زوجي عبدالله بعد أن خرج من منزلنا إلى سبيله سالماً، ليعود الينا جثه هامده محمل داخل سيارة، ولم استوعب أن أتمالك نفسي بهذه اللحظة التي احرموني بها زوجي بدم بارد.
بلسان حال المرأة المكلومة تواصل خديجة حديثها اعيش على هذه الحال المزري فلا يوجد أحدا يعيلنا غير هذه “مكينة الخياطة ” وهي مصدر رزقي ومنها اعيل واصرف على اولادي السبعة بعد رحيل زوجي، وبنبره حزينه أضافت كان اخي يساعدني ويقدم لي ولاولادي كل ما يحتاجونه وبعد ثلاثه أشهر من استشهاد زوجي وصلني خبر استشهاد اخي وولده وإصابة ابنته بعد أن تقطعت أجزاء من جسمها ولكن الله اعطى لها العافية.
وليس الشهيد عبدالله هو الوحيد الذي سقط ضحية الألغام وزاد حال أسرته سوءً، فهناك المئات ممن غادروا الحياة ويتم أطفالهم ورملت نسائهم وشردت عائلاتهم نتيجة حقول الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية.