مأساة إنسانية.. أم التسعة أولاد تواجه جحيم الحاجة بعد استشهاد زوجها بلغم حوثي

2020-06-21 22:28:38



‏دائماً ما نسمع قصصاً عن معاناة ضحايا ألغام مليشيات الحوثي وما تنتجه من مآسي للمدنيين لكن عندما تقترب من أسرة الشهيد علي طالب الفليفل تعرف المعنى الحقيقي للمأساة وتشعر بمرارة الشقاء، وتكتشف حجم الألم الذي يفطر القلب حسرة والجسد فزعة لهول الحياة القاسية التي تعيشها العائلة.

في قرية اليابلي بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة وتحديداً داخل خيمة مهترئه متكئه على الحطب مكشوفة بدون بوابة وبلا مروحة ولا ثلاجة أو أسطوانة غاز ولا شي فيها يوحي بالحياة غير فرشان قديمة مبعثرة على الأرجاء وأثاث يكفيها سطر واحد لجردها؛ لكنه سطر حزين، تقطن أسرة علي بعد أن نزحوا من قرية الدنين الواقعة بين مديرية حيس والخوخة.

تتكون الأسرة من أم ولديها تسعة أطفال يتيمو قبل أن يبلغوا سن الرشد ولم يتخللهم الزهو واللعب والمرح كأقرنائهم الأطفال، بل إنهم فقدوا الأمل بأن تطئ أقدامهم المدارس للتعليم أو أن يلجئوا يوماً ماء إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وصار كل أحلامهم هو الحصول على قطعة خبز يسدون بها جوعهم وشربه ماء تروي عطشهم وشيئ يغطيهم من الشمس والمطر ويحميهم من الرياح والبرد والحر.

بلسان حال المرأة المكلومة تقول زوجة الشهيد بان زوجها علي طالب كان هو رب الأسرة والمعيل لهم وعندما ذهب إلى العمل في احد مزارع البصل برفقه ولده انفجر بهما لغم من مخلفات الحوثيين وأدى إلى استشهادهما، ثم تططئ رأسها قهراً على هذه الحادثة الأليمة.

وتواصل حديثها بحرقة وفي جفونها دموع حارة إني ارملة والان اعول أولادي ولا أحد يعطيني مصاريف وأطفالي غير قادرين على العمل لصغر سنهم وأكثر ما يقدموه هو مساعدتي في البيت.

واتخذت زوجة الشهيد بعض الأغنام والدجاج كتأمين يوفر متطلبات الحياة وقوت أطفالها، وقد استسلمت للفقر والمرض والجوع، وغارقة في بحر عميق من الوجع وكل معاني الحرمان في وضع معيشي قاسٍ أشبه بالموت البطيء لا تكفيه الكلمات لنقل الصورة الواقعية.

و تدرك مدى بشاعة إجرام مليشيات الحوثي حين ترى أطفال الشهيد علي الفليفل باجسداهم النحيلة وبراءة الطفولة على محياهم قد ذبحت من الوريد إلى الوريد عندما يقفون وايديهم على رؤوسهم في حيرة وتشاؤم.

وأن اشتركت معاناة النازحين وضحايا إجرام المليشيات الحوثية الإيرانية تبقى أسرة الشهيد علي طالب الفليفل انموذج حي للماساة، فهي تفتقر إلى أدنى المقومات الأساسية وتعيش أوضاع مادية يندى له الجبين ومشردين في قرية منسية محاها العالم من الخريطة وتركوهم لعبث الحوثي في سجن الحياة.


تابعونا علي فيس بوك