واصل إنيس كانتر، نجم الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين، انتقاداته اللاذعة لنظام الحكم الاستبدادي في تركيا، وعلى الرغم من تعرضه لتهديدات بالقتل واستصدار مذكرات توقيف بحقه، وعدم تمكنه من رؤية أسرته لمدة 4 سنوات، قال كانتر، في مقابلة حصرية مع "العربية.نت" بنسختها الإنجليزية، إنه لا يزال تحدوه آمال كبيرة بشأن تركيا في مرحلة ما بعد أردوغان.
وقال كانتر إنه "لا يمكن ترك تركيا تلقى مصيرها على أيدي ديكتاتور مجنون". ويُسخر كانتر شعبيته ومنبره، كلاعب معروف في الدوري الأميركي للمحترفين، للدفاع نيابة عن أبناء الشعب التركي الذين لا يستطيعون التعبير عن معارضتهم خوفاً من تعرضهم للاعتقال.
وأضاف كانتر نجم فريق "بوسطن سلتكس": "يعرف الناس قصتي لأنني ألعب في الدوري الأميركي للمحترفين، ولكن هناك الآلاف من العائلات هناك (في تركيا) وقصصهم أسوأ بكثير من قصتي".
ولد كانتر في سويسرا لأبوين أتراك، وبدأ دور كانتر كناقد سياسي في عام 2013، عندما بدأ أردوغان إغلاق مراكز الإعداد بالكليات الخاصة في تركيا. وكانت وجهة نظره أن تلك الحملة تستهدف في المقام الأول رجل الدين فتح الله غولن، الذي يدعمه كانتر، بعدما عبر غولن عن احتجاجه على ممارسات أردوغان القمعية في منتزه "غيزي" بإسطنبول.
في مايو 2016، تم توجيه اتهامات لكانتر باعتبار تغريداته على منصة "تويتر" إهانة لأردوغان. وأصدرت السلطات التركية أمراً باعتقاله يُعرف باسم "إشعار أحمر" للإنتربول لضبط وتسليم كانتر، الذي كان قد انتقل من تركيا إلى الولايات المتحدة في سن 17 للعب ضمن صفوف فريق "أوكلاهوما سيتي ثاندر".
وقال كانتر: "طلب المدعي العام الحكم بسجني لمدة 4 سنوات بتهمة إهانة أردوغان، الذي يستحق كل نقد وجهته له شخصيا لانتهاكه حقوق الإنسان والديمقراطية".
التنكيل بعائلة كانتر وتهديدات بالقتل
كما استهدفت السلطات التركية عائلة كانتر، المقيمة في تركيا، حيث تم فصل والد كانتر من منصبه كأستاذ جامعي، أثناء عمليات طرد للموظفين العموميين وإلقاء القبض على عشرات الآلاف من الأشخاص أو فصلهم من الوظائف الحكومية، وإغلاق مئات المؤسسات الإعلامية أو منظمات المجتمع المدني، في حملة قمعية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل ضد أردوغان عام 2016.
وتم سجن كانتر الأب لمدة أسبوع بسبب المواقف السياسية لنجله. لم يتصل كانتر بوالديه أو أخته في تركيا منذ مداهمة منزل أسرتهما في عام 2016. ولم يرهم منذ 4 سنوات.
وأصبح كانتر نفسه بلا جنسية انتقاما من انتقاداته. ففي عام 2017، وبينما كان يقوم بجولة في جميع أنحاء العالم لمؤسسته الخيرية التي تحمل اسمه، تم احتجاز كانتر في مطار روماني بعد أن أخبرته السلطات أن جواز سفره منتهي الصلاحية، حيث قامت السلطات التركية بسحب الجنسية وإلغاء جواز سفر كانتر.
وفي نفس العام، تلقى كانتر تهديدات بالقتل في كل من تركيا والولايات المتحدة، حيث يعيش حالياً. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية على حياته، ما زال كانتر ينتقد سلطوية أردوغان وفساد النظام التركي.
وقال كانتر: "أنا لا أطلق عليه النظام القانوني التركي لأنه لا يخدم الشعب التركي بعدالة، ولكنه يخدم أردوغان ومصالحه فقط".
حقوق الإنسان وحرية التعبير
تعرضت حرية التعبير وحقوق الإنسان لنكسة في عهد أردوغان، بينما تم فرض عقوبة السجن على تهمة إهانة الرئيس.
وفي الأسبوع الماضي، حُكم على مسؤول المعارضة البارز جنان قفطانجي أوغلو بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب عدة تهم منها إهانة أردوغان. وفي يوليو، حُكم على المغنية والممثلة زوهال أولكاي بالسجن لمدة 10 أشهر بتهمة إهانة أردوغان.
وصف كانتر كل من جنان وزوهال بأنهما مثله ضحايا لـ"نظام أردوغان القضائي الشرس".
وقال كانتر إن "الديكتاتور أردوغان" يستخدم كل الصلاحيات، قدر استطاعته، كأدوات للانتقام السياسي، موضحاً أن هذا غير مقبول ولا يجب أن يستمر، وإلا لن تتمكن تركيا من البقاء حليفاً موثوقاً به لأي دولة في المنطقة". ولكن يرى كانتر أن هناك بعض الأمل في المستقبل.
دبلوماسية أميركية رادعة
وأعرب كانتر عن اعتقاده أنه "إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، فسوف يحل ذلك بعض المشاكل"، مضيفاً أنه يتعين على واشنطن أن تتعامل مع تركيا "بلغة الدبلوماسية الرادعة" لتقييد أردوغان.
كما أشار كانتر إلى التطورات الجديدة في الساحة السياسية التركية باعتبارها تمنحه شعوراً بالأمل بشأن تركيا ووضعه هو شخصياً.
واستطرد كانتر موضحاً أنه "إذا تمت إزاحة أردوغان عن منصبه، ستعود تركيا في نهاية المطاف إلى ما كانت عليه. بما يعني سقوط جميع التهم الموجهة ضدي"، معرباً عن تفاؤله بأنه بالتالي سيعود "للتواصل مع عائلتي وستبدأ الأمور في العودة إلى طبيعتها".