
أثنى وكيل محافظة إب العميد عبدالرحمن الزكر على المزايا الإستثنائية التي يتسم بها الأديب الحالمي قائلاً: "أنه عندما يكون لدينا مشايخ من النخبة الأدباء والمفكرين والفلاسفة أمثال الشيخ مفيد الحالمي فهذه ثروة عظيمة للوطن" .. معزياً الفضل لله عزوجل ثم للدكتور عبدالعزيز المقالح الذي خلف للوطن كوكبة من هؤلاء التلاميذ العمالقة الذين يشكلون امتداداً رائعاً لمسيرته الأدبية والعلمية الزاخرة.
جاء ذلك في كلمة السلطة المحلية التي ألقاها الوكيل الزكري في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل فقيد الأدب والفكر العربي د. عبدالعزيز المقالح التي نظمها مكتب الثقافة بمحافظة إب في قاعة الـمركز الثقافي بتاريخ 1 ديسمبر 2025م .. وقد أضاف الزكري أن المقالح والنضال الوطني صنوان لا يفترقان فما ذكر إحداهما إلا وذكر الآخر .. منوهاً أن المقالح هو رمز للفكر الحديث في اليمن، حيث تميزت أعماله بمزجها بين الأصالة والحداثة، وكتب عن اليمن بصدق وعمق، ما جعله أحد أبرز الوجوه الأدبية التي تجاوزت الحدود المحلية لتصل إلى فضاءات الأدب العربي والعالمي.
أما كبير أدباء إب الشيخ الأديب مفيد الحالمي فقط استهلّ كلمته بالتأكيد على:
"أن المقالح لا يزال يضطلعُ بعبءِ إحيائِنا أكثرَ ممّا نضطلعُ بعبءِ إحيائِه، ها هو ذا لا ينفكُّ يجمعُنا ميتًا كما كان يجمعُنا حيًّا" .. منوهاً بأنه:
"ولَئِن كُنّا اليومَ قد نقومُ بجزءٍ ممّا كان يقومُ به، فإنّنا في هذه اللحظةِ الفارقةِ لا يغيبُ عنّا الإدراكُ بأنَّ ما نقومُ به مجتمعين لا يُوازي جزءًا يسيرًا ممّا كان ينهضُ به الدكتورُ بمفردِه".
وفي حين أضاف الحالمي أحد أبرز أدباء اليمن قائلاً: "لَئِن كانت (مُخالطةُ الواعينَ مُعَافاةً عقليةً)، فإنّ مخالطة الدكتور المقالح إيّاهُ كانت بلا ريب هي أخصبَ مراحلِ العمرِ عافيةً وازدهارًا" .. فقد أشاد بتنظيم مهرجان المقالح الشعريِّ السنويِّ الأوّل في العاصمة صنعاء، وبتأسيس رابطة إب الأدبية مشيراً أنه "هذه المُنتجاتُ الأدبيّةُ، والأُطرُ الثقافيّةُ، هي التي يمكنُ عدُّها ترجمةً لمنهجيّةِ الدكتور المقالح، ووفاءً للفقيدِ الذي ليس مثلُه فقيد، وتنفيذًا لوصاياهُ ورؤاه".
هذا وكان الشيخ مفيد الحالمي قد خاطب معشر الشعراء والأدباء قائلاً:
"أن الشاعر لا يكون شاعراً مالم يكن ذا سعةٍ في الثقافة، وتبحرِ في العلم، وثراءٍ في المعرفة .. والأديب لا يكون أديباً إلا بعد أن يكون قد استهلك ثلاثةَ أرباعِه أو تسعةَ أعشارِه".
من جانبه تطرق عضو مجلس النواب د. علي الزنم تطرق إلى أبرز إبداعات وإنجازات ومآثر شاعر اليمن الكبير الدكتور المقالح الناقد والأديب والأكاديمي والثائر والإنسان الحداثي والمثقف العضوي، معتبرا الفقيد المقالح مؤسسة أكاديمية متكاملة وعظيمة وكياناً ملهماً تعلمت منه الأجيال وظل بابه مفتوحاً للجميع، وكذلك قلبه وعقله وتدفقه الإبداعي وعطاؤه الأكاديمي مشيراً إلى دعمه ومساندته المستدامة لكافة المبدعين.
هذا فيما أستعرض الأديب عبدالحفيظ العمري محطات عديدة وملامح متنوعة من حياة شاعر اليمن الكبير المقالح وما شكله ورفيقه الأديب الكبير الراحل عبدالله البردوني من ميراثٍ فكري وثقافيٍ خالد.
وفي ختام الفعالية السنوية أوضح مدير مكتب الثقافة بالمحافظة الأستاذ عبدالحكيم مقبل، أن المفكر العربي الشاعر عبدالعزيز المقالح، يُعد أحد أهم الأعلام الشعرية العربية ويشهد له القريب والبعيد، ومثّل في كل مسيرته الإبداعية والفكرية رمزاً للمثقف والثقافة في اليمن والشاعر المبدع والناقد الحصيف والمفكر الانسان والتنويري الخصب والثائر على التخلف والجهل والظلام، كما أن الكثير من الشعراء والأدباء تتلمذوا على يديه.
يُذكر أن الفقيد الدكتور عبد العزيز صالح المَقالِح، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب، وهو أديب وشاعر وناقد يمني، تولى رئاسة المجمع العلمي اللغوي اليمني، ويُعد في مقدمة شعراء اليمن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، ويعتبره كثيرون «رائد القصيدة اليمنية المعاصرة»، وتدين له أجيال من شعراء اليمن الشباب بالأبوة الرمزية.








