ناصري تعز يحتفي بأعياد الثورة وذكرى الاستقلال ويكرم أحد ابطاله


تعز - خاص

بحضور رسمي وجماهيري لافت، أقام فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز صباح اليوم الخميس في قاعة نادي تعز السياحي حفلًا خطابيًا وفنيًا بمناسبة الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية.

الحفل الذي أحيى ذكرى ثورتي الـ 26 سبتمبر 1962، والـ 14 أكتوبر 1963، بالإضافة إلى الذكرى الـ57 لعيد الجلاء والاستقلال 30 نوفمبر 1967، وحضره قيادات السلطة المحلية، ومدراء المكاتب التنفيذية، وقيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز.

وفي كلمة أمين سر فرع التنظيم الناصري في تعز، الأستاذ عادل العقيبي أشاد بنضالات الشعب اليمني التي أثمرت رحيل الاحتلال البريطاني بعد 129 عامًا من السيطرة الاستعمارية على جنوب اليمن.

وقال أن هذه المناسبة الوطنية تمثل تجسيدًا لوحدة الصف اليمني التي أفضت إلى تحقيق الاستقلال، وأن الوحدة الوطنية تظل الأساس في الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية.

وأضاف أن مدينة تعز لعبت دوراً محورياً في النضال الوطني، بدءًا من دعمها المستمر لحرب التحرير، واحتضانها لمعسكرات تدريب المقاتلين، وصولًا إلى دورها في تعزيز الوحدة الوطنية.

مستعرضاً مساهمات أبناء تعز، ومن بينهم رموز نضالية كعبود الشرعبي وعبدالرحمن الصريمي، ومحمد عبدالله الصغير الذين التحموا مع رفاقهم من مختلف المحافظات لمواجهة المحتل البريطاني.

وشدد على ضرورة توحيد الجهود الوطنية لمواجهة الميليشيات الانقلابية واستعادة الدولة المختطفة، مؤكدًا أن استعادة الدولة يمثل الهدف الاستراتيجي الأول الذي يجب أن تتوحد حوله كافة القوى السياسية.

وحذر من خطورة استمرار الانقسام بين مكونات الشرعية، والذي يهدد بإضعافها في مواجهة المشروع العنصري للميليشيات ،مشيرا ان ضعف الشرعية احال اليمن الى ساحة للتنافس الحاد على النفوذ، وصراع المصالح بين الدولتين الفاعلتين في تحالف دعم الشرعية، ويمكنهما من بناء تحالفات داخلية تعمق الانقسام.

لافتاً الى أن ذلك يُوفر أسبابا للصراع بين مكونات الشرعية، ويضعف عوامل قوتها في مواجهة المليشيات الانقلابية ويقدم لها خدمة مجانية تمكنها من توسيع نفوذها، وبسط سيطرتها وفرض مشروعها العنصري.

وأكد أمين سر التنظيم الناصري تعز على أهمية تحقيق نموذج رائد للدولة قادر على تلبية احتياجات الشعب وتعزيز الثقة بالشرعية ، داعيا إلى سلسلة من الإجراءات العاجلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية.

وأبرز هذه الإجراءات، عودة مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء الحكومة والبرلمان للعمل من داخل البلاد، وتشكيل حكومة مصغرة ذات مهام محددة لاستعادة الدولة وتحقيق الاستقرار، واستئناف تصدير النفط والغاز وتأمين المنشآت الحيوية، ومكافحة الفساد المالي والإداري من خلال إعادة تشكيل الهيئات الرقابية، وإجراء حوار وطني عاجل لتوحيد الرؤية السياسية لمواجهة التحديات.

وجدد العقيبي وقوف التنظيم الناصري إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأدان الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.

مؤكداً على أهمية تعزيز قيم الثورة والاستقلال في وجدان الشعب اليمني، مشيدًا بتضحيات الأبطال الذين ناضلوا من أجل تحرير الوطن وإرساء قيم العدالة والمساواة.

كما رحب بأحد رموز حرب التحرير والاستقلال، المناضل محمد إبراهيم أحمد العيدروس، أحد فدائي حرب التحرير في الجنوب، الذي كان حاضراً في الفعالية؛ وتم خلال الحفل تكريمه من قبل فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز، تقديرًا لدوره البطولي وإسهاماته الكبيرة في معركة التحرر الوطني ضد الاستعمار.

وأشار العقيبي إلى تضحياته البطولية التي أرهقت المحتل البريطاني ، داعياً الحاضرين إلى استلهام القيم النضالية التي قادت اليمنيين إلى التحرر من الاستعمار، وقال أن هذا التكريم يأتي في إطار الوفاء للمناضلين الذين وهبوا حياتهم من أجل الحرية والاستقلال.

وفي كلمة المناضل محمد إبراهيم أحمد ،قال أن اليمن شهدت عدة ثورات سابقة باءت بالفشل، حتى جاءت ثورة 26 سبتمبر التي مهدت لانطلاق ثورة 14 أكتوبر، والتي كانت الكفاح المسلح في مقدمة أهدافها.

وأضاف أنه على الرغم من عدم التخطيط المسبق لقيام الثورة في 14 أكتوبر، إلا أن عودة غالب بن راجح لبوزة لعبت دورًا محوريًا، حيث كان مقتله الشرارة التي دفعت الجميع لإعلان الثورة في ذلك التاريخ، مشيدًا بالدور البارز لغالب في قيادة النضال.

كما استعرض الأحداث والمراحل التي مرت بها البلاد وصولاً إلى الاستقلال الوطني، أكد أن الاستقلال جاء بفضل كفاح شهداء الثورة الذين لعبوا دورًا كبيرًا في مواجهة الاستعمار البريطاني.

وأشار إلى أن الأحزاب والقوى الموجودة آنذاك كانت ذات توجه قومي، مثل حركة القوميين العرب والناصريين، حيث كان للمد القومي تأثير كبير في الساحة اليمنية، وأن تنظيم الضباط الأحرار ومنظومة الإصلاح اليافعية، إلى جانب تشكيلات القبائل في الجنوب بقيادة لبوزة، ساهمت بشكل مباشر في الإعداد للكفاح المسلح، وكانت مدينة تعز مركزًا لاحتضان الثوار وتنظيم جهودهم.

وتناول في كلمته تاريخ حركات التحرر، مشيرًا إلى الهيمنة التي فرضتها حركة القوميين العرب على الثورة، وكيف شكل الناصريون تنظيمًا ثوريًا للقوى الشعبية وقادوا الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وكيف حاولت قوى الرجعية عرقلة الثورة عبر محاولات دمج قسرية وصراعات أهلية بين المناضلين وأبناء الجنوب، مما كشف عن مؤامرات واضحة لإجهاض الكفاح الوطني.

وأكد أن الكفاح المسلح شمل مختلف مناطق الجنوب، حيث كانت عدن مركزًا لتمركز القوات البريطانية، و أن الزعيم جمال عبد الناصر لعب دورًا كبيرًا في دعم الثورة وانتزاع الاستقلال ، مشدداً على أهمية كتابة تاريخ الثورة بإنصاف، والوقوف عند تضحيات المناضلين وشهداء الكفاح الذين قدموا أرواحهم من أجل حرية اليمن.

وفي كلمة السلطة المحلية بمحافظة تعز، التي ألقاها وكيل أول المحافظة عبدالقوي المخلافي، نقل تحيات المحافظ الأستاذ نبيل شمسان، معربًا عن اعتزاز السلطة المحلية بمشاركة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في إحياء ذكرى الاستقلال التي تعد من أهم أيام الوطن الخالدة ، مشيداً بدور التنظيم الناصري باعتباره أحد أركان العمل الوطني، ومواقفه المبدئية في دعم الجمهورية والاستقلال وتعزيز الوحدة الوطنية.

وأكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية من خلال خطاب سياسي موحد ومشترك بين جميع القوى السياسية والمكونات الوطنية، مشيرةً إلى ضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية الممثلة بفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ، داعياً إلى تعزيز التعاون بين القوى السياسية والمجتمعية لمواجهة التحديات الراهنة، بما يعزز الأمن والاستقرار في المحافظة.

وفي كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ألقاها الدكتور علي قائد الجابري، أمين سر فرع تعز ونائب أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، استهل كلمته بتقديم الشكر للتنظيم الوحدوي الناصري على تنظيم هذه الفعالية الوطنية التي تعبر عن روح الانتماء لقضايا الوطن.

وقال أن الثلاثين من نوفمبر يمثل يوماً تاريخياً وعلامة فارقة في نضال الشعب اليمني، والذي تُوج بخروج الاحتلال البريطاني من عدن بعد 129 عاماً من الاحتلال. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل تضحيات اليمنيين وثوراتهم الخالدة، والتي بدأت بثورة 26 سبتمبر المجيدة ضد الإمامة وثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني.

وأكد على أهمية توحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً، مشيداً بإشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في عدن.

وشدد على دعم المطالب الشعبية في العيش بكرامة وفق الدستور والقوانين، محذراً من مغبة تجاهل الأزمات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى "ثورة جياع" ، داعياً في هذا السياق إلى إلغاء قرار تعويم الريال، القضاء على السوق السوداء، وتفعيل قرارات البنك المركزي لضبط العملة والأسعار.

وفي كلمة النقابات والمنظمات الجماهيرية، التي ألقاها عبد العزيز سلطان سعيد، نقيب المعلمين اليمنيين بمحافظة تعز، أشاد بالتضحيات الجسام التي قدّمها الشعب اليمني طوال فترة النضال ضد الاستعمار البريطاني منذ احتلال عدن عام 1839م.

واستعرض الدور البارز للمقاومة الشعبية، بدءًا من معارك قلعة صيرة وصولاً إلى ثورة 14 أكتوبر 1963م التي أطلقت شرارتها من جبال ردفان بقيادة المناضل راجح لبوزة، ومرورًا بجهود الفدائيين اليمنيين الذين أذاقوا المستعمر مرارة الهزيمة.

ونوّه بواحدية الثورة اليمنية والدعم الذي قدّمه أحرار الشمال لثورة الجنوب، مستذكرًا التنسيق بين الجبهات والقوى الثورية في الكفاح المسلح، وأكد أن ذكرى الاستقلال تمثل رمزاً لإرادة اليمنيين في التحرر وتحقيق السيادة الوطنية.

كما تخلل الحفل فقرات فنية للأغاني الوطنية قدمها الفنان هشام النعمان وكذا قصائد شعرية عن النضال الوطني.

مصدر هذا الخبر وقع محافظة الحديدة:
https://yemen-online.club
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://yemen-online.club/?no=95171