208.109.32.21
يعيش زعيم ميليشيات الحوثي، عبدالملك الحوثي، حالة من الهلع والارتياب غير المسبوقة، وفقاً لما كشفه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد سلمان.
وأكد سلمان في مقال نُشر عبر حسابه الرسمي بموقع "إكس" أن الحوثي قام بإجراء تغييرات جذرية في الطواقم الأمنية المحيطة به، وأحال حراسه السابقين إلى معسكرات تحت المراقبة، وسط مخاوفه من تعرضه لمحاولة اغتيال.
وأوضح سلمان أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تزايد الشكوك داخل أوساط الحوثيين، حيث منع زعيم الجماعة دخول عناصر من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني إلى مكتبه، وحظر عليهم أي لقاءات مباشرة معه. وبدلاً من ذلك، تم إنشاء قناة تواصل غير مباشرة تخضع لمراقبة دقيقة قبل الوصول إليه.
وأضاف المحلل السياسي أن هذه الخطوات تعكس حالة من الوسواس القهري التي يعاني منها الحوثي، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تصفيات داخلية بين قيادات الحوثيين، في ظل البحث المستمر عن "ثغرات في الولاء" داخل الدوائر الضيقة المحيطة بالزعيم، مما قد يشعل فتيل الصراعات الداخلية.
وفي سياق ذلك، أكد سلمان أن عبدالملك الحوثي يقتدي بالديكتاتوريات السابقة، حيث عهد إلى شقيقه مسؤولية تأمين حياته الشخصية، بعد سلسلة من الحوادث التي شهدتها الجماعة، بما في ذلك تفجير رؤوس قادة حزب الله في اجتماعاتهم السرية.
واختتم سلمان مقاله مشيراً إلى أن الحوثي يعيش في حالة ارتياب دائم، حيث يعتقد أن تهديدات إسرائيلية تطارده في كل مكان، بينما ينسى أن الخطر الحقيقي الذي يهدده يأتي من داخل اليمن نفسه. وأضاف أن الحوثي بات لا يثق بأحد، حتى في أقرب حلفائه وخبرائه، مما دفعه إلى إحاطة نفسه بطواقم حماية جديدة جُلبت من الجبهات الأمامية بعيداً عن أي احتمالات للاختراق.
وتبقى حالة عبدالملك الحوثي، وفقاً لسلمان، صورة واضحة لمعاناة القاتل الذي يطارده شبح ضحاياه، والذي لا يعلم من أي جهة ستأتيه الرصاصة القاتلة، أو متى سيتم دفنه حياً تحت ركام كهوفه المحصنة.