يُعْتَبَر الأسبارتام واحدًا من أكثر المواد الغذائية المضافة التي تمت دراستها، حيث توجد العديد من الهيئات التنظيمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي أكدت مرارًا أن "الأسبارتام" آمن للاستهلاك البشري إذا استخدم وفقًا للمبادئ التوجيهية المحددة.
في الواقع، أجرت لجنة خبراء مستقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقييمًا للمخاطر المترتبة عن "الأسبارتام"، وأعلنت الخميس، أنّ التوجيهات الخاصة بالمنظمة العالمية لا تحتاج إلى تغيير.
وفيما يشعر بعض العلماء وشركات الأغذية والمشروبات بالقلق من أن تصنيف منظمة الصحة العالمية للأسبارتام كـ"مسبّب محتمب للسرطان" قد يشوش تفكير المستهلكين، صرحت الوكالة بأن أملها يتمثل بأن يحث هذا التصنيف العلماء على إجراء مزيد من الأبحاث حول "الأسبارتام" وارتباطه المحتمل، إن وجد، بالسرطان.
ما هو "الأسبارتام"؟
الأسبارتام، أحد أكثر المُحليات الاصطناعية استخدامًا في العالم.
وقد طُرح في السوق منذ عقود.
يقول مجلس التحكم في السعرات الحرارية، وهو اتحاد دولي يمثل صناعة الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية المنخفضة والمخفّضة، إن الأسبارتام موجود في حوالي 6 آلاف منتج حول العالم.
وقد يظهر الأسبارتام في منتجات لا تتوقّعها، مثل معاجين الأسنان أو الأدوية، لكنه غالبًا ما يظهر على تصنيفات المنتجات التي تُسوق كـ"دايت" أو "خالية من السعرات الحرارية".
المشروبات الغازية مثل Diet Coke وCoke Zero وPepsi Zero Sugar تحتوي على الأسبارتام، وكذلك العديد من المحليات منخفضة السعرات الحرارية مثل Equal وNutraSweet، وبعض العصائر.
في الطعام، غالبًا ما يوجد الأسبارتام في صلصة السلطة الخالية من السكر، والمثلجات قليلة السعرات الحرارية، كما أنه موجود في العلكة الخالية من السكر مثل Extra.
ورغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في قرار منفصل، في مايو/ أيار الماضي، أنه لا ينبغي للأشخاص الاعتماد على المحليات الخالية من السكر للتحكم بالوزن، إلا أنّ الأسبارتام يستخدم غالبًا في "المشروبات الدايت" لأنه يحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر العادي.
ومقارنة مع السكر الأبيض العادي، فإن مذاق الأسبارتام أكثر حلاوة بمعدل 200 مرة تقريبًا، لذلك لا تحتاج المنتجات إلى استخدامه بكمية كبيرة.
إذا وضعت عبوة من المحلي الصناعي Equal في قهوتك، فستكون لها حلاوة ملعقتين صغيرتين من السكر العادي تقريبًا.
وتحتوي عبوة Equal على 4 سعرات حرارية، لكن ملعقتين صغيرتين من السكر فتحتويان على 32 سعرة حرارية.
كان هناك بعض الالتباس بشأن "الأسبارتام" منذ البداية.
ففي عام 1974، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام "الأسبارتام" في بعض الأطعمة والمشروبات، لكن تم تعليق القرار لبضع سنوات بسبب بعض الدراسات المتناقضة والاعتراضات على موافقته وتساؤلات حول الدراسات الأولية نفسها.
وكان بعض العلماء قلقين عندما أظهرت دراسة حيوانية مبكرة أن مادة "الأسبارتام" ربما تسبب أورام الدماغ لدى الفئران.
لم تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أخيرًا بتسويق "الأسبارتام" في الأطعمة الجافة حتى عام 1981، بعد إجراء تحقيق شامل. وفي ذلك العام، حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن المضافات الغذائية معايير المدخول اليومي المقبول.
إرشادات الأسبارتام
ولم تتغير إرشادات منظمة الصحة العالمية منذ عام 1981: الحد الأقصى اليومي 40 ملليغرامًا من "الأسبارتام" لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
وتعد التوصيات الأمريكية أكثر سخاء بقليل، إذ في عام 1983، حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المبدأ التوجيهي عند 50 ملليغرامًا لكل كيلوغرام من وزن الجسم، أي سيضطر الشخص إلى شرب الكثير من الصودا، أو تناول الكثير من الطعام الذي يحتوي على "الأسبارتام" لاستهلاك تلك الكمية.
وأفادت جمعية المشروبات الأمريكية أن المشروبات الغازية "الدايت صودا" تحتوي عادة على ما معدله 100 ملليغرام من "الأسبارتام" لكل علبة.