صدر عن دائرة الثقافة - حكومة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة كتاب: (مفيد المفيد) للأديب الشاب والفيلسوف اليمني المبدع مفيد الحالمي.
والكتاب الذي يقع في 105 صفحات من القطع الصغير يتضمن 60 عنواناً لنصوص فلسفية وأخلاقية وأدبية قصيرة الحجم بيد أنها سامقة المعنى .. تقدم مضامين عميقة بلغةٍ جمعت بين طياتها الكثير من الفنيات التعبيرية والجماليات اللغوية لعل أبسطها أن تصلح لمخاطبة النخب والعامة في آنٍ واحد .. ذلك أنها تساهم في ارتقاء القراء من مصاف العامة إلى مصاف الفكر النخبوي.
والجدير بالذكر أن المؤلف الحالمي ينوه بأنه يشعر بالحرج من عنوان الكتاب الذي قد يوحي بالنرجسية .. لكنه يوضح بأن عنوان الكتاب لم يك من اختياره ألبتة إذ كان قد وضع للكتاب عنواناً آخر .. لكن تفاجأ بأن دار النشر أختارت العنوان الذي كان قد وضعه شاعر اليمن الكبير د. عبدالعزيز المقالح كعنوان لمقدمته في ذات الكتاب حيث قررت دار النشر أن يكون هذا هو عنوان كتاب الحالمي.
هذا وكان المقالح في مقدمته قد أكد أن الحالمي يكشف عن مفكر خبير بشؤونا، وأحلامنا، وأحزاننا، ومشاعرنا، وأفكارنا .. كما أشار أن هذا الكتاب الفلسفي يأتي ضمن نهر لا ينضب من الكلام المفيد الذي يمتعنا به الحالمي مفيد .. أي ضمن سلسلة من الكتب التي نراهن أنها ستتوالى لتضيف إلى معارفنا جديداً تلو جديد.
مختتماً حديثه بالقول أن الدكتور مفيد الحالمي هو مفيد المفيد في شتى مجالات الحياة وأنه يمثل مشروعاً فكرياً عملاقاً له خصوصيته وخصائصه وفرادته.
وإلى جانب مقدمة المقالح .. حرص الفيلسوف العربي المعروف د. عمر عبدالعزيز على تواجده في هذا المخطوط الهام حيث قال في توطئة الكتاب:
- "أن التجوال في عالم النصوص الدلالية للمؤلف مفيد الحالمي المشمول بثقافة عالمة يفيض بنا نحو أبعاد مفاهيمية إنسانية كبرى وبأنها شكل من أشكال الديالوج .. وأن نصوص الكتاب المختزلة تذكرنا بلطائف الكلام وتعددية المعاني والمسافة الناظمة للعلاقة بين الوجود والموجود .. وتذكرنا بما كان عليه الحكماء والفلاسفة".
وأشار الدكتور عمر أن:
- "التنويعات التي قدمها المؤلف قد عملت على إكساء المفردة العربية معانٍ متعددة، كما إنها تعقد مقارنات ثنائية بين التقابلات اللفظية القاموسية التي تشف عن واحدة من أخص الخصائص في لغة العرب .. ولا الأمر من حضور المنطق بشكليه الذوقي والجبري مما يحيلنا إلى فضاء فلسفي لا نجد له جواباً لسؤال محدد .. والتي تمنحنا فرصة استثنائية في التقاط وإدراك المعاني خارج السياقات التقليدية".
مؤكداً في ختام حديثه أن:
"مثل هذه المؤلفات الصادرة عن دربة مديدة، وتأملات متصلة، وتنقيب عن أحوال الوجود، تمثل مرجعاً معنوياً وأخلاقياً لمن يريد التصالح مع ذاته ومجتمعه".
أما الناقد الأدبي الدكتور عبدالرحمن الصعفاني نائب عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء فيقول:
- "أن الكتاب برغم حجمه المحدود بعيد الحد، عالي الجزر والمد... فهو المفيد من مفيد في (شذرات فكرية تأملية) تطوّف بك بعيدا في فضاء المعنى المستهدف وتقليباته، تقرنه بضده، وتسعى لاستيفاء تشظياته، وتسطر المفردة وتشجيراتها الممكنة والمحتملة لدى الكاتب بصخب التأمل وخصب التفكير.
وإن ما يميز الكتاب هو تلخيصه للروح المفيدية المبثوثة في جل كتاباته حيث انفتاح الروح على الدال والمدلول معا، اللفظ والمعنى والحياة بشفافية ورحابة بوح تتوغل في المعنى وإمكاناته ببذخ حتى تمتصه لأقصى مداه.
وأن ما يدهشك فيه قدرة مؤلفه على الغوص بعيداً داخل فكرة واحدة محددة أو مفردة معينة أو ثنائية متضادة فيتوغل في تقليب معانيها أو إيحاءاتها أو تناقضاتها أو تأملاتها في وقعها في الحياة وتناميها في تفاصيلنا الموغلة في بشريتها حينا أو ملائكيتها المنشودة غير المدركة في حين آخر.
ويضيف الصعفاني بأن "الأديب مفيد الحالمي يبحث عن المعنى المختلف بشغف ثم يراقصه بوعي وبمغامرة أحيانًا، ويدخل معه وفيه بعيداً في مناطق الدهشة يستوفي مساحاته أو يكاد في قدرة وصبر لافتين.
إنه يمارس الكتابة بعشق وبانفتاح روحي فائض الشفافية يسلط الضوء على تفاصيلنا الداخلية في الحياة والناس بكل تناقضاتها وتناقضاتنا بلغة عذبة سلسلة تحلق في سماء المعنى الأنيق والمتجدد بتنويعاته المفيدة والرائقة".
🔘 ختاماً الجدير بالإشارة أن كتاب (مفيد المفيد) قد صدر ضمن سلسلة كتب الرافد حيث دأبت دائرة الثقافة - حكومة الشارقة في الإمارات على إختبار وإصدار كتاب شهري لأحد الأدباء العرب ممن تحيزهم اللجنة العلمية لدار النشر .. وقد وقع الاختيار على كتاب الحالمي ليكون هو كتاب الرافد لشهر نوفمبر للعام 2022م.
.
أدناه رابط الكتاب على محرك البحث جوجل.
https://arrafid.ae/Portals/0/Files/DigitalBooks/107/INPages_.pdf