تقرير/خاص:-
يقف محمد السعدي على ناصية مزرعته، يوزع أنظاره المتعرقة على أرجاء وادي حسان، يتحسس تربة الأرض ويدعو الله أن يتنزل عليها بالمطر الذي تأخر هذه المرة، وقبل أن ينتهي من تضرعه يضيف باسما " وجنبنا السيول يا الله".
يصف محمد وضعه في المكان ذاته قبل عدة أشهر من اليوم، يقول أنه من حينها توقف عن زيارة المزرعة بفعل اليأس الذي خلفه نقص المحاصيل لهذا العام والجفاف المائي وارتفاع أسعار الوقود، عدا أن اهتماما زراعيا يعاوده اليوم، مع إعلان دولة الإمارات بناء سد حسان.
لا يخفي محمد ابتهاجه الذي يتشاركه مع جيرانه من المزارعين، يؤكد أن الأعوام القادمة ستكون حافلة بالمحاصيل ويلخص ذلك بالقول" كانت أبين السلة الغذائية للجنوب، واليوم تتأهب لاستعادة دورها بحجم أكبر من سلة".
وأعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي توقيع المرحلة الأولى من مشروع بناء سد حسان، واصفا المشروع الإماراتي بأنه" تجديد الالتزام بجعل بلدنا أكثر أمانا، واستقرارا، ورخاء، وليس مصدرا للموت، والجوع، والخراب كما يريده النظام الإيراني".
واحتفى ناشطون يمنيون بالمشروع الذي وصفه خبراء بالاستراتيجي نظرا للأهمية الاقتصادية التي مثلتها أبين للبلد عبر قطاع الزراعة الذي يمثل 70٪ من مقومات الاقتصاد في اليمن.
وقال خبراء في الاقتصاد أن المشروع يعزز ثقة اليمني بمصادره الانتاجية ليستعيد قدرته على تطويع الأرض بزراعة المحاصيل وهو ما يعني تحسين مستوى دخل الأفراد والمجتمع.
وتأتي الأهمية الاقتصادية لسد حسان هو تزويده لمناطق شاسعة في أبين بالمياه العذبة وهو ما يؤمن المخزون المائي لفترات طويلة كما يقي الأودية من تهديدات السيول والجرف.
وفي منشوراتهم المرحبة، ثمن ناشطون الدعم التنموي لدولة الإمارات وفهمها الحقيقي لاحتياجات الناس وأولوياتهم الخدمية، مشيرين إلى أن أهمية المشروع ليست في تقديم المياه بل تحريك عدد كبير من الأيادي العاملة لموظفين جدد بحسب تأكيد مؤسسة المياه.