صدى الساحل - عدنان حجر
في تقارير سابقة منشورة حول الحرائق المتكررة في مخيمات النازحين في المناطق المحررة من محافظة الحديدة في الوعرة والعليلي واليابلي وبني جابر، ومركوضة ومخيمات اخرى. والتي خلفت كوارث وماسي للنازحين في تلك المخيمات. وقد نبهنا في تقاريرنا الجهات المعنية بالنازحين من سلطة محلية ومنظمات إغاثية إلى ضرورة وقف تكرار هذه الحرائق بالعمل بإعادة بناء المخيمات بما يجعلها صالحة للعيش وآمنة للحياة. وتسالنا هل نتوقع من تلك الجهات مجتمعة ان تقوم بمسؤولياتها تجاه النازحين. ام أن مخيمات أخرى ستحترق وتتكرر المأساة. وقلنا سننتظر وسنرى وسيبقى السؤال قائما للأيام القادمة.
يوم أمس السبت 12 نوفمبر2022م احترق مخيم الجشة في مديرية الخوخة بالحديدة ليقدم لنا الإجابة على تساؤلاتنا السابقة بالتأكيد على تكرار الحرائق في مخيمات النازحين نتاج لذات الحرائق السابقة في مخيمات سابقة لنفس الأسباب إهمال السلطة المحلية والمنظمات الإغاثية لعدم قيامهم بمسؤولياتهم تجاه النازحين وعدم مبادرتهم بوقف استمرار وتكرار الحرائق وعدم مباشرة العمل بإصلاح مخيمات النازحين بما يجعلها صالحة للعيش وآمنة للحياة.
حريق الجشة التهم عشرات المنازل التي تسكنها مئات الأسر والاف من البشر ولحقت بالنازحين جراء هذا الحريق اضرار تضمنت احتراق كافة محتويات المنازل ونفوق مواشي وفقدان ممتلكات شخصية ..والأسباب لا تختلف عن أسباب الحرائق السابقة خطا استخدام نازح أو نازحة للغاز أو المواقد في مخيمات سهلة استقبال أي اشتعال وان الرياح قد ساعدت في سرعة الاشتعال ووصول الاشتعال إلى ذلك العدد من المنازل التي احترقت ..لأن مخيمات النازحين في الساحل التهامي مكونات بنائها مخالفة لمواصفات مفوضية اللاجئين كونها مبنية من القش وسعف وجذوع النخيل والصفيح والخشب والأشجار وطرابيل الخيام… وكلها مواد مساعدة على الاشتعال ويكون للرياح دورا في سرعة انتشار الحريق.. الى جانب جهل وعدم وعي كثير من ساكني المخيمات في الاستخدام الخاطئ للمواد والأدوات المشتعلة داخل مساكنهم وخاصة الخيام منها.
مئات الأسر والاف من البشر باتوا في العراء وسيظلون في العراء والبرد والرياح والغبار وخوف وفزع الاطفال وأنين المرضى ودعاء المتضررين على من أهمل رعايتهم وتركهم يواجهون ظروف وصعوبات وقسوة الحياة ومخاطر الحرائق والامطار والسيول حتى تمتد إليهم ايادي الخير والإغاثة والرعاية والاهتمام ..
النازحون في مخيمات النزوح في الساحل التهامي يتعرضون وبصورة متواصلة لكثير من تبعات الحرب النزوح والآلام والجراح والتشرد والقهر والسيول والامطار والرياح والحريق والفقر والأمراض والاوبئة والحرمان من حقوقهم كنازحين والاهمال وعدم الرعاية والاهتمام وهي كوارث وماسي انسانية تأبى إلا أن تحول دون امان واستقرار النازحين من أبناء تهامة في مخيمات النازحين في مناطق ومديريات الساحل التهامي على وجه التحديد خلافا لبقية المخيمات في العاصمة عدن ومخيمات أخرى في المحافظات الأخرى المحررة.
ما خلفته تلك الحرائق المتكررة في مخيمات النزوح والتي من معاناة وماسي انسانية واضرار بشرية ومادية لم تهز شعرة لتلك الجهات المعنية بالنازحين ولم تحركها للقيام بواجباتها ومسؤولياتها الرسمية والانسانية الاخلاقية. وهو الأمر الذي لا نتوقع أن يكون مخيم الجشة اخر المخيمات المحترقة لأن هذه الجهات تصر على استمرار الإهمال بدلا عن الاهتمام بها وهو ما سيجعل المخيمات تحترق باستمرار ودون توقف.