تحليل/خاص:-
ليست المرة الأولى التي يُقامر فيها الإخوان بمصير محافظة شبوة، مقابل بقائها موطئا لبعض عناصره، بينهم قيادات في تنظيم القاعدة، إذا ما تذكرنا تسليمه للحوثيين المديريات المحاذية لمأرب، في اتفاقية ضمنت ما تبقى من المحافظة النفطية الجنوبية، برعاية قطرية مقابل استلام الحوثيين لمأرب والثلث الأول من شبوة.
ويعطي خبراء ومتابعون مدلولا سياسيا وصيغة رياضية لما يحدث في شبوة باستلهام أحداث مشابهة لمعالة إحدى طرفيها أن تعيد مليشيا الحوثي تنضيد صفوفها في الشمال، وفي الطرف المكافئ منها يشتت الإخوان صفوف القوات الشرعية في الجنوب.
ويدفع تنظيم الأخوان لتعزيز تمرد قواته في شبوة، بعدد من المجندين بينهم عناصر في تنظيم القاعدة ومليشيات مسلحة استقدمها من مأرب وسيئون وأبين والبيضاء.
وفي الوقت الذي أدار فيه الإخوان معاركة الخاصة بغطاء الشرعية مستغلا فشل هادي، فإنه يدعم اليوم وبشكل صريح تمردا مسلحا في شبوة، وهو ما يؤكد أهمية المحافظة النفطية بالنسبة للإخوان.. وهي أهمية متعددة الأبعاد.
بالطريقة التي يحافظ بها الإخوان على بقاء الشمال في قبضة الحوثي، يخشون اليوم من خسارة آخر أوراقهم في الجنوب، الورقة القوية التي مثلتها شبوة في الأعوام الماضية، ففضلا عن كونها مركز نفوذ لتنظيم القاعدة بما يمتلكه من خبرات في إدارة سوق النفط، فقد لعبت المحافظة دورا حاسما في معارك خلط الأوراق سواء مع التحالف العربي أو استهداف القوات الجنوبية.
وكان مجلس القيادة الرئاسي قد اصدر حزمة قرارات أقال خلالها عدد من القيادات الأمنية في شبوة بينهم القيادي الإخواني الذي قاد معركة التمرد عبدربه لعكب، عدا أن تنظيم الإخوان مستمر في دفع عناصره إلى شبوة من محافظات مختلفة، بينهم عناصر حوثية وقعت في قبضة قوات العمالقة ودفاع شبوة.