نافذة اليمن - عدن
ترى أوساط سياسية محلية أن زيارة وفد عماني إلى صنعاء تندرج في سياق مساع لإقناع المتمردين الحوثيين بخفض سقف مطالبهم من أجل تمديد الهدنة الأممية التي تنتهي الثلاثاء.
وتوضح الأوساط أن التحرك العماني يأتي على ما يبدو بطلب من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، حيث فشلت تحركات المبعوثين الأممي هانس غروندبرغ والأميركي تيم ليندركينغ في التوصل إلى اتفاق مع طرفي الصراع بشأن التنازل من أجل تمديد الهدنة لمدة ستة أشهر إضافية.
وتقول الأوساط إن مهمة الوفد العماني هي دفع الحوثيين إلى التخلي عن مطالب من أجل تمديد الهدنة والتي ترفضها بشدة السلطة المعترف بها دوليا وفي مقدمتها دفع رواتب الموظفين في مناطق السيطرة الحوثية، وإعادة الخدمات، ورفع جميع القيود عن موانئ الحديدة ومطار صنعاء.
وتعتبر السلطة الممثلة في المجلس القيادي الرئاسي أنه لا يمكن القبول بمثل هذه الشروط المجحفة في مقابل رفض المتمردين تقديم أي تنازلات أو الإيفاء بالتزاماتهم لناحية بنود الهدنة وفي مقدمتها فك الحصار عن مدينة تعز، ووقف التحشيد العسكري في بعض الجبهات.
وأعلنت جماعة الحوثي الأحد وصول وفد عماني إلى صنعاء للتشاور حول تطورات الهدنة. جاء ذلك وفق بيان مقتضب صادر عن المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية ورئيس فريقها المفاوض محمد عبدالسلام.
وقال عبدالسلام “وصل صنعاء وفد من عمان الشقيقة للتشاور مع القيادة الحوثية حول التطورات المتعلقة بالهدنة، والمقترحات التي قدمها الممثل الأممي هانس غروندبرغ لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية”.
ولم يورد المسؤول الحوثي المزيد من التفاصيل عن أسماء أعضاء الوفد، بينما لم يصدر تعليق فوري من سلطنة عمان حول الأمر.
ولعبت عمان على مدى سنوات الحرب في اليمن دور الوسيط بين الحوثيين والسلطة الشرعية وحلفائها الإقليميين، وقد كانت بصمتها حاضرة في التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة التي أعلن عنها في أبريل الماضي لمدة شهرين جرى تمديدها مجددا في يوليو الماضي لتنتهي في الثاني من أغسطس الجاري.
ويقول مراقبون إنه رغم الانتقادات التي توجه من بعض مكونات السلطة تجاه دور عمان، إلا أن مسقط ساهمت بشكل مهم في تخفيف حدة الحرب، بحكم الروابط التي تجمعها بالحوثيين الذين لا يخفون ثقتهم بها كطرف محايد.
ويشير المراقبون إلى أن زيارة الوفد العماني قبيل ساعات فقط من انتهاء الهدنة، تعود لعجز المنظمة الأممية عن إجبار الجماعة الموالية لإيران على تليين موقفها، أو في إقناع السلطة اليمنية بالموافقة على الشروط الحوثية المستجدة.
ويلفت المراقبون إلى أنه من غير الممكن التكهن بمدى نجاح زيارة الوفد إلى صنعاء، حيث أن الأمر يبقى رهين حسابات الجماعة وأيضا حليفتها إيران.