نافذة اليمن - عدن
دون أدنى حياء، تحتفي مليشيات الحوثي باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، بعد 8 أعوام من جرائمها البشعة ضد اليمنيين، بشهادات المعتقلين.
ويرى معتقلون سابقا لدى مليشيات الحوثي، أن خذلان العالم لضحايا التعذيب في معتقلات الحوثي منح المليشيات الجرأة لتصل للاحتفاء في صنعاء بـ"اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب"، على مقربة من معتقلات تعج بآلاف الرهائن والمختطفين الذين يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب الوحشي.
في المقابل، لم يجد آلاف الناجين من المعتقلات الحوثية في المناطق المحررة من يحترم كرامة إنسانيتهم ويقدم لهم الدعم النفسي والقانوني ليمر "اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب" الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران الجاري من كل عام بلا ملامح، دون أن ترى شعوب العالم جزءا من مآسي اليمن المنسية.
وتصنف انتهاكات التعذيب في معتقلات الحوثي بأنها جريمة بموجب القانون الدولي، ووثقت تقارير حقوقية تعرض أكثر 600 معتقل للتعذيب العام الماضي فقط.
ويتحدث الناشط والإعلامي حمزة عبدالرقيب الجبيحي الذي اعتقلته المليشيات لأكثر من 1855 يوما، عن تجربته في سجون الحوثي: "كان الحوثيون يتلذذون بتعذيبنا ويخبروننا صراحة دعوا المجتمع الدولي ينفعكم".
ويتهم المعتقل الذي خرج بصفقة تبادل أسرى محلية قبل أشهر المجتمع الدولي بالتماهي والخذلان لعدم تحركه في مسألة قادة مليشيات الحوثي وعدم محاسبتهم حتى اللحظة على جرائم التعذيب.
وقضى الجبيحي، 5 أعوام من عمره في معتقلات الحوثيين بين صنعاء وتعز، حيث اعتقلته المليشيات في 31 أغسطس/أيار 2016، وكان شاهدا على أحد فظائع السجون الحوثية التابعة لما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" الذي شيده الانقلابيون مؤخرا.
وتحدث الجبيحي، بمناسبة مرور اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، عن صنوف مختلفة من التعذيب الذي تعرض لها في سجون مليشيات الحوثي والتي تنوعت بين الصعق بالكهرباء والضرب بالأسلاك الكهربائية والتعليق لساعات طويلة.
ويتابع المعتقل السابق تجربته المريرة، قائلا: "تعرضت للإصابة بانزلاق في العمود الفقري وأعاني أمراضا عديدة إثر التعذيب، ومثلي الكثير ممن أصيبوا وتمزقت شرايينهم، وأصيب آخرون بالشلل بجواري".
ويسترسل: "كنا نتعرض للضرب بين فينة وأخرى بخلاف أيام الاستجواب التي كانت تشمل شتى صنوف التعذيب.. لكن لاحقا كنا نتعرض بين شهر إلى شهرين للتعذيب بلا مبرر بعد إخراجنا من الزنازين وترهيبنا بشكل وحشي وقاسٍ".
كما تم إجبارنا -يقول الجبيحي- على "اعترافات بالقوة والتوقيع على عرائض اتهامات، ونحن مكبلون ومعصوبو الأعين، وكان الرش بالماء البارد في شدة البرد القارس في صنعاء بعد منتصف الليل أحد أكثر أنواع التعذيب قسوة".
وتابع الإعلامي أن" الكثير من الزملاء أصيبوا بأمراض مختلفة، وكان الحوثيون يركزون بشكل أكبر على تعذيب الصحفيين والناشطين السياسيين والحقوقيين المعتقلين في جهاز المخابرات التابع للمليشيات".
وتتنوع انتهاكات حقوق الإنسان في السجون الحوثية من التعذيب المباشر إلى التجويع والحرمان من الغذاء الى جانب غياب الرعاية الصحية وتجاهل علاج المرضى.
فأمام أعين حمزة وفي نفس زنزانته، لفظ 5 معتقلين أرواحهم بعد تعرضهم لتعذيب قاس وحرمانهم من أي تدخل طبي، وهم نموذج للعشرات ممن قتلوا داخل سجون الموت الحوثية.
ودعا الناشط والإعلامي الجبيحي المجتمع الدولي إلى تحقيق مبدأ الإنسانية باليمن الذي ينتهكها الحوثيون، مطالبا أحرار العالم بالتحرك للضغط على مليشيات الحوثي لإطلاق جميع المعتقلين دون قيد أو شرط.
كما حث القيادة اليمنية على تكثيف نشاطها في هذا الملف الإنساني والتحرك لإيجاد دعم نفسي وقانوني ومالي للضحايا الناجين، كجزء من ترميم أرواحهم على حد تعبير الصحفي اليمني.
وشدد الجبيحي على أهمية بدء المحاكمات لقادة مليشيات الحوثي أمام القضاء اليمني وأمام المحاكم العالمية كجزء من المحاسبة وإنقاذ المعتقلين الذين يتم اتخاذهم دروعا بشرية وتستمر بتعذيبهم حتى اليوم.
في السياق، طالبت منظمة "أمهات المختطفين" باليمن، (غير رسمية) بضرورة مساءلة ومحاسبة مرتكبي التعذيب والآمرين من مليشيات الحوثي ومعاقبتهم.
وطالبت في بيان، بمناسبة مرور اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب بمساءلة الجناة من قادة الحوثي لتحقيق العدالة وكجزء من مساندة الضحايا ودعت لتوفير الدعم القانوني والنفسي والاقتصادي لهم.
واستغربت المنظمة من التجاهل غير المبرر من المنظمات والجهات المعنية الدولية والمحلية لضحايا التعذيب باليمن، مشيرة إلى توثيقها تعرض أكثر من 600 معتقل داخل السجون الحوثية لسوء المعاملة والإهمال الطبي.
وتأمل "أمهات المختطفين" أن تنتصر العدالة ويجد ذووهن من ضحايا التعذيب الحوثي من يطبب آلامهم وجراحهم الناتجة عن تعذيبهم جسديا ونفسيا.
وقالت أم معتقل: "يجب أن يعلم الحوثيون مرتكبو جرائم التعذيب أن العالم سوف يسعى بيقظة إلى المساءلة عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.. العدالة والمحاسبة ضرورية"