كتب – محضار بن طهيف – رانيا بكر إخوانها وأخواتها وبكر عمادة رابطة حب أسرتنا المتراحمة ولله الحمد، وهي بما فضلها الله أن تكون بكر إخوانها وأخواتها فقد ملأت وجداننا حيوية، وروحانية، وإجلال وتعظيم لذي الجلال والإكرام، الذي يزرع ويسقي حب الأبوين لفلذات أكبادهم! فسبحانه كيف يجتاح حبهم قلبي الأبوين حتى الثمالة، حتى إننا نتذكر لذلك حب أبوينا لنا من حبنا لأبنائنا – رحم الله والدي -. رانيا هي فلذة كبدي، وهي طفلتي الأولى، أو فرحة، كانت تنمو أمامي بعمرها يوما بعد آخر، ومعها تكبر طموحاتي، وكل لحظة منها حالة متجددة تملأ جوانحنا وبيتنا فرحا وسرورا. رانيا أول ابتسامة نقشتها على جدار القلب وأول حرف نطقته كتبته على نون العين. رانيا قبل أن تحبو كانت ترنو إلي بفرح وتندفع من حضن أمها وكأنها عصفورة تنطلق من عشها إلى فضاءات العالم الرحب، بفطرتها الربانية تدرك أنها تندفع إلى حضن أبيها الحصين والآمن _ سبحان الله العظيم _ لحظتها أحس أن حبها يهز مطاحن أسناني من فرط حبي لها وشوقي لابتسامتها. كنت أودعها في الصباح الباكر وأحملها وسط نون العين، أيقونة يومي التي تطل عليا ابتسامتها فرحا في معترك الكفاح. إنها العلاقة الأبوية بين الأب وابنته، وما بين قول تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى) يوم ميلادها وما يحس في القلب من كضمة ويعتري الوجه من سواد، وبين إكرام الله للبنت في الإسلام، فرانيا من بواكير أيامها الأولى تأسر قلب أبويها، ولا غرابة في ذلك فالأنثى مستودع الرحمة التي زرع فيها الله رحم المشيمة الذي فيه مزرع الإنسانية، المحفوفة بالرحمة والحب والحنان. ونحن من فرط حبنا لابنتا رانيا جئناها أنا وأمها عنوةً نشاركها أعظم فرحة كنا نظن أنها لن تبلغها، وأنني سبب في عدم نيلها أعلى الشهادات العلمية الجامعية، مثل إخوانها وأخواتها جميعا، الذين ولله الحمد نالوا شهاداتهم الجامعية وآخر العنقود رخصة طيران إرضاء لرقبته في التحليق بالهواء والذي بإذن الله سأشاركه تخرجه من الجامعة قسم ريادة الأعمال في شهر تسعه من هذا العام باذن الله من جامعة seneca college تورنتو كندا. اليوم ولله الحمد ونحن في بلدنا الثاني(كندا) نشارك فلذة كبدي ابنتي رانيا حفل تخرجها من جامعة (Algonquin college) وهي اليوم في سن الرابعة والثلاثين من عمرها المديد إن شاء الله إلى 100عام بعد اليوم. ولرانيا قصة نجاح أختصرها هنا: – تزوجت رانيا ابنتي بسن مبكر لابن أختي، ولم تكمل شهادتها الثانوية، وعند إقامتي وجميع أفراد أسرتي في كندا لنيل الجنسية الكندية والدراسة، كانت رانيا هناك في محراب بيت الزوجية حيث أصبحت أم مبكرة لكنها نعم الأم رانيا، ونعم الزوجة المثالية، رانيا التي ولله نشاركها اليوم فرحتها وهي تفيض فرحا وسرورا. وأكثر من ذلك تفيض قوة وحيوية وإصرار ا على المضي قدما بموكب العلم والعمل إلى حيث تواصل أداء رسالتها التي إن شاء الله يخلدها ويخلد قصتها الزمان ويحكي صراعها وإصرارها وحبها وإبائها، قصة من أعظم قصص الأمهات الناجحات بالنسبة لأبنائها، ولا أعظم من قصص الحب الأبوي المكلل بالحب والود والفخر بها والرضى عليها وقبل كل هذا الشكر لله العظيم الذي وفقنا لهذا، فما زالت فلذة كبدي تلك الأيقونة البرية التي تهتز لابتسامتها مطاحن أسناني من فرط حبي وشوقي لها. استطاعت أن تعود إلى التعليم بعد أكثر من عشر سنوات من الانقطاع، لم تمنعها حياتها الزوجية ومشاغلها الأسرية من ذلك، وها هي تحتفل بتخرجها من جامعة الجوتكوين في قسم التصميم وهندسة الديكور. -رانيا الأم المثالية الناجحة: ولله الحمد وهي اليوم في معية ابنتها أمام ناظري صورة مطابقة (لأختها) فعمر ابنتها (ربا طهيف) اليوم ١٧ عاما ويليها ابنها الكبير عبد الله ١٥عام، ثم أبنها الأصغر(محضار بن طهيف الأصغر) ٧أعوام، حفظهم الله وبارك فيهم جميعا. وهكذا كان كفاحها مثمرا، رغم أمومتها المبكرة، لكنها رانيا بكر أبوها محضار حاضرة في حيويتها، ناظرة إلى ما وراء الأفق حتى وهي في مخاض ولاداتها لأبنائها، لم تكن رانيا إلا أجنحة تتطلع إلى فضاءات العالم. وكانت مصرة على يقين أنها لن تبلغ غاياتها إلى بأجنحة العلم مهما بلغت التحديات والمصاعب. وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى حرص أبويها وأسرتها أن تسافر بأجنحة العلم إلى حيث قدر الله، بعد رحلة طويلة وشاقة من الكفاح من أجل تجنيس أولادها في كندا، ليعيشوا في بلد يصون كرامتهم، ثم التحقت لمواصلة الثانوية وتنال شهادة الثانوية العامة بتفوق من ثانوية(St Nicholas Adult High School) ثم واصلت دراستها الجامعية في كلية algonquin college إلى أن أسعدتنا بهذا اليوم الأغر، الذي أوفت فيه أبوها حلمه الذي كان يغص في قلبه كلما حضر تخرج إخوانها وأخواتها. وها هو محضار بن طهيف حاضر ليمتع ناظريه، بفرحة فلذة قلبه البكر، والتي تنال أعظم تكريم بلغته بجدها واجتهادها، في ظل مسؤوليتها وواجباتها الأسرية لقد مخرت عباب بحار الغرب تصارع أمواجها العاتية مثلما صارعت عواصف التصحر التي لم تستكين لها. وبتوفيق من الله تفوقت رانيا محضار بن طهيف اليافعي، بروح إيمانها القوية بسلاح مكارم الأخلاق وبما زرع أبويها وأهلها بها من قيم الحب والمكارم والجلال. ختاما وصيتي لفلذة كبدي: رانيا وأنتِ اليوم تنطلقين بأيمان وإصرار الصادقين المتفوقين إلى رحاب معترك العمل المؤسسي الذي شرعت تأسيسه، وبوركت كل خطوة تبتدئين سعيها (بسم الله الرحمن الرحيم) حفظك الله يا قلب أبويك النابض بالحب والحيوية، كوني عون لمن يستحق العون، وقدمي الخير لمن يستحق الخير، واجعلي تقوى الله نصب عينيك في كل حال. رانيا اليوم تطمنا بفضل الله علينا وعليها، وبعون الله وتوفيقه لن تكون رانيا إلا روح باره مفعمة بالأيمان ومتوجة برضى الوالدين، محبة للعطاء ساعية لإسعاد أسرتها وانسانيتها تحت عناية الله وتوفيقه وبرضاء الوالدين المقرون بالدعاء لها واخوانها واخواتها وجميع الأهل بالتوفيق والنجاح. كتبه والدك المسكون بحبك الكبير محضار بن طهيف 23يونيو 2022م_ كندا