بقلم: دكتور حسين الدياني
لفتني وأنا اتصفح قبل يومين في مواقع التواصل الاجتماعي منشور كتبه أحد كبار الصحفيين عن مقاتل شبواني كان قد أصيب بجروح بالغة في إحدى المعارك التي خاضتها قوات دفاع شبوة ضد التنظيمات الإرهابية.
يحكي الكاتب عن إرادة هذا المقاتل الذي يقول إنه تحدث معه هاتفيا، وينقل عنه مبديا الكثير من الإعجاب حماسته الشديدة للالتحاق برفاقه في قوات دفاع شبوة في الجهوز التي يسطرونها حاليا في تأمين المحافظة، ويتحدث عن حسرة كبيرة عبر عنها بصدق هذا المقاتل لا لشيء الا لإنه لن يكون جزءا فاعلا من هذه المرحلة التاريخية التي تؤسس فيها قوات الدفاع لعهد جديد من الأستقرار الذي سينعكس - بلاشك - إيجابا على حياة المواطنين حصريا في الجوانب المعيشية والاقتصادية وبالطبع الأمنية.
يقول الكاتب إن ما عبر عنه الجندي الجريح يعكس الشخصية الشبوانية بكل فيها من تدفق في الإخلاص للقضية التي يؤمن بها وهو أمر اتفق معه فيه تماما.
قصص الكفاح في شبوة كثيرة ولا حصر لها، لم تُحك معظمها ولا أخذت الاهتمام الكافي، ذاك الاهتمام الذي يقول للناس عوامل قوة هذه المحافظة. وهذا عبدالله مقلم عبدالحق واحد من أبطالها. فيه تتجسد شخصية المقاتل الشبواني الذي لا يرى مكانة سوى في المقدمة، يواجه مشاريع الموت والإرهاب.
إلى جانب رفاقه في دفاع شبوة الكثير من المعارك دفاعا عن شبوة وأهلها والقضية التي يؤمن بها، ويتحدث عن كل ذلك بفخر واعتزاز رغم أنه وأصيب في أحدى تلك المعارك ، وصمد رغم حصاره، وقاتل، ولم يستسلم. وينتظر في الأثناء الكثير من العمليات الجراحية، لكنه مصر على العودة إلى الميدان بل ويناشد قادته السماح له بما يقول إنها جهود الشرق التي سيتحدث عنها التاريخ وهو بذلك يشير الى المهام التي يقوم بها في إطار جهود تأمين محافظة شبوة وإعادة الحياة إليها، إلى جوار رفاق الكفاح في أقدس المعارك وأهمها دفاعًا عن القضية.
قال إن هذه اللحظات تاريخية وتستدعى تواجد الجميع في الميدان إلى جوار قوات دفاع شبوة التي تكافح من أجل إعادة الامن والاستقرار إلى المحافظة بعد استكمال تحريرها من ميليشيات الحوثي، ونجحت حتى هذه اللحظة، في إعادة الحياة إلى ما تم تحريرها أواخر ديسمبر وبداية يناير الماضيين، أتحدث هنا عن عسيلان وبيحان وعين، وفي جميع مناطق المحافظة.
واحدة من أهم ثروات محافظة شبوة هم هؤلاء الشباب ، هو الجندي الشبواني، هذا الجندي الذي لا يتردد للحظة في للدفاع عنها، للحفاظ على أمنها. توافد شباب شبوة تباعًا للانضمام إلى قوات دفاع شبوة، وبدأت هذه القوات في تثبيت الأمن والاستقرار بمختلف أرجاء المحافظة.
ما لم يتحدث عنه السيد كاتب المنشور المشار له في بداية هذا المقال، هو أن غالبية الشباب وغير الشباب في شبوة يتوقون لأن يكونوا جزءا فاعلا في الجهود التي تبذل حاليا على طريق بداية عهد جديد بعنوان الأمن والاستقرار، وصولا الى ازدهار منشود في مختلف المجالات سيحسن بلا شك من حياة المواطنين.