نافذة اليمن - عدن
أوضح الإعلامي الباحث محمود رشيدي المتخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن، أسباب ارتفاع درجة الحرارة في العاصمة عدن بصورة مفاجئة.
وقال رشيدي :"كما هو معروف عن محافظة عدن، بأنها محافظة ساحلية، وتتأثر تأثيرًا مباشرًا بهبوب الرياح الموسمية القادمة من مياه خليج عدن، وقد شهدت مياه خليج عدن خلال شهر أبريل هبوب رياح موسمية شمال شرقي، والمعروفة عند الصيادون والكثير من عامة الناس باسم أو مصطلح (الأزيب أو المزايب)، فهبوب الرياح الموسمية تلك، والتي هبت في أغلب أيام شهر أبريل، عملت على تلطيف الأجواء في محافظة عدن، وهو الأمر الذي شعرنا به طوال فترة شهر رمضان المبارك".
واضاف :"وبما أننا في الوقت الحالي قد دخلنا في شهر مايو، فإن هناك الكثير من المتغيرات المناخية الطبيعية لحالة الطقس سوف تشهدها مياه خليج عدن، فشهر مايو هو الشهر الفاصل بين إنتهاء موسم الرياح الشمال شرقي، وقدوم موسم الرياح الجنوب غربي في مياه خليج عدن، وخلال شهر مايو يحصل تغير طبيعي في حركة الرياح والبحر في مياه خليج عدن، ويكون البحر في كثير من الأحيان شبه هادئ، وهو الأمر الذي يعمل على إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وهذا ما سوف نشعر به على اليابسة في قادم الأيام، والسبب في ذلك هو أن الرياح الموسمية التي تتأثر بها محافظة عدن قد إنتهت، وتحديدًا الرياح الموسمية الشمال شرقي".
وتابع :"إذًا فموسم الرياح الشمال شرقي إنتهى، فهل هناك رياح تهب في مياه خليج عدن خلال شهر مايو يمكن أن نشعر بلطف الأجواء من خلالها؟....نعم هناك رياح تهب بين الفينة والأخرى في مياه خليج عدن، ولكن تلك الرياح يكون مصدرها من جهة الجنوب لمياه خليج عدن، أي هي رياح ليست بالموسمية، فالرياح الموسمية المتعارف بها في خليج عدن، هي موسم الرياح الجنوب غربي، وتهب هذه الرياح الموسمية خلال أشهر (يونيو_يوليو_وأغسطس)، والموسم الآخر هو موسم الرياح الشمال شرقي وهو أطول موسم رياح يشهده خليج عدن، حيث تهب فيه الرياح على مدى (سته أشهر) ... بداية من النصف الثاني من شهر (نوفمبر)، ولغاية آخر أسبوع من شهر (أبريل)،".
وأشار :"أما بخصوص الرياح القادمة من الجهة الجنوبية لمياه خليج عدن، فيها رياح خفيفة، ومتفاوته من حيث هبوبها، وليس لها أي تأثير قوي في هبوبها، بحيث تصل بعد ذلك إلى اليابسة، فتعمل على تلطيف الأجواء، ولكن لتلك الرياح مهمة أخرى في مياه خليج عدن، وهي تهيئة المناخ البحري والحياة والبيئة البحرية في مياه خليج عدن، وذلك من أجل إستقبال موسم الرياح الجنوب غربي في أول شهر يبدأ فيه هذا الموسم وهو شهر يونيو ... ونوضح لكم أمر واحد فقط، وذلك بما يتعلق بتهئية مياه خليج عدن لموسم الرياح الجنوب غربي ... ولكم أن تتخيلوا بأن حركة وسير الأمواج سوف تتغير، ففي خلال موسم الرياح الشمال شرقي تسير فيه الأمواج من جهة الشرق إلى الغرب، بينما في موسم الرياح الجنوب غربي، فإن الأمواج تسير فيه من جهة الغرب إلى الشرق، وأمر كهذا يحدث بسببه الكثير من المتغيرات في الحياة والبيئة البحرية لمياه خليج عدن، ولهذه فإن مياه خليج عدن تحتاج إلى فترة تهئية لتستطيع من خلالها التأقلم مع موسم الرياح الجديد، والقادم من جهة الجنوب الغربي، وذلك بعد إنتهاء موسم الرياح السابق، والذي كان قادمًا من جهة الشمال شرقي".
وأوضح :"ولهذا فإن هناك الكثير من المتغيرات المناخية الطبيعية التي سوف تشهدها مياه خليج عدن خلال شهر مايو، وهو ما سينعكس وبشكل مشاهد وملموس على اليابسة خلال الأيام القادمة، وأمور كهذه تحتاج إلى توضيح أكثر وسرد طويل، لنوضح من خلاله ما سوف يحدث ويحصل خلال شهر مايو في مياه خليج عدن، لكن في الوقت الحالي سوف يشعر المواطنون في محافظة عدن بحرارة الأجواء على عكس ما كنا نشعر به خلال فترة أيام شهر رمضان المبارك، وقد يتسأل البعض عن السبب في ذلك خاصةً وأن فصل الصيف لم يدخل بعد، ويعود السبب في ذلك إلى إنتهاء موسم الرياح الشمال شرقي، والتي كانت تهب فيه الرياح بشكل شبة دائم طوال فترة أيام شهر أبريل، إذ كانت تلك الرياح الموسمية تحمل معها تيارات هوائية بحرية باردة تصل بها إلى اليابسة، وكانت تعمل على تلطيف الأجواء في محافظة عدن".
ولفت :"وفي حال بدأت الرياح الموسمية الجنوب غربي بالهبوب خلال الأشهر المعهودة فيها وهي (يونيو _يوليو_وأغسطس)، فإن هناك ظاهرة طبيعية مصاحبة لموسم الرياح هذا، وتعرف بالبردة أو البلدة، وخلال ظهورها تنخفض درجات حرارة البحر إلى أقل من 15 درجة مأوية، ونتيجة لهبوب الرياح الموسمية تلك، فإنها سوف تحمل بإذن الله التيارات الهوائية الباردة من البحر، وتصل بها إلى اليابسة، فتتأثر بها ... وهنا قد نشعر بتحسن طفيف في الأجواء، وخاصةً في الكثير من المناطق الساحلية، إلا أن ذلك التحسن في الأجواء لن يستمر كثيرًا، ويعود السبب في ذلك إلى توقف الرياح الموسمية التي تعمل على ظهور تلك الظاهرة الطبيعية الموسمية، وكما أشرت سابقًا في مقالي هذا، بأن هناك أمور أخرى تحتاج منا إلى توضيح وسرد طويل، وإن شاء الله نتوفق بذكرها في مقال آخر في الأيام القادمة".