احتفل اليمنيون بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 26 سبتمبر والتي انطلقت في العام 1962 لتنهي عصوراً من الظلم والأستبداد ، ومع هذه الذكرى نحاول الإجابة على سؤال أساسي يبادر في أذهان أبناء الشعب، هل المليشيا الحوثية تؤمن بالنظام الجمهوري ؟
وسنحاول من خلال هذا التحليل معرفة دوافع المليشيا الهادفة الى القضاء على النظام الجمهوري والذي أصبح يخشى من إنهياره غالبية أبناء الشعب اليمني الأحرار باعتباره أحد ثمار ثورة 26 سبتمبر .
وللإجابة على السؤال الرئيسي لهذا سنحاول التطرق إلى نبذة تاريخية عن ثورة 26 سبتمبر وأهدافها وموقف المليشيا الحوثية من خلال دراسة القيادات الكاريزيمية في صفوف المليشيا الحوثية ابتدأ من بدر الدين الحوثي ثم حسين الحوثي وصولا الى قائد الحركة عبد الملك الحوثي .
اولا : ثورة 26 سبتمبر 1962م
ثورة 26 سبتمبر 1962م هي ثورة شعبية عارمة قامت بها الجماهير اليمنية ضد نظام الإمامة العنصري في شمال اليمن وقام خلالها الثوار بمواجهات مسلحة مع القوى المدافعة عن الإمامة لثمان سنوات (1962 - 1970).
بدأت الحرب عقب قيام المشير عبد الله السلال على الخروج عن الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن وسيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت الإمامة وقامت الجمهورية العربية اليمنية .
كان هناك دور رئيسي للنظام المصري في إنجاح ثورة 26 سبتمبر بعد أن أرسل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري لإنجاح الثورة.
انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكّهم حصار القوى الأمامية على صنعاء في فبراير 1968م والتي جاءت بعد انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باعتبار القوى الأمامية الوجه الرئيسي لاستعمار اليمن وجلب الدمار اليه كما تعمل المليشيا الحوثية اليوم .
ثانيا : موقف المليشيا الحوثية من ثورة 26 سبتمبر
حددت ثورة 26 سبتمبر سته أهداف للثورة ومن خلال هذه الأهداف نستطيع معرفة دعم المليشيا للثورة أم محاولتها دفنها .
1- يتمثل الهدف الأول في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .
استطاعت ثورة سبتمبر من تحقيق هذا الهدف بعد بسط النظام الجمهوري بكامل سيادته على الأراضي اليمنية وتم تحقيق نوعا من العدل لابأس به وتم إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات وأصبحت المناصب متاحة لجميع اليمنيين لكن المليشيا إعادة اليمن تحت وصاية إيران وصرف المرتبات فقط لسلالة بعينها بعد ان كانت متاحة لجميع اليمنيين وتم اعادة الفوارق الإجتماعية بل حتى في الإدعاء الإلهي بحق عبد الملك الحوثي في الحكم وبذلك هدمت المليشيا الهدف الأول بخطط مرسومة منذ سبعينات القرن الماضي بعد تدريس بدر الدين الحوثي الشباب في صعدة عن الثورة الإيرانية بعد نجاح انقلاب الخميني على نظام الشاة في إيران وهو ما دفع الحوثي للخروج بمظاهرة مؤيدة لذلك وتم خلالها إخماد الفتنة من قبل قوات الأمن اليمنية .
2- بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها
قامت المليشيا الحوثية باستهداف الجيش اليمني بدأ من الحرب الأولى في صعدة عام 2004م ثم تلتها سته حروب خلال الأعوام 2004م حتى عام 2009م وقتلت أكثر من 20 ألف جندي وضابط يمني وفقا لتصريحات أفتخر بها زعيم المليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي .
لقد قامت المليشيا بعد قتل أفراد وضباط الجيش اليمني بنهب أسلحة الدولة وتسريح بقية الأفراد والجنود والضباط واحلال جيش طائفي يتم من تعيين ومنح مقربين أكبر الرتب العسكرية دون دخولهم اي كليات عسكرية وتم تسريح الآلاف الضباط والذين تخرجوا من جميع الكليات العسكرية البحرية والجوية والشرطة .
3- رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا.
حطمت المليشيا الحوثية مستوى الشعب اليمني اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا فأصبح الفقر والمجاعة هو السمة الأبرز لحكم المليشيا كما انهارت بسببهم القيم الاجتماعية بعد دعمهم للثارات وتحاول الان تدمير المستوى الثقافي للشعب بالخرافات وغيرها من الأكاذيب .
4- إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف
قضت المليشيا على هامش الديمقراطية في اليمن بعد تحويلها اليمن إلى سجن كبير لجميع معارضيها كما أنها قضت على تجربة الانتخابات في اليمن والتي شهدت فيها انتخابات برلمانية خلال الأعوام 1997م وعام 2001م وعام 2003 م ، والتي تزامنت مع انتخابات محلية بل وصولا الى انتخابات رئاسية خلال عام
1999م وعام 2006م .
وعرفت اليمن العديد من الصحف والمجلات الأهلية والحزبية ونوعا ما من حرية الصحافة والتي قضت عليها المليشيا الحوثية بسجن الصحفيين بل وإصدار أحكام الإعدام في حقهم بتهم كيدية وقامت بحجب جميع صحف ومواقع المعارضة في شبكات الإنترنت وبذلك تهدم المليشيا في النظام الجمهوري .
5- العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة
أدى سيطرة المليشيا الحوثية على السلطة الى تقسيم اليمن وشرذمته فأغلب اليمنيين يرفضوا العيش تحت حكم ولاية الفقيه .
6- احترام مواثيق الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين والأمم ، لا تحترم المليشيا الحوثية أي مواثيق او اي إتفاقيات .
اخيرا : موقف القيادات الحوثية من الثورة
بدأ بدر الدين الحوثي كما قلنا سابقا بتدريس الشباب في صعدة عن الثورة الإيرانية بعد نجاح انقلاب الخميني على نظام الشاة في إيران وهو ما دفع الحوثي للخروج بمظاهرة مؤيدة لذلك وتم خلالها إخماد الفتنة من قبل قوات الأمن اليمنية .
وأعلن حسين الحوثي أكثر من مرة عن إعجابه بولاية الفقيه وهي التي يؤمن بها عبد الملك الحوثي وغيرهم من السلايين والذين يحاولوا من خلال الإدعاء الإلهي حكم اليمنيين ونهب اموالهم .