متابعات
ألقت جائحة كورونا (COVID-19) بظلالها على سير العملية التعليمية في مدارس مديرية المخا بمحافظة تعز غرب اليمن، إذ كانت تداعياتها لافتة على النشاط التعليمي، وخلفت آثار سلبية عدة على الطلاب، لا سيما طلاب المرحلة الإبتدائية.ناشطون ومثقفون ونخب اجتماعية في المخا خذوا من مالآت التعليق الكامل للنشاط التعليمي على الطلاب وعلى المنظومة التعليمة في ظل انعدام الحلول البديلة كالتعليم عن بعد بواسطة شبكة الإنتر نت وذلك لعدم توفر أبسط الإمكانيات المادية والتقنية، والافتقار للبنية التحتية الملائمة، وانقطاع الكامل للتيار الكهربائي منذ قرابة العامين نظرًا لما تعرضت له المخا خاصةً واليمن عامةً من دمار منذ اندلاع الحرب قبل زهاء الـ6 سنوات.
وعبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) في تقرير لها قائلة: أن توقف النشاط التعليمي أدى لتراجع قدرة الأطفال على القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية البسيطة وتضاءل ما يملكونه من مهارات تمكنهم من مواكبة التطورات في القرن الحادي والعشرين.
وفي سياق متصل قال الأستاذ قاسم الشاذلي مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية المخا أن ثمة آثار سلبية لتوقف الأنشطة التعليمية جراء جائحة كورونا في مديرية المخا و أهمها، التأثير السلبي على التحصيل العلمي للطلاب وخاصة في الصفوف الدنيا لعدم استكمال بعض المقررات والأنشطة الدراسية في بعض المدارس مما يعني انتقال بعض الطلبة من صف إلى صف دون تحقيق الأهداف المرجوة على أكمل وجه.
وأضاف الشاذلي ثمة آثار أخرى معرفية ومهارية ووجدانية ونفسية تتعلق بالتنشئة للأطفال وتؤثر سلبًا في السلوكيات بسبب العزلة والخوف من العدوى وحرمان الأطفال من حقهم في التعليم واللعب، وبالتالي يضعف اكتساب بعض المهارات والمعارف و القيم التربوية الموجهة والهادفة إلى تنشئة الأجيال التنشئة العلمية السليمة.
ومما لا شك فيه أن المنظومة التعليمية في مديرية المخا معرضة للتوقف في أي لحظة خصوصًا مع ظهور موجات و سلالات متحورة من فيروس كورونا (COVID-19)، لا سيما في ظل غياب الخدمات الطبية والصيدلانية والوقائية، كما تشهد مدارس المديرية كثافة طلابية تفوق طاقاتها الاستيعابية، ما يجعل من إجراءات التباعد الاجتماعي مهمة فائقة التعقيد الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة إنسانية مروعة في حال تفشي الوباء مجددًا في المخا.
وكانت جميع المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية قد أغلقت أبوابها أمام الطلاب في كل محافظات ومدن اليمن بما فيها المدارس الواقعة في مديرية المخا، واستمرت فترة تعليق النشاط التعليمي قرابة السبعة أشهر منذ الـ16 مارس 2020 إلى منتصف شهر أكتوبر من نفس العالم، وتقدر الفترة الزمنية لتعليق النشاط التعليم بعام دراسي كامل.
“تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”.