كشفت مصادر خاصة لـ " الرصيف برس " عن تفاصيل هامة حول المواجهات التي شهدتها مدينة تعز بين عناصر الأمن وبكر صادق سرحان نجل القائد السابق للواء 22 ميكا.
وفي وقت سابق أعلنت إدارة الأمن بأن 4 من عناصرها جرحوا في اشتباكات مع مسلحين تابعين لبكر سرحان وقالت بأنها جاءت بعد رفض مسلحي بكر تنفيذ أوامر قضائية بتوقيف اعمال بناء في أرضية جمال الترجمي بمنطقة المسبح.
المصادر أوضحت تفاصيل القضية الحقيقة التي دفعت بأمن تعز الى تحريك حملة أمنية ضد بكر، هو قيامه بالسطو على أرض تابعة لأحد القيادات التاريخية لجماعة الاخوان في تعز ويدعى هيال فرحان عبدالسلام والذي توفي العام الماضي.
وبحسب وثائق رسمية فقد تمكن صادق سرحان والد بكر من استخراج ترخيص بالبناء من مديرية القاهرة على الأرض قبل نحو أسبوع ، في حين تظهر وثيقة أخرى وجود ترخيص بالبناء على ذات الأرض باسم هيال فرحان وصادرة عام 2004م.
في حين تظهر وثيقة رسمية توجيه من قبل الوكيل عارف جامل الى مدير عام المديرية بإلغاء الترخيص ، في ذات اليوم الذي صدره فيه ترخيص البناء لصادق سرحان ، بحجة عدم الرجوع الى الاحكام القضائية التي تثبت ملكية الأرض للقيادي الإخواني هيال.
المصادر اشارت الى ان اسم القيادي الإخواني هيال هو من حرك الحملة الأمنية اليوم ضد بكر سرحان ، رغم وجود شكاوى عديدة ضد المدعو بكر سرحان ،وعزام فرحان وغيرهم من قيادة الإخوان لنهبهم أراضي وممتلكات عامة وخاصة لم تشهد أي تحرك من قبل السلطات الأمنية او العسكرية بتعز.
وكشفت المصادر عن جانب خفي من القضية ، يعود الى أحد الصراعات التي تدور في الخفاء داخل الأجنحة العسكرية لجماعة الإخوان في تعز ، لفرض النفوذ والهيمنة على القرار.
حيث اشارت المصادر الى ان الحملة الأمنية التي تم توجيهها اليوم ضد بكر سرحان جاءت بأوامر مباشرة من القائد العسكري للإخوان بتعز العميد عبده فرحان "سالم" مستشار قائد المحور في سياق محاولاته التخلص من نفوذ صادق ونجله بكر في تعز.
لافتة الى أن هذا الصراع تفجر بعد نجاح جماعة الإخوان في اخراج كتائب ابي العباس من المدينة ، والذي كان الهدف المشترك لأذرع وأجنحة مليشيات الجماعة ، ومثل اللواء 22 والمجاميع التي يقودها القائد السابق للواء صادق سرحان ونجله بكر رأس حربة في ذلك.
وبحسب المصادر فأن الأمر تحول الى صراع نفوذ بين سالم وسرحان ، ضمن صراعات النفوذ الداخلية بين اجنحة مليشيات الإخوان العسكرية ومنها الصراع بين سالم والقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي.
>> اقرأ المزيد : أرث الحمادي واللواء 35 يفجر الصراع بين أدوات الإخوان بحجرية تعز
مشيرة الى نجاح سالم في الإطاحة بسرحان من قيادة اللواء 22 ميكا في منتصف ديسمبر من العام الماضي وتعيين العميد محمد المحفدي قائداً للواء بدلاً عنه ، الا أن ذلك لم يؤثر كثيراً في المشهد مع بقاء نفوذ قوي لبكر داخل اللواء.
ورجحت المصادر ان تكون الحملة الأمنية التي وجهت اليوم ضد بكر في إطار هذا الصراع ، معتبرة ان الحديث عن أنها جاءت لـ "تنفيذ الأوامر القضائية" هو أمر يثير السخرية.
حيث لفتت المصادر الى ان سلطة الإخوان بتعز كانت قد منحت بكر سرحان شهادة تقدير أواخر عام 2019م بسبب " دوره الفاعل في حماية وثائق وممتلكات الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة".
المصادر ذكرت بعشرات جرائم السطو التي تعرض لها ممتلكات الدولة والمواطنين في تعز على يد القيادات العسكرية الإخوانية ورفضها تطبيق أوامر القضاء والنيابة بل وتهديد أعضاء النيابات والمحاكم على خلفية اصدارهم لهذه الأحكام والأوامر ، وعلى رأسهم المدعو عزام نجل القائد العسكري للإخوان العميد عبده فرحان سالم.
وصدر بحق عزام أوامر بالقبض القهري من النيابة الجزائية في عدن في أكتوبر من عام 2019م على خلفية تهديده القاضي بكيل القباطي بالقتل بسبب إصداره بالحكم لصالح أحد المواطنين بتعز قام عزام بالسطو على ارضيته بقوة السلاح في جبل الجهوري ومايزال حتى اللحظة.
وبعد مرور عامين كشفت وثيقة رسمية اواخر الشهر الماضي عن استمرار المدعو عزام في الاعتداء على الأرض ، حيث وجه المحافظ نبيل شمسان قائد المحور اللواء خالد فاضل بتنفيذ أوامر القضاء ، وإيقاف المدعو عزام عن مواصلة اعتداءه.
>> اقرأ ايضا : مواجهات بين الأمن ومسلحي نجل صادق سرحان بتعز
ولعل اشهر حادثة شهدتها تعز كانت مقتل المواطن محمد علي مهدي قعشة في أواخر أغسطس من العام الماضي في حي مدينة النور على يد افراد من اللواء 17 الخاضع لسيطرة الجماعة ، بسبب إصراره بالمطالبة باستعادة منزلين تابعين له سطت عليهم جماعة الإخوان عبر القيادي الاخوان باللواء العميد عبده حمود الصغير ورفض اخلائها حتى الآن .
