طالب مجلس الأمن الدولي، في بيان له أمس الخميس، مليشيا الحوثي بالسماح لمفتّشين دوليين التفقد بدون تأخير” للناقلة النفطية المتهالكة صافر الراسية قبالة سواحل اليمن.
وأصدر المجلس بيانه في ختام جلسة عقدها بطلب من بريطانيا، بعدما أعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية أنّ مساعي السماح لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة بتفقّد السفينة وصلت إلى طريق مسدود.
وفي بيانه حث أعضاء مجلس الأمن الـ15 مليشيا الحوثي على تسهيل وصول آمن وغير مشروط لخبراء الأمم المتّحدة، لكي يجروا تقييماً محايداً وشاملاً، بالإضافة إلى مهمة صيانة أولية، بدون تأخير.
وخلال الجلسة أبلغ مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أعضاء مجلس الأمن، أنّ بعثة المفتّشين “لا تزال على استعداد للذهاب” إلى اليمن لتنفيذ مهمّتها.
وقالت رينا غيلاني المسؤولة في أوشا إن هذه المهمة ستظلّ جاهزة ما دام لدينا تمويل من المانحين.
لكنها حذرت من أن بعض هذه الأموال سيبدأ بالنضوب قريباً، لذلك نأمل أن تبدأ الأمور بالتحرّك بسرعة أكبر بكثير.
وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ حصول تسرّب نفطي من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر الأحمر، وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لليمن.
من جانبه جدد المبعوث الأممي الى اليمن مارتن جريفيث، يوم أمس الخميس، التحذير من مخاطر الكارثة التي سيتسبب بها خزان النفط صافر العائم في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، مذكراً بالانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت وما سببه من كارثة.
وقال جريفيث في نقاش مع نشطاء وإعلاميين عبر الإنترنت، "أعتقد أننا بدأنا في هذه القضية من وقت طويل جداً لإيجاد التوافق على آلية عمل تسمح لفريق العمل بالوصول إلى السفينة وتقييم وضعها، وكل مرة يقدم الحوثيون مطالبات جديدة"، بحسب ما نقله عنه موقع "المصدر أونلاين" الإخباري اليمني.
وكانت ميليشيا الحوثي الانقلابية، أعلنت، الثلاثاء، أن مشاوراتها مع الأمم المتحدة لتنفيذ ما وصفته باتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان العائم صافر، "وصلت إلى طريق مسدود"، وذلك في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من انهيار محتمل في ذروة الحرارة الصيفية للناقلة المحملة منذ ست سنوات بأكثر من مليون برميل من النفط الخام قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، غربي اليمن.
والأربعاء حملت الأمم المتحدة مليشيا الحوثي مسؤولية أي تداعيات بشأن خزان صافر وذلك عقب فشل مفاوضات بين الجانبين ووصولها لطريق مسدود.
وعرقلت مليشيا الحوثي في فبراير الماضي، وصول فريق الأمم المتحدة لناقلة صافر وهو ما أعتبرته الأمم المتحدة حينها دلائل مقلقة، إذ سبق وتراجعت لأكثر من مرة عن التزاماتها.
وتثير سفينة صافر التي لم تتلق أي صيانة منذ الانقلاب الحوثي أواخر 2014، مخاوف العالم إذ لازالت عرضة لخطر تسرب النفط أو الانفجار أو الحريق.