حسن علي؛ مواطن في العقد الربع من العمر، وهو من أبناء الحديدة، بُترت قدمه وأصيبت إحدى عينيه، وأصيب ابنه هيثم بعينيه هو الآخر، إثر انفجار لغم من مخلفات مليشيات الحوثيِّ المدعومة من إيران.
يقول (حسن): انفجر بي لغم من مخلفات مليشيات الحوثيِّ؛ إذ كنتُ على جاري جَمل (عربة تقليدية)؛ ذاهبًا خلف عملي أطلب الرِّزق من الله. ويضيف: بُترت قدمي اليمنى وكُسرِت الأخرى، وكذلك أُصبتُ بعيني.
ويزيد، مشيرًا بيديه إلى ابنه هيثم الذي لم يتجاوز سن البلوغ قائلًا: طفلي أصيب بعينيه وصار غير قادر على الرؤية بها.
ونزح (حسن) بجراحه مع زوجته وأطفاله الثلاثة من قريتهم في المسنا، بمديرية الدُّريهميّ إلى قرية الباب في المديرية نفسها؛ ليستقروا داخل عشة لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف؛ إذ لم يَعُد يطيق العيش بالمسنا بعد تلك الحادثة الأليمة.
تحدي الإعاقة:
أُعيق (حسن) جسديًا، لكن الإعاقة لم تصل إلى روحه، وشعر بالألم ولكنه لم يتخلَّ عن فلذات أكباده، فقد تضاعت معاناته مع النزوح؛ كونه ربَّ أسرة، وليس لديه مصدر دخل يعول منه على أسرته غير العمل اليوميّ بالسعي على قدميه التي بُتر إحداهن.
ومن رحم تلك المعاناة، تحتم على (حسن) إيجاد طريقة تمكنه من العمل لتوفير لقمة العيش الكريم، فقد قام بتركيب عجلتين إضافيتين لدراجة نارية، واستطاع بها التنقُّل والعمل عليها.
وفي هذا يقول، مليشيات الحوثي زَرعت لنا الألغام بجوار المنازل وفي الطرقات وسادتنا حالةً من الخوف والهلع على حياة أطفالنا، ومن ثم نزحنا وحالنا لا يعلمه إلا الله، ولكن الحمد لله حصلت على موتر (دراجة نارية)، واخترعتُ لها عجلتين، وتمكنتُ من التَّنقل بها والعمل عليها؛ لتوفير قوت أولادي.
وسببت ألغام مليشيات الحوثيِّ في حصد أرواح آلاف المدنيين في مناطق الساحل الغربِيّ؛ التي صُنّفت بأنها تضم أكبر حقل ألغام على مستوى اليمن. وآلاف آخرون تعرضوا للإعاقة وتشوهات مثل المواطن (حسن)، غير أنَّ الأخير تغلّب عليها بإرادة حديدية وفقه الله لها.