لليوم السادس على التوالي يستمر طلاب اليمن المبتعثين في الخارج اعتصامهم الإلكتروني المفتوح الذي دشنوه الخميس الماضي.
الاعتصام المفتوح والذي يقام عبر تقنية الاتصال المرئي (برنامج زووم) ويتم بثه على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك يأتي بهدف الضغط نحو إيجاد حل شامل وجذري لمعاناة الطلاب من تأخير مستحقاتهم المالية.
وجدد الطلاب دعوتهم لوزارة التعليم العالي إلى وضع خطة استراتيجية شاملة لحل قضايا الطلاب دون تجزئتها أو حصرها في موضوع الأرباع المتأخرة فقط.
وأكد الطلاب بانهم مستمرون في اعتصامهم الإلكتروني خلال أيام عيد الفطر المبارك وسيقضون العيد مباشر في الاعتصام لإيصال معاناتهم لوزارة التعليم العالي والحكومة اليمنية لاستشعار حجم المعاناة التي يعانيها الطلاب وخاصة في ظل الظروف الإستثنائية التي فرضها وباء كورنا والذي أدى إلى وفاة زميل لهم في الهند طالب عادل الحارثي.
وقال الطلاب بأن حجم معاناتهم وصل الى حد عدم مقدرة بعض الطلاب على شراء الكمامات ناهيك عن إمكانية الحصول على العلاج فيما حالة اصابة أحدهم بالوباء.
الدكتور عبدالرقيب عبدالوهاب راجح طالب دكتوراه في الهند أشار الى ان الطلاب ومنذ أكثر من مائة وعشرين ساعة وهم يناشدون في الاعتصام الالكتروني المفتوح عبر تطبيق الزوم العالم والحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التعليم العالي لحل قضيتهم.
داعياً الطلاب لانتزاع الحقوق بحسب القانون عبر الضغط على المستوى المحلي والاقليمي والدولي ومع الحقوقيين والصحفيين والناشطين ، حتى يتم اعتماد آلية منتظمة ومزمنة وفتح نوافذ اتصال ونواصل مباشر مع قيادة وزارة التعليم العالي ونشر كشوفات الاستحقاق بشكل دوري أمام الطلبة المستفيدين منها.
ويضيف راجح : تحت ضغط قلق الانتظار المستقبل والحلم المنشود وفي مخيلة الطلبة واسرهم وبفارغ الصبر وتحت مرارة الآلام ومعاناة الطلبة اليمنيين في دول الابتعاث و في حصار مرعب ليل نهار طول ساعات الموت بخناجر وباء الكورونا .تظهر قيادة وزارة التعليم العالي بتصريحات تؤكد استمرار الوضع الراهن لكارثة انتهاك الحقوق ورفع غطاء الحماية لنخبة الأمة اليمنية.
مشيرا الى ان ما وصفها بالقرارات مجحفة من قبل الوزارة "جعلت غالبية الطلبة في دول الابتعاث في ذهول وصمت رغم الألم كنا ننتظر سداد المتأخرات من المستحقات وحل كل المشاكل بل كنا ننتظر اسناد واجلاء مجاني للحالات الحرجة تحت شبح الكورونا وجاءت شروط وقرارات استلام المنحة السعودية تزيد الوضع سوء وكارثية تستلزم قضية راي عام حقوقي عالمي".
الطالب كهلان عاطف مبتعث للدراسة في روسيا يقول أن لجوء الطلاب الى الاعتصام الالكتروني جاء "بعد ان تقطعت بنا السبل ووصلت بنا المعاناة الى ما وصلت إليه من تجاهل وإهمال لمطالبنا و نظرا لاستخدام الطلاب المبتعثين في الخارج كافة الوسائل لإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية وأيضا بسبب الإجراءات المشددة لجائحة كورونا المرعبة التي منعت الطلاب من التظاهر امام مباني السفارات.
وأضاف : ولذا لجأ الطلاب إلى فكرة جديدة ومبتكرة لتوصيل أصواتهم إلى وزارة التعليم العالي وهو الاعتصام الإلكتروني المفتوح الذي فتح أمامنا كطلاب افاق واسعه للمطالبة بمستحقاتنا ونحن في اليوم السادس من الاعتصام الإلكتروني المفتوح وعلى مدى 24 ساعة وما زلنا مستمرون حتى تلبية جميع المطالب وحل جذري لجميع مشاكل الابتعاث.
ويوضح معاذ الصوفي مبتعث لدراسة الدكتوراة في ماليزيا ورئيس لجنة الاعتصام الإلكتروني المفتوح أن السبب الرئيسي في تراكم قضايا الطلاب هو الاستراتيجية المتبعة في حلحلة قضايا الطلاب وانه اصبح لزاما تغيير تلك الاستراتيجية التي فشلت في وضع حد لمعاناة الطلبة بل عملت على استمرارها وترحيلها إلى سنوات قادمة".
وأضاف : وهو الأمر الذي جعل الطالب في مناشدات وتظاهرات واعتصامات إلكترونية وفعلية دائمة بهدف إيصال فكرة واضحة لوزارة التعليم العالي لغرض تقديم حلول جذرية تكون على رأسها صرف مستحقات الطلاب لعام كامل والرسوم الدراسية لعامين دراسيين وإيقاف القرارات الصادرة مؤخرا والتي تخالف قانون الابتعاث وتعطل مسيرة الطلبة الدراسية.
وأكد الصوفي بأن الاعتصام الإلكتروني يحظى بمشاركة واسعة وقد شارك في الاعتصام ما يقارب 400طالب من مختلف دول الابتعاث بالرغم من انشغال الطلاب في دراستهم وبحوثهم ووضع شهر رمضان.
لافتاً الى أن الاعتصام تخلله فعاليات وحلقات نقاشية مطولة حول أداء الوزارة وتفنيد قانون الابتعاث وتم استضافة عدد من الشخصيات الحقوقية والإعلامية لمشاركة الطلاب اعتصامهم والاستماع الى معاناتهم والتضامن معهم.