يافع نيوز – عدن – خاص. من ضمن اهتمامات الدائرة الاقتصادية التابعة للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بالدور العلمي في المجال الاقتصادي، والإهمال المتعمد من قبل نظام 1994م، الذي لحق بالجنوب خلال ثلاثة عقود من الزمن، دشن الأخ فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والدكتور عبدالسلام صالح حُميد رئيس اللجنة الاقتصادية العليا للمجلس، وزير النقل والمواصلات، في العاصمة عدن، خلال الفترة من 28 إلى 29 مارس 2021م أعمال الندوة العلمية التي تقيمها الدائرة الاقتصادية في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي واللجنة الاقتصادية العُليا بالمجلس، برعاية كريمة من فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت عنوان: “الحرب الاقتصادية على الجنوب.. الوسائل – النتائج – المعالجات”. وفي الجلسة الافتتاحية لتدشين الندوة التي حضرها عضوا هيئة رئاسة المجلس نائبا رئيس الجمعية الوطنية الأخ لطفي شطارة والمحامية نيران سوقي، والمهندس نزار هيثم عضو هيئة رئاسة المجلس، رئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن، ألقى الأخ فضل الجعدي كلمة قدم فيها الشكر الجزيل والتقدير العالي لمنظمي الندوة التي تُعنى بالركائز الاقتصادية للجنوب، وما تعرض له في حرب 1994 من هدم للبنى التحتية وروافع الجنوب الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادي قبلها استفاد منه الناس في المدن والأرياف بكل شرائحهم. ودعا الأخ فضل الجعدي في ختام كلمته المشاركين في هذه الندوة العلمية إلى أن تخرج هذه الندوة بتوصيات تُساهم في معالجة محاورها والبحث عن حلول تساعد في إعادة الإعتبار لكثير من الصروح الاقتصادية، وبما يسهم في رفع المعاناة عن كاهل شعبنا الذي تكبدها خلال ثلاثة عقود من الزمن، وما زال يعاني منها. وفي كلمة له في تدشين الندوة العلمية، التي بدأت أعمالها صباح اليوم، وستختتم غدًا الاثنين، تحت شعار “نحو كشف حقائق التدمير الاقتصادي الممنهج على الجنوب”، بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء والمتخصصين الاقتصاديين، قدم الدكتور عبدالسلام حُميد الشكر للجنة التحضيرية من أعضاء اللجنة الاقتصادية العُليا والدائرة الاقتصادية في الأمانة، لما قدموه من جهود أثمرت بإنجاح إقامة هذه الندوة التي تناقش أبحاث وأوراق علمية مقدمة من نخبة من الأكاديميين وذوي الخبرات لتشخيص الحرب الاقتصادية على الجنوب بعد حرب 1994 الظالمة. وأشار الدكتور عبدالسلام حُميد إلى أنه تم استخدام الخصخصة كوسيلة لتدمير الاقتصاد الجنوبي بشركاته ومؤسساته التي قدمت كهبات وعطايا مقابل تحقيق نتائج في حرب 1994م، وكإنعكاس لموقف النظام الحاكم من القطاع العام الذي تم بناءه في الجنوب بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، بسلوكيات غير وطنية ولامسؤولة وسعت من دائرة الفقر والبطالة، وحرمت القطاع الخاص من الفرص الاستثمارية، وحرمان قطاع واسع من الأيدي العاملة من الشباب الجامعيين وحملة الثانوية العامة من هذه الفرص المتاحة أمامهم. وأكد الدكتور حُميد أنه يعول على هذه الندوة، في تقديم تشخيص علمي وواقعي للحرب الاقتصادية، التي لحقت بالجنوب أرضًا وإنسانًا، وتقديم رؤية اقتصادية جنوبية لتغيير الواقع الاقتصادي المُزري، الذي ما زال قائمًا حتى اللحظة. وشهدت الجلسة الأولى في الندوة التي ترأسها الدكتور عبدالقوي الصلح رئيس الدائرة الاقتصادية في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، استعراض القطاعات الإنتاجية، التي كانت حاضرة في الجنوب قبل 22 مايو 1990م، حيث بدأها الدكتور سعودي علي عبيد بورقة بعنوان “الاقتصاد والحرب وما بينهما كثير” أشار فيها إلى العلاقة بين المجالات الاقتصادية وقطاعاتها وإرتباط الحرب وأسبابها بالاقتصاد. كما قدمت بعد ذلك ورقة مشتركة للدكتور عبدالقوي الصلح والدكتورة مجدولين محمد عبده، تناولت عملية تصفية قطاع الصناعة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على الجنوب، حيث استعرضت الورقة وضع قطاع الصناعة وما تعرض له هذا القطاع الحيوي والهام من تصفية متعمدة انعكست آثارها اقتصاديًا واجتماعيًا على الجنوب ومواطنيه. وفي السياق نفسه تطرق الدكتور محمود جُباري في ورقته عن التدمير الممنهج لقطاع الصناعة في الجنوب عن المؤسسات والمنشآت الصناعية في الجنوب والقيمة الوطنية والإنتاجية لها، التي تستفيد منها أيادي عاملة محلية (100 %)، وكيفية تدميرها عبر خطة مُمنهجة هدفت إلى زعزعة القطاع الصناعي في الجنوب وما كان يمثله. وعن قطاع الثروة السمكية، قدم الدكتور عمر صبيح ورقته التي شملت القطاع السمكي وما شهده من اخفاقات وتدهور، بالإضافة إلى المعالجات المقترحة له. من جانبه وفي إطار مُشابه، قدم المهندس نبيل باعيسى دراسة علمية حول حالة مصنع تعليب الأسماك (الغويزي) في المكلا، واصفاً حال هذا المصنع وأهميته وإمكانياته وما تعرض له من ظروف أثّرت على قدراته، الذي كان يرفد خزانة الدولة بالموارد المالية. وفيما يخص نهب الأراضي الزراعية في الجنوب بعد حرب 1994م، قدم الدكتور حسن صالح العبد ورقته التي استعرضت حال القطاع الزراعي قبل الحرب وكيفية تميزه كأحد العناصر الأساسية لاقتصاد الجنوب، موضحا التدهور الذي أصاب هذا القطاع الحيوي بطرق مختلفة، كان أبرزها عملية النهب التي تعرضت لها الأراضي الزراعية بعد حرب 1994م ضد الجنوب. وفي ختام الجلسة الأولى، تم فتح باب النقاش للحاضرين الذين قدموا ملاحظاتهم وآرائهم فيما قدمت من أوراق عمل علمية، على أن يستأنف استعراض بقية الأوراق يوم غد الإثنين والمناقشات المرتبطة بها للخروج ببيان ختامي وتوصيات لما تم تقديمه.