بقلم – وجدي السعدي. الحديث عن إيقاف الحرب هذه المرة هو أكثر جدية من ذي قبل، لحاجة السعودية له اكثر من غيرها بعد أن أخذت الحرب ابعاد اخرى وباتت تهدد أمن واستقرار واقتصاد المملكة. تعرضت كبار المنشآت الاقتصادية الهامة للمملكة في الآونة الأخيرة لاعتداءات متكررة بطائرات إيرانية مسيرة، ولا علاقة للحوثيين بها، ولا تملك المملكة القدرة على التصدي لها لافتقارها لمنظومة دفاع متطورة وهي بحاجة لوقت طويل لامتلاك مثل هذه التقنيات. وبالتالي لا تستطيع المملكة الرد على الاعتداءات الإيرانية سواء في إيران أو في مواقع أخرى تتواجد فيها مليشيات الحرس الثوري الإيراني كالعراق وسوريا. كما أن السعودية تدرك جيدا أن هناك قوى دولية وإقليمية تسعى إلى جرها للدخول في صراع مباشر مع إيران ليتم بعد ذلك استهدافها وإدخالها في مربع الفوضى وتمرير مخططات التقسيم. اعتمدت المملكة على اتفاقيات ومعاهدات الحماية الدولية لها لعشرات السنين ظنا منها أن تلك الحماية ستظل دائمة ولن تتغير بتغير السياسات والتحالفات. لذا كان بإمكان المملكة الغنية بالنفط والمال، أن تبني قدراتها الدفاعية وان تعمل على امتلاكها المنظومات الدفاعية المتطورة لحماية أراضيها ومنشآتها ومرافقها الحيوية والهامة من اي اعتداء خارجي. إيقاف الحرب اليوم في نظر السعودية لايعني الاعتراف بالهزيمة ، وهي ترى أنها حكمة ستنقذ بها نفسها وقد كسبت تجربة، ستمكنها من إعادة حساباتها والتوجه للعمل على بناء قدراتها العسكرية وتطويرها، والسعي لامتلاك أسلحة الردع ومنظومات الدفاع المتطورة بما يحفظ أمنها واستقرارها ويمنحها القدرة على الدفاع عن نفسها في المستقبل القادم …!