دواء باهظ الثمن وأوضاع معيشية قاسية.. من صنعاء قصص ألم وأمل لأطفال السرطان

هناك في نهاية الممر؛ أطفال صغار، تصارع أجسادهم الصغيرة الألم رغم انخفاض المناعة لديهم إلى أدنى مستوياتها، بحسب الأطباء.

يستأنس طفل صغير بوجود طبيبه، الذي قام بتقبيله أثناء إعطائه "أقراص العلاج"، وكأنه يعلن بذلك الأيام المعدودة المتبقية لمريضه الصغير. 

طفل آخر، في غرفة محاذية، (9 سنوات)، تحاول والدته إخفاء دموعها كي لا يصاب الطفل بالإحباط. لقد أخبرها الطبيب المختص؛ بأن عليها متابعة بعض الجمعيات أو البحث في الصيدليات عن أقراص "سرطان الدم" باهظة الثمن، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي الأكثر من سيئ الذي يعيشه اليمنيون منذ انقلاب مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن.. إنما الخبر الصادم بالنسبة لها هو أن جسد ولدها لم يعد يستجيب للأدوية؛ إنه إعلان نهاية طفل أنهكه مرض السرطان في هذه المدينة المصابة بالتلوث والبائسة جراء حكامها الجدد، الذين لا يهمهم سوى كيف يطوعونها في خدمة المشروع الإيراني الخبيث.

لقد حكمت الحرب الدائرة في اليمن على الأطفال المصابين بمرض السرطان بمزيد من الألم والمعاناة، ومحدودية فرص الحصول على العلاج، لتتدني نسبة الشفاء من هذا المرض إلى أقل من 20%، بينما تصل إلى 80% في الدول المتقدمة، وبذلك تتضاعف معاناة الأطفال المصابين بالسرطان ليصبحوا الحلقة الأضعف، وأكثر الفئات تضررًا.

ملامح المعاناة

حينما تطأ قدماك قسم مرضى السرطان بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء، تجد ملامح المعاناة تتجلى بكل وضوح على وجوههم البريئة ووجوه ذويهم الذي أرقتهم مكابدة الأيام من أجل إنقاذ أرواح فلذات أكبادهم وانتزاعهم من قيود الموت التي تحدق بهم كل لحظة. 

معالم الصبر والاحتساب لم تفارق وجوه الأطفال قط، رغم تعرضهم لجلسات العلاج الكيمياوي، التي نالت من أجسادهم، وما زال الأمل يحذوهم للشفاء كل لحظة. 

الطفلة هديل الراعي، التي لم تتجاوز (13 عاماً) إحدى المصابين بمرض السرطان التي ما زالت تكافح عناء المرض بابتسامة عريضة، رغم اضطرارها ترك مقاعد الدراسة لفترة طويلة بسبب المرض. وببراءة الأطفال التي لا يمكن وصفها، قالت هديل لـ"نيوزيمن"، إنها تتمنى أن "يصاب مرض السرطان بالسرطان ليموت ويرحل من كل جسد طفل مصاب به".

بعض أهالي الأطفال المصابين بالسرطان يروون لنيوزيمن بعضاً من معاناتهم، نتيجة عدم قدرتهم على السفر لمعالجة أبنائهم خارج اليمن، فيقول أبو أحمد الحسني "إنه سافر مع ابنه أكثر من ثلاث مرات لتلقي العلاج في الأردن رغم تكلفة العلاج المرتفعة والآلام النفسية والجسدية التي صاحبتهم إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة لم يتمكن جراء الحرب وكذلك انقطاع الرواتب وكذلك توقف مشروعه الخاص الذي كان يدر عليه دخلاً مناسباً، مكنه من تحمل مصاريف العلاج بصورة مريحة.

وقال أهالي الأطفال المصابين، إنهم يعانون كثيراً بسبب انعدام الأدوية المجانية، وشح الإمكانات، إضافة إلى عدم وجود أطباء متخصصين لأن غالبية الكادر الطبي المؤهل باتت خارج البلاد، بسبب انقطاع الرواتب. وكذلك توقف الدولة عن دعم مرضى السرطان بالأدوية كما في السابق، واكتفائها بإجراء أغلب الفحوصات من دون رسوم مالية، بالإضافة لتوفير جرعات العلاج الكيميائي للأطفال مجاناً، بدعم من المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي، ورجال الأعمال، وأهل الخير.

وأكد أهالي الأطفال أنهم يجدون صعوبة كبيرة في توفير المال لشراء الأدوية من مضادات حيوية ومراهم للفم والحلق لإزالة الفطريات وغيرها.

ويعدّ سرطان الدم والغدد الليمفاوية والدماغ أكثر أمراض السرطان انتشاراً بين الأطفال في اليمن، الذين يفقدون حياتهم على الرغم من إمكانية شفائهم، من جراء عدم توفر الأدوية والمحاليل الكيميائية اللازمة في مراكز العلاج الحكومية منذ بدء الحرب".


مصدر هذا الخبر وقع محافظة الحديدة:
https://yemen-online.club
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://yemen-online.club/?no=82765