1) لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة في تقاريرها الدورية حول اليمن تعتمد على مصادر صحفية لم يتم التدقيق في موادها، أكثر من العمل الاستقصائي المستقل للجنة نفسها ومن المصادر المباشرة لكل قضية.
2) كل مادة جاءت في تقارير لجنة الخبراء كانت عبارة عن مادة إعلامية لهذه المنصة أو تلك من المنصات الإعلامية بأشهر سابقة، وتم إعادة صياغة هذا الزنجبيل في تقارير لجنة الخبراء، كما هو بغباره الذي عليه في منصات الإعلام.
3) مهنية لجنة الخبراء مثل مهنية سياسة العواجل في قناة الجزيرة وقناة العربية (رعود صيف).
4) كلنا يتذكر أرقام المليارات التي ذكرتها هذه اللجنة والتابعة لعفاش في بنوك العالم دون أن تقدم الدليل الاستقصائي على ذلك إلا لبعض الملاليم فقط من هذه الثروة المزعومة بالرغم من القوة القانونية الدولية التي تمتلكها هذه اللجنة التخاطب مع أي طرف بالعالم.
5) في موضوع الوديعة السعودية كان التداول الصحفي غير المتخصص لهذا الملف الاقتصادي منتشرا منذ أشهر، وجاء الخبراء الدوليون (ولقطوا) هذا الاكتشاف الكبير مثلنا من الإعلام.
وأخشى أن تكون لجنة الخبراء هذه يمكن مجموعة بالواتس مثلنا يا جماعة، طالما وأغلب هيئات الدولة الآن تدير أعمالها عبر مجموعات بالواتس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
6) للعلم، فاتورة الاستيراد للجمهورية اليمنية قبل الحرب هي بحدود 13 مليار دولار سنويا تقريبا، والوديعة السعودية (2 مليار) إذا ما صرفت لكل مواد الاستيراد لا يمكن تغطي أكثر من شهرين وليس سنة.
7) الأمر الآخر هو أن البنك المركزي لم يكن لديه سلطة صرف الوديعة لتغطية استيراد المواد الأساسية، بل كان لديه إدارة تنسيق فقط (يجمع الملف ويرسله للجهة السعودية المختصة) وهي من تعطي الموافقة بالصرف من عدمه.
8) الأمر الآخر هو الحديث أن نسبة كبيرة من قيمة الوديعة ذهبت لتجار محددين من الشمال، ونحن بذلك نتجاهل انه منذ عام 94 ما فيش كبار مستوردين وما فيش كبار مقاولين وما فيش كبرى الوكالات التجارية أو بنوك تجارية الا لهذه الأسماء المحددة من الشمال وممنوع على الرأسمال الحضرمي أو غيره الدخول في هذه القطاعات،
طبيعي جدا أن يستحوذ هؤلاء على أغلب الوديعة السعودية.
9) نقطة أخيرة: هذه الخفة في لجنة الخبراء والانتقائية في تناول بعض الأمور والسكوت عن غيرها (رغم مرجعية هذه اللجنة مع الأسف لمجلس الأمن) يوحي أننا ما زلنا بعيدين عن اللحظة التي يمكن أن يلامس المجتمع الدولي مكامن الجرح النازف بملف الحرب ويضع حلولا جدية له... أو أن الطبخة لم تنضج بعد.