محمد الصعر
كل من اختلف مع المؤتمر يدرك اليوم بأن المؤتمر كتنظيم وليس حزبًا هو الحل!
ولكن أمام المؤتمر عقبات كبيرة منها تخندق جزء كبير منه حول الحوثيين وهو أمر معيب في حق تنظيم رائد يرى في غيره مجرد مرتزقة ويصفهم ببائعي الأوطان ويصدر بيانًا أمس بأن لا مخلوق يعبر عن المؤتمر إلا من كان في صنعاء!
وهنا نقول بأن على مؤتمر صنعاء السلام فقد رحل إلى جيب أحدهم ولم يعد يمثل القاعدة الشعبية الأساسية التي راهن عليها الشهيد صالح!
أما القسم الثاني فهو المؤتمر الشعبي السعودي، وهو تيار يديره الرئيس هادي وكذلك سلطان البركاني، وقد تحول من حزب يمني إلى مجرد عنصر تابع للمملكة ولا صلة له على الأرض بقواعده ولا أنصاره، ولا يستطيع إلا أن ينظم فعالية رأس السنة في تعز، وهي في الأصل بمعزل تمامًا عن مأرب وبقية المحرر من المحافظات!
بل إن هذا الجزء من الحزب لا يعلم من رئيسه إلى اليوم خصوصًا بعد رحيل صالح وهادي والمجيء بالعليمي!
القسم الثالث وهو الضبابي التائه والمتمثل في المؤتمر الشعبي العام في القاهرة الذي يدعي قيادة نجل الزعيم صالح ، و يُعد من أضعف الهياكل التنظيمية داخل المؤتمر ، فهو لا يمتلك الأرض ولا الانتماء برغم محاولاته المستترة التمسك برئاسة صادق أبو راس ، لكن على الواقع لم يستطع هذا الفرع أن يفرض على مؤتمر الداخل أو الخارج أي سياسيات بل هو حبيس اتهام الغير بالخونة، وما يزال أيضاً حبيس العقوبات على نجل صالح برغم رفعها عنه، وقد تعرض هذا الجزء من المؤتمر صفعة غير حميدة بعدما شن مؤتمر صنعاء حملة على النبيل أحمد علي لشكره المملكة وكل من سعى لرفع العقوبات و لأنه لم يُشد بدور نواب المؤتمر في صنعاء الذين رفعوا مطالبات في العام 2019 .
و باستعراض كل فصائل المؤتمر الضعيفة والمشتته تقول تطورات الأحداث بأن لا فصيل قد ينجو إذا ما استمروا في هذه المهزلة والتحول من سابق الرأس إلى مجرد أذناب ، لكن زمام القيادة في يد أحمد علي عبدالله صالح ، ولا نقول هذا الشيء باعتباره أحد المسلمات أو أنه الحل الأخير، لكن هذا الشخص يملك سمعة والده وإنجازاته إلى الٱن، بل ويملك حتى حائط بكاء كل من عارض صالح، وسياسياً قد يكون هو القائد الوحيد الذي ماتزال القواعد ترى فيه خليفة والده ، فالقيادة رموز ، والبركاني والعليمي وابو راس لا يملكون كاريزما صالح ، بل أن الزوكا حتى لو كان حياً فهو نسخة لا تختلف عن من ذكرتهم في السطر السابق !
أمام أحمد علي فرصة تاريخية يجب أن يلتقطها في القريب العاجل ، وأقول لصديقي الذي قال لا تحملوا هذا الشخص أمانات نتيجة الضغوط ، فأقول لأمثاله بأن ركود نجل صالح لعشر سنوات كان باسم العقوبات ، لكن إذا ما استمر في هذا السبات فسيكون ملطشة الفارغ ، وهو من سيقتل ٱخر ٱمل سياسي للمؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والاشتراكي والديموقراطية في اليمن ، لأن كل هذه العملية مرهونة بعودة هذا التنظيم كجامع لليمنيين منفتح على الٱخر وصاحب ساحات حوار واسعة تجمع ولا تفرق .
أحمد علي عبدالله صالح.. عذر تقييد الإمارات أو السعودية لحريتك هذا أمر مرفوض ، ولو صدر بيان منك بذلك لاهتزت اليمن بأكملها ، ولتضامن معك الجميع ، فكل الفرقاء والمناطقيين تذوب كل خلافاتهم بمجرد صعوبة يواجهها يمني في الخارج ، وقد تكون بلقيس فتحي ٱخر الأمثلة.
سيادة السفير أو العميد أو حتى نائب المؤتمر ، السياسة ليس لديها مبادئ ، ولا ترتكز على معادلة 1+1 يساوي اثنين ، فلن تكون ذاك المقدام إلا إذا لعبت على كل الاوتار واستغليت من يقيد حريتك اليوم للوصول إلى الأمام ، فوالدك خير من استخدم الخصوم قبل المُحبين لحكم اليمن واليمنيين ، فحاول أن تنشط جينات ذكائه فيك ، وأن تغير حاشيتك بما فيهم الهمداني بل وحتى يحيى دويد وأن تتحرك أنت في كل محيط لتختار من يكون سندك ، لأن كل من حولك اليوم لم يسهموا بذاك القدر لرفع العقوبات عنك ، ومن المؤكد أنك على علم بذلك !
سيادة السفير أو العميد أو نائب المؤتمر لو لم يتحرك الرئيس صالح من معسكر خالد إلى صنعاء لما كان رئيس لليمن ولم يتحرك من صنعاء إلى عدن في 1989 لما كان أول و ٱخر رئيس لليمن الموحد ، ولو لم يتهادن مع الإخوان لما غلب الجبهة في المناطق الوسطى ، ولو لم يستعن بالزنداني والناصري والاشتراكي لما أنشأ دستور الدساتير المُتمثل في المؤتمر الشعبي العام .
سيادة السفير أو العميد أو نائب المؤتمر ، أرى بأني أرفع من أطبل لك على مواقع التواصل لثقتي وعلمي بنهجك الذي يمقت هذا الشيء ، بل أن المرحلة أيضاً لا تستحمل ملمعين خصوصاً مع خُذلان غثاء السيل في 2011 و كذلك ديسمبر ، و هُنا لا ألمع شخصي باعتباري الصادق والناصح ، لكنك بحاجة إلى كل حرف ينقدك كي تضع قطارك على السكة لا أن تنعزل عن الناس ، ليخرج ناشط متجول ومن إلى جواره بمجرد صورة لم تكن لائقة بمقام طموحات قواعد المؤتمر بل وحتى طموحات الأحزاب التي تنتظر عودة الديموقراطية.