وفي أثناء مراقبتك لكروت المعايدة المتطايرة بين المؤتمر كقيادات وليس كحزب والإصلاح من نافذة الى أخرى في عمارات المهجر تسأل نفسك .. ما جدية إن اتفق الطرفان على بناء عقد سياسي من جديد ؟ وما إمكانية تحقيق المصالحة وجدواها ؟
عند النظر الى الواقع يقول البعض بأن أكبر الأحزاب في اليمن تنتظر في محطة مهجورة بعدما اتجهت سنوات الحرب الأخيرة لإقصاء كل الأحزاب السياسية واستبدالها بقوات عسكرية لها ممثلين في هيكل مجلس قيادة بإشراف سعودي عبر عليمي تعز ومراقبة لصيقة من عليمي شبوة الذي يمثل الرئيس السابق هادي في هذا المجلس ،بل أن المسميات الحزبية لكل الأعضاء باتت بدخولهم المجلس من الماضي !
على الناحية الأخرى لم يحض مجلس القيادة الرئاسي بصيغة الدعم الدولية والاعتراف به كرئيس ونواب وهو ما يفتح الباب بشكل طبيعي لعودة المؤتمر والإصلاح بشكل غير عاجل للمشهد السياسي شرط أن يتحلوا بأخلاق السياسة وأن يكونوا جميعاً للحل وليس عقدته !
وبعيد عن شكل المستقبل السياسي والطموح المُبالغ فيه ..كقارئ تابعت كلمات ذكرى التأسيس للحزبين العريقين ففي 24 أغسطس 2023 ظهر رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أبو راس من صنعاء متحدثاً عن عقد جديد مع الحوثيين وقد برر فعلته هذه بأن وضح مكامن ضعف الشرعية المدعومة دولياً وعجزها عن إدارة الدولة ،ليتصالح بعين حمراء مع الحوثيين داعين لهم لأن يتحولوا الى دولة وينهوا سنين المتارس ،وهي دعوات تنافي توجهات أحمد علي نائب أبو راس وتخالف تماماً ما يمضي عليه مؤتمر الرياض الذي يبعث بالتهاني للرئيس العليمي غير مدرك بأن اللائحة الداخلية للمؤتمر لم تعد تنص على أن الرئيس هو رئيس الحزب !
على النقيض ..يظهر حزب الإصلاح في ذكرى تأسيسه الثالثة والثلاثين " 13 سبتمبر 2023" أكثر اتزانا في الموقف الحزبي وسوقه وفق التحديث والتحديات السياسية الحالي القاضي بقبول المكتب السياسي للقوات المقاومة الوطنية وكذا المجلس الانتقالي ضمن بوتقة الحل السياسي الذي ينادي بها العالم بل أن هناك تطرقاً لقبول الحوثيين ضمن خارطة قوى الشرعية إذا ما تحولوا الى حزب سياسي .
لسنا هنا بصدد المقارنة فلكلا الحزبين ظروف لإبداء وجهات النظر هذه فالمؤتمر فعلياً ما يزال يعاقب السعودية التي لم تجد الى الٱن عقداً مُرضياً لكسب ثقة المؤتمريين الفارين من صنعاء المتهمين لمؤتمر الرياض الصوري أيضاً بانتحال الأدور التنظيمية بينما يقول الواقع بأن المشكلة تكمن في عدم وجود احتواء للقيادات بعد اكتفاء الرياض بثلة لها تأثير على الديوان الملكي وليس لها تأثير شعبي !
وبقرأة موقف الإصلاح في ذكرى تأسيسه فليس كرم أخلاق من هذا الحزب أن يدعوا الانتقالي أو قوات نجل شقيق صالح الى مائدة الشرعية ،بل أن الإصلاح يحاول جاهداً أن يقضي على حالة عزلته الحالية خصوصاً بعد خسرات كثيرة لبوابات كان يملكها الإصلاح داخل بيت الشرعية ،كما أن الإصلاح يرمي لتدارك خطر العزل السياسي خصوصاً بعد هزائم محيط مارب والجوف وأشياء أخرى قد تخرجه من الخارطة ،ما يتطلب فعلياً من الأخوة في حزب الإصلاح أن يوفقوا ما بين خطاباتهم وأفعالهم بل ونياتهم وهي الأهم .
فعلياً نحن أمام نخب سياسية تعادي السعودية وتحالفها مداً وجزر ، عبر تجارة بالشكل السياسي لليمن ،فلو استوعبت الرياض قيادات المؤتمر من القاهرة لعزلوا أبو راس في مؤتمر عام بل و استثنائي ولسمعنا دعوات توحيد للمؤتمر واقعية وتحركاً من صنعاء لخلع عباءة الذل للحوثيين .
كما لو عاد أيضاً شهر عسل الحرب وبداياتها بين الرياض والإصلاح لعادت قوات الشرعية محاصرة صنعاء من نهم وسلم ظهر الشرعية من الطعنات .. وحق من قال بأن الرياض ليست بحاجة الى زيارات بولي العهد الى مسقط وليست بحاجة إلى إرسال ٱل جابر مرة ٱخرى إلى صنعاء .. فالأقربون أولى بالمعروف وأهلها أدرى بجبهاتها !
وبعيد عن دور استرضاء أو استعطاف الرياض .. متى ستحاسب الأحزاب اليمنية نفسها بمسؤولية عما فعلته بخارطة اليمن سياسياً وعسكرياً ودستورياً ؟وعن ثمن الرهن والارتهان للخارج .. ليس قريباً فما يزال المشوار طويل !