اعلنت الامم المتحدة عن تلقي تعهدات مالية دولية كافية لإطلاق عملية طارئة لإنقاذ ناقلة النفط صافر المهددة بالانهيار قبالة السواحل اليمنية في البحر الاحمر.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي في مؤتمر صحفي الاربعاء، عقب اجتماع وزاري في نيويورك ضم هولندا وألمانيا والولايات المتحدة، لبحث خطوات بدء تنفيذ خطة إنقاذ ناقلة صافر، ان المنظمة الدولية تلقت التزامات دولية بتقديم حوالي 77 أو 78 مليون دولار، لتمويل المرحلة الأولى من خطة انقاذ الناقلة المهجورة دون صيانة منذ اكثر من ثماني سنوات.
وتقدر الامم المتحدة ان تبلغ تكلفة هذه المرحلة التي تهدف الى نقل اكثر من مليون برميل من النفط الخام من الناقلة صافر الى سفينة أخرى امنة حوالي 75 مليون دولار.
وقال غريسلي "اليوم استطعنا تخطي عتبة الـ 75 مليون دولار، أعتقد أنه إنجاز أساسي ".
وأعرب عن شكره للدول الـ 17 التي ساهمت حتى الآن في هذا الجهد الذي وصفه بالجماعي والذي ضمّ أيضا القطاع الخاص والمؤسسات.
وتشمل الخطة الاممية على مرحلتين، مرحلة فورية للنقل الأولي للنفط إلى سفينة أخرى والمرحلة الثانية تعتمد على توفير حلّ تخزين دائم لذلك النفط.
واكد غريسلي ان ثمّة حاجة إلى 38 مليون دولار إضافية لإكمال تمويل المرحلة الثانية من الخطة الاممية.
وقال "أعتقد أنه مع الزخم الذي شهدناه اليوم، سيكون هذا هدفا يمكننا الوصول إليه في الوقت المناسب."
وأشار إلى أن حوالي ألفي شخص ساهموا بسخاء في التبرع.
وأشاد بتبرع القطاع الخاص بقيمة 1.2 مليون دولار من مجموعة هائل سعيد انعم، كبرى الشركات التجارية في اليمن.
ولفت الى ان من بين أولئك الذين ساعدوا في جمع الأموال، مجموعة من ستة أطفال من مدرسة ابتدائية في ولاية ماريلاند الأميركية، أدركت أن تأمين ناقلة النفط وتجنب الكارثة "مشكلة مشتركة لنا جميعا، على حد قول.
وأشار إلى وجود فترة قد تمتد لعدّة أسابيع للتعبئة وبعدها عملية لمدة أربعة أشهر لتثبيت الناقلة الحالية من أجل العمل على نقل النفط إلى سفينة ثانية، ومن ثمّ التخزين على المدى الطويل.
وأعرب عن شكره لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيتولى المرحلة الأولى من التنفيذ.
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، في المؤتمر الصحفي إن هذا الجهد كان جماعيا، وذكّر بأن "هذا الإنجاز" تحقق في سياق الهدنة في اليمن، "لذا فهي لحظة شهد فيها الصراع في اليمن إحراز بعض التقدم والكثير من العمل الشاق بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية، وبالفعل جماعة الحوثيين، للاتفاق على الهدنة والالتزام بشروطها بشكل عام حتى الآن.
وأوضح أنه يتم النظر الآن في توسيع نطاق الهدنة وتمديدها في 2 تشرين الأول/أكتوبر.
وأشار إلى أنه بعد ثمانية أعوام من الحرب الأهلية، قدّمت الهدنة لليمنيين الإغاثة التي تمسّ الحاجة إليها، وهي أطول فترة من الهدوء تتمتع بها الدولة وأفضل فرصة منذ اندلاع الصراع من أجل التوصل إلى سلام دائم.
واضاف،."انخفضت الخسائر في صفوف المدنيين بنسبة 60 في المائة، وهذا يظهر لكم أنه عندما يكون هناك خفض للتصعيد يكون هناك تأثير مباشر على حياة البشر."
وأشار إلى أن المجتمع الدولي متحد حول هذه المسألة، وقال إن إيران رحبت بالهدنة في نيسان/أبريل وفي حزيران/يونيو وفي آب/أغسطس،.
وتابع : "نريد للتصرفات الإيرانية أن تطابق ردود الفعل الإيجابية إزاء تلك للهدنة.
وقال رئيس القسم السياسي في بعثة ألمانيا لدى الأمم المتحدة مايكل غيسلر، في الحدث الذي انعقد صباحا في مقر البعة الهولندية، إنه قد تم التوصل إلى إنجاز مهم جدا في قرار اليوم، وفي تمويل المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ.
كما اضاف"إنها أخبار جيدة أنه تم تأمين هذه العملية وأنه يمكن للعملية الطارئة كما ذكر السيد غريسلي أن تبدأ قريبا.
وأشار إلى أن الحدث الجانبي كان يسلط الضوء على الجهود الجماعية من أجل منع كارثة بيئية مع تكلفة بشرية وإيكولوجية وبيئية شديدة.
وقال: "تلتزم ألمانيا تماما، مع شركائها والأمم المتحدة، في حشد المانحين ورفع مستوى الوعي.
واعلنت ألمانيا رفع مساهمتها في تمويل المرحلة الاولى من الخطة الى 12 مليون يورو، وهو ما يعادل حوالي 12 مليون دولار أميركي.
وأوضح مارك غيريتسين، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الهولندية، أن بلاده من الداعمين لليمن منذ عقود، من أجل تنمية البلاد والجهود الإنسانية والمساءلة.
"لهذا السبب، لم تتوانَ هولندا لدقيقة واحدة في التطوع في دور قيادة حشد التمويل لعملية إنقاذ ناقلة صافر. وفي تعاون وثيق مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرهما، مثل ألمانيا، أطلقنا حملة للحصول على الموارد الكافية لهذه العملية المهمة."
ونظمت هولندا مؤتمر تعهدات في وقت سابق هذا العام، وتم الوصول إلى الدول من المنطقة ومن العالم بأسره.
كما تعهدت وزيرة التعاون الإنمائي الهولندية بتقديم 7.5 مليون يورو في وقت مبكر، وفي زيارة إلى اليمن الأسبوع الماضي تعهدت بـ 7.5 مليون يورو أخرى للعملية، مما رفع مساهمة هولندا إلى إجمالي 15 مليون يورو.
ردّا على سؤال حول الوضع الإنساني في اليمن، قال غريسلي: "يظل الوضع صعبا جدا بالنسبة لأبناء اليمن، تجاوزنا سبع سنوات من الصراع، ونحاول – عبر الدعم السخي من العديد من الدول الأعضاء – تقديم دعم إنساني كبير لسكان اليمن، لكن الاقتصاد انهار بسبب الصراع.
وأشار إلى أن الوضع يظل خطيرا ولن يتم حلّه سوى بحل سلمي للصراع.
وأعرب عن شكره لكل من يدعم توفير الغذاء للسكان، لكنه لفت الانتباه إلى ضرورة تقديم الدعم لنواحي الحياة الأخرى: "دائما نجد صعوبة في إيجاد تمويل للوقود للمستشفيات والوقود لمحطات ضخ المياه، لا يمكن أن نسمح لتلك الأنظمة بالانهيار أيضا."
وشدد على أنه إلى أن يتم النهوض بالاقتصاد ويحصل الأشخاص على الوظائف، ستستمر تلك الأزمة الإنسانية وربما تزداد شدة.