وقال أدهانوم غيبرييسوس "نستطيع السيطرة على مرض جدري القرود ووقف انتشاره باستخدام الوسائل المتاحة لدينا في الوقت الراهن".
ويهدف وصف منظمة الصحة العالمية لجدري القرود بأنه "حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي" إلى دق ناقوس الخطر بأن هناك حاجة إلى تعامل دولي منسق ويمكن أن يطلق التمويل والجهود العالمية للتعاون في تبادل اللقاحات والعلاج.
ومنذ اكتشاف أولى الإصابات بجدري القرود مطلع مايو (أيار)، بدأت العدوى بهذا الوباء تنتشر خارج بلدان وسط أفريقيا وغربها حيث يستوطن الفيروس، ومن ثم فقد انتشر في كل أنحاء العالم فيما كانت أوروبا بؤرته.
انقسام داخل المنظمة
وقال مصدران تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لرويترز في وقت سابق إن أعضاء لجنة من الخبراء اجتمعوا يوم الخميس لمناقشة التوصية المحتملة انقسموا بشأن القرار، لكن القرار النهائي كان للمدير العام للمنظمة.
وأعلن تيدروس عن قراره إعلان حالة الطوارئ الصحية خلال تصريح لوسائل الإعلام في جنيف، وأكد أن اللجنة لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء.
وجرى تسجيل أكثر من 16000 حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 60 دولة حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى خمس وفيات في أفريقيا.
وينتشر المرض الفيروسي عن طريق الاتصال الوثيق ويتسبب في أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا وبثور على الجلد مليئة بالصديد.
تدخل المدير العام
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إنه تعين عليه التدخل حتى يكون الصوت المرجح لحل الخلاف حول إعلان تفشي مرض جدري القرود "حالة طوارئ صحية عالمية".
وقال تيدروس للصحفيين، بعد أن أعطت المنظمة العالمية المرض أعلى مستوى تحذير، إن تسعة أعضاء من لجنة الخبراء كانوا ضد الإعلان مقابل تأييد ستة أعضاء.
وقال تيدروس "على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، إلا أن هذا التفشي يتركز في الوقت الحالي بين الرجال المثليين، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء متعددون".
اكتشف عام 1970
ويعتبر جدري القرود الذي اكتشف لدى البشر في عام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه في عام 1980.
وفي معظم الحالات، يكون المصابون رجالاً يمارسون الجنس مع رجال وصغاراً نسبياً ويعيشون بشكل رئيس في المدن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
واعتباراً من 18 يوليو (تموز)، سجل المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها 7 آلاف و896 إصابة بفيروس جدري القرود.
وكانت إسبانيا الأكثر تضرراً مع تسجيلها 2835 إصابة، تليها ألمانيا 1924، وفرنسا 912، وهولندا 656، والبرتغال 515، فيما غالبية الحالات تعود إلى "مجموعات من الرجال يمارسون الجنس مع رجال وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و50 عاماً".
لقاح الجدري البشري
وقالت وكالة الأدوية الأوروبّية (إي إم إيه) الجمعة إنّها وافقت على استخدام لقاح للجدري البشريّ، وتوسيع استخدامه ضدّ انتشار مرض جدري القرود. وبات هذا اللقاح مستخدمًا لهذا الغرض في كثير من البلدان، بما في ذلك فرنسا.
وحصل اللقاح "إيمفانكس" الذي تنتجه شركة "بافارين نورديك" الدنماركيّة على مصادقة الاتحاد الأوروبي في العام 2013 لاستخدامه لمكافحة الجدري.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقيح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وأفراد طواقم الرعاية الصحية الذين هم على تماس مع المرض.
في نيويورك تلقى إلى الآن آلاف الأشخاص اللقاح.
ويتم تسويق هذا اللقاح تحت اسم "جينيوس" في الولايات المتحدة، بينما يطلق عليه في أوروبا اسم "إيمفانيكس".