عقب تزايد انتهاكات الجماعة بشدة، وانتشارها على المستوى المحلي والعربي، استنكر علماء الأزهر الشريف في مصر ما قامت به مليشيات الحوثي من اعتداءات على المساجد في اليمن خلال شهر رمضان المبارك، ومنع المُصلّين من أداء صلاة التراويح.
وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، إن ما قامت به مليشيا الحوثي من اعتداء على حرمة بيوت الله ومنع صلاة التراويح مدان ومستنكر.
وأضاف الأطرش في تصريح لصحيفة "الاتحاد الإماراتية" أن ما قامت به مليشيا الحوثي في حق المُصلين المُسالمين، واعتدوا على بيوت الله، جريمة حمقاء.
بدوره، أكد الدكتور شعبان إسماعيل، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام حرص على عدم منع أي مسلم من أداء الفرائض والشعائر والسُنن، وبالتالي لا يجوز لأي سبب من الأسباب منعه منها، وإلا كان من فعل ذلك آثماً، ويُعرض نفسه للعقاب الشديد.
وقال أستاذ أصول الفقه إن صلاة التراويح سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، صلاها لعدة ليالٍ بالمسلمين، ثم خاف أن تُفرض عليهم فترك ذلك، وأرشدهم إلى صلاتها في البيوت، وعندما توفي النبي، جمعهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه على إمام واحد، وصاروا يصلونها جماعة.
واعتبر د. إسماعيل أن الحوثيين بفعلهم هذا ارتكبوا إثماً وذنباً عظيماً، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى حذّر من انتهاك حرمات المساجد، أو التعدي على إقامة ذكر الله فيها، قال تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
وكانت الحكومة اليمنية أدانت اعتداءات مليشيات الحوثي الإرهابية على المساجد بمناطق سيطرتها، معتبرة ذلك انتهاكاً سافراً وغير مسبوق لحرية الدين والمعتقد.