غامرت مليشيات الحوثي الإرهابية باستهداف منشآت نفطية في سعودية في لحظة يمر فيها العالم بأزمة عميقة في أمدادات الطاقة.
وأعلن التحالف العربي فجر الأحد، اعتراض 9 طائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي لاستهداف منشأت سعودية من بينها منشأة أرامكو النفطية في جازان.
وشملت المرافق الحيوية للطاقة التي استهدفتها هجمات مليشيات الحوثي، وفق التحالف العربي، محطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو بجازان ومحطة الغاز التابعة لشركة الغاز والتصنيع الأهلية بخميس مشيط، ومعمل الغاز المسال التابع لشركة أرامكو السعودية بينبع.
كما أدت الهجمات إلى حريق محدود بأحد خزانات محطة توزيع المنتجات البترولية التابع لأرامكو في جدة دون إصابات أو خسائر بشرية.
وتأتي هجمات مليشيات الحوثي على مصادر الطاقة العالمية ضمن رسائلها السياسية لعرقلة مساعي السلام والتي تأتي في وقت تشهد المنطقة تحركات للوصول الى تسوية سلمية لملف اليمن العالق في حرب الانقلاب.
كما تأتي الهجمات الجديدة بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لاستهداف مليشيات الحوثي 7 مارس/ آذار 2021، بطائرة بدون طيار أكبر منشأة لتحميل النفط في العالم في رأس تنورة، في السعودية مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا.
ويمر العالم بضغوط متزايدة في قطاع الطاقة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
تهديد مصالح العالم.. جرائم حرب
يرى مراقبون يمنيون أن تكرر استهداف المليشيات الحوثية لمنشأت الطاقة في السعودية منذ أعوام بشكل ممنهج يكشف نزوع هذه الجماعة نحو تهديد المصالح الدولية ومصادر الطاقة سواء في ممرات الملاحة الدولية أو داخل المملكة.
ويقول الناشط أحمد غازي إن هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية تشكل تهديدا حقيقيا لمصادر الطاقة في المنطقة من شأنه أن يضاعف كلفة النفط في الأسواق الدولية إثر التغيرات العالمية المحدقة.
وأشار، أن المملكة تمثل مصدر رئيسيا للمشتقات النفطية في العالم كون صادراتها تشكل نسبة كبيرة في سوق الطاقة العالمي المتأثر أساسا بالحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتؤكد مليشيات الحوثي بتعمدها استهداف منشأت مدنية خدمية ومنشأت نفطية وتبنيها الهجمات في اعترافات علنية بأنها ترتكب جرائم يصنفها القانون الدولي بأنها جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية تستوجب موقفا دوليا وإدانة صريحة لهذه الهجمات المتكررة، وفقا للناشط اليمني.
وتشير تقارير دولية متخصصة أن مليشيات الحوثي صعدت من هجماتها الإرهابية على الأراضي السعودية خلال العام الماضي
كلفة التراخي الدولي
ولم تكن الهجمات على المنشأت السعودية النفطية والخدمية المدنية هي الأولى، حيث سبق أن تعرضت منشآت نفطية لقصف بصواريخ بالستية حوثية منها الهجوم على منشأت الطاقة في بقيق شرق المملكة قبل عامين وكذلك استهداف فرعا لشركة أرامكو في جيزان.
وبحسب الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي فأن هجمات المليشيات الحوثية هي استهداف للاقتصاد العالمي الذي يعد قطاع الطاقة محركا رئيسيا في بنيته المركزية.
وأكد الصوفي، أن التهديدات الحوثية تتمدد في منطقة تمثل مصدرا للإنتاج وممرا عالميا لتدفق الطاقة الى أوعية الإستهلاك العالمي.
وأشار إلى مخاطر أمتلاك المليشيات الحوثية لقدرات عسكرية عابرة للحدود كصورايخ بالستية وطيران مسير وتهاون المجتمع الدولي في التعاطي مبكرا مع مصادر هذا التسليح الإرهابي جعل هذه المليشيات مصدر تهديد حقيقي لأمن وإستقرار المنطقة وإمدادات الطاقة إلى العالم عبر البحار.
ولفت السياسي اليمني إلى أن المنطقة دفعت كلفة التهاون الدولي في منع وصول السلاح والدعم العسكري لمليشيات الحوثي والركون إلى جهود دبلوماسية لاتجدي مع مليشيات متطرفة مذهبيا ودينيا ولها طموحات توسعية على حساب أمن واستقرار دول جوار اليمن وجزيرة العرب.
ودعا الصوفي إلى تحرك دولي يقمع بقوه صارمة التمادي الخطير للمليشيات الحوثية في تهديد أمن واستقرار المنطقة وأسواق الطاقة في العالم.
واستشهد الصوفي بتهديدات القيادي الحوثي مهدي المشاط في آخر اجتماعاته والذي مثل إعلان حرب على المصالح الدولية وإمدادات الطاقه الى الأسواق الدولية.
وكان القيادي الحوثي تحدث، السبت، عن أزمة الوقود التي تصنعها مليشياته لتغذية الأسواق السوداء في مناطق سيطرتها محاولا التنصل من مسؤوليتها.
ويعد الاستهداف الحوثي لمنشأت النفط السعودية والمنشأت المدنية في المملكة، فجر الأحد، ترجمة حرفية لتهديدات القيادي الحوثي مهدي المشاط وكذلك تهديدات زعيم مليشيات الحوثي في آخر اجتماعاته بمشائخ محافظة البيضاء حيث توعدا بصناعة أزمات وقود في مناطق كثيرة كما هو حاصل في مناطق سيطرتهم، طبقا لخبراء